“اللي كيحْسب بُوحْدو.. كيْشيط لُو..!” – حدث كم

“اللي كيحْسب بُوحْدو.. كيْشيط لُو..!”

“حدث” وان تطرقت في هذا الركن الى ما يمكن ان تسفر عنها انتخابات 7 اكتوبر ، بعدما بلغ عدد المسجلين في هذه الاستحقاقات، حوالي 16 مليون مغربي هذه السنة، من مفاجئات اذا ما تمت المشاركة بكثافة، لمحاسبة من تولى تسيير شؤون البلاد لمدة خمس سنوات مضت، في المجال التنفيذي والتشريعي، او الاحزاب التي تسير الشأن المحلي، سواء بـ”التزكية “او “المعاقبة”، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، شجعوا ابن كيران ، وعبدوا الطريق امام “جرار” الياس ، ليحرث الجبال والسهول والوديان، وصفعوا بعض الزعماء ليستفيقوا من نشوة الغرورو، ورموا بالباقي في مزبلة النسيان.

ومرد هذا ، يتجلى في كون المغاربة المسجلون في اللوائح الانتخابية المذكورة ، لم يشارك منهم في هذه الانتخابات الا “الثلث ” لاسباب ثلاثة ايضا:

اولها: ان المغاربة شعروا بخيبة الامل والاحباط، من خلال تدني الخطاب السياسي لزعماء الاحزاب، وعدم التقاط معاني الرسائل الملكية المتكررة في كل مناسبة ، والتي تدعوا الى ترجيح كفة المصلحة الوطنية ، عن المصالح الشخصية والحسابات السياسية الضيقة، اضافة الى عدم ملامسة اية تغيير يذكر ، في جميع الميادين التي يسيرونها سواء في المجال التنفيذي او التشريعي، ما عدا تنفيذ التوجهات الملكية من خلال الجهاز التنفيذي، او غيرها !.

وثانيها: النتيجة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية، جعلته يتبوأ المرتبة الاولى في هذه الانتخابات، ليستمر امينه العام عبد الاله ابن كيران في قيادة حكومة الشوط الثاني الذي يستغرق خمس سنوات، مردها ان حزب ابن كيران يتوفر على قاعدة قارة منضبطة، واخرى متعاطفة معروفة، اسفرت اصواتها عن منح 125 مقعدا للحزب لاتمام المباراة.

وثالثها: فوز حزب الياس العماري بـ 102 مقعدا في هذه الاستحقاقات، لم يكن من خلال قاعدة قارة ، او منخرطين بهذا العدد منضبطين ، بل رغبة بعض المصوتين على رمز “الجرار” هي اعطاء الفرصة لتجربة الحزب في قيادة الحكومة للمرة الاولى منذ تأـسيسه، من خلال ما قدمه من وعود واماني، لانقاذ ما يمكن انقاذه ـ حسب خطابه السياسي ـ والبعض له مصالح ومأرب اخرى، والباقي من الباقيات ، وجدت نفسها في مفترق الطرق!، فسلكت المعبد!، لكن كما يقال “اللي كيحسب بوحدو كيشيطلو”.

اما المواطنون الذين لبوا النداء، فمنهم من اغتنمها فرصة لصفع بعض الزعماء “المتكبرون” ، بصفعة الجلوس الى الطاولة، ومنهم من رموا بهم في مزبلة التاريخ، لانهم في الاصل ما هم الا زعماء من ورق ليس الا. والفئة التي تشكل اكثر من النصف ولم اقل “عزفت “، بل تعففت عن” مناقشة المشهد!” ، الذي تنطبق عليه مقولة “لا حياة لمن تنادي” الى حين!.

وهذا ما “حدث”، وفي انتظار ما سيحدث، فالمغاربة قادرون على صنع “الحدث”.

 

 

التعليقات مغلقة.