“المهرولون” .. وحسابات آخر ساعة! – حدث كم

“المهرولون” .. وحسابات آخر ساعة!

“حدث” وان تطرقت لعدة مواضيع في مناسبات سابقة ، اجدها تتشابه وتتناسب مع الحاضر، خاصة في المجال السياسي ببلادنا، سواء في القرن الماضي او الحالي، وفي بعض الاحيان يكون كل ما كتب، يتماشى والوضع المعاش ، مع الفارق طبعا (…).

وبما ان الفكرة التي راودت مخيلتي لأتطرق اليها في هذا الركن ، هي نفسها التي كُتبت بعد الانتخابات الجماعية لـ 4  شتنبر 2015، وما  اسفرت  عنها  من “نتائج!” في الاخير، سواء على مستوى الجماعات او الجهات (…) وانتهى الامر !، لكن مردها الان هي انتخابات 7 اكتوبر الحالي، التي ستتشكل منها الحكومة ، ومجلس النواب، ليست كسابقتها و لن تنتهى بسهولة ! ، حتى مع ا”الشوط الثاني”، بل يلزمها دورتين او ثلاثة.. !، اضافة الى  تعطيل البرلمان لحد الان، ونحن في الاسبوع الثالث من افتتاحه.

وهذا، رغم ان جل الاحزاب السياسية ، هرولت منذ البداية ، وقبلت  شروط رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران، زعيم حزب “المصباح”، المعين من طرف جلالة الملك ، لتشكيل الحكومة الثانية بعد هذه الانتخابات، منهم  من حاول  استباق الزمن ، وقطع الطريق على الخصوم  ( !) ، رغم ان خصامهم تحدى ما هو سياسي او شخصي، (… !)،  في زمن ليس ببعيد، لكن العمل بنصيحة الرئيس “عفى الله عما سلف” هي الافضل، لحفظ ماء وجه الطرفين، فكانت (الكلمة !)  ،  و”اللي قالها (..! ) انا متافق”، والكلمة هي “الرجل” كما يقال. لكن مرة اخرى ، هل ستتحقق في الشوط الثاني؟، ام ستنتهي ليكون كلام آخر اقوى مما قيل في السابق لا قدر الله !، لان السياسة لدى بعض زعمائنا هي فن المراوغة، ما عدا سياسة “المعقول” الذي “عقلها” من قبل صاحبها !.

هذا من جهة، اما من جهة الحليف الثالث ، والذي يرى بان “القرابة” تنفع في بعض الاحيان ، ويجب التذكير بها “فقط لا غير!”

  قبل فوات الاوان، لان الذكرى تنفع المؤمنين، فكانت البداية بأ”البسملة، وضيف الله”، وكما يقال: “الضيف ما يشرط.. ومول الدار ما يفرط”، في البداية قبل الجلوس، وبعدهما   كان الكلام، والباقي من بعد.

اما الاخير، والذي هو دائما في مكان “المربع الذهبي”، سواء كان من الخاسرين او الفائزين، فكيفما كان الامر سواء في الشوط الاول او الثاني، “ديما رابح ” لانه لم يخسر شئا اصلا، “واللي جاب الله مرحبا”، حيث ان الزعيم هرم في جميع الحكومات، او مابقا قد ما  فات.

لكن رغم هذا ، فهناك حسابات اخرى في الافق،  ما دامت المباراة مفتوحة ولم تنته بعد ، والرئيس كما هو معروف! ، يتقن “الرياضيات” ولا زال يتذكر (ربما!) حسابات الراحل عبد الله باها ، الذي قال ذات   مرة بان “الحسابات السياسية في المغرب مختلفة عن الحسابات العادية، واعطى المثال عن ذلك  بـ:” 1+1 لا يساوي 2 ، بل 1+1=1 ” ، وهذه تعد من حكم الرجل والصديق الحميم للرئيس، فمن المحتمل ان “يضرب عبد الاله ابن كيران كولشي فالزيرو”، وسيطبق حسابات الحكيم باها، لتتبخر احلام البعض في السماء ، وتنزل الحمامة من تلك الاجواء ، الى ارضها التي حرثها مهندس فلاحي،  وانبتت ما تشتهيه الحمائم.

وما دامت الارقام” بليدة “كما يقال، والنتيجة لم يتم الاعلان عنها بعد. فكل الاحتمالات واردة، في ظل ما سبق لي وان تطرقت اليه في موضوع آخر، ما  قبل هذا تحت عنوان : “اللي كيحسب بوحدو كيشيط لو” ، حيث تطرقت فيه الى  حسابات 7 اكتوبر،  والتي كانت غير متوقعة! ، وافرزت ما هو “موجود” الان. اسقطت الاقنعة عن وجوه البعض ، والبست قناع “الاسد” للاخر، ليستأسد على “الفئران” و”القردة”، في غابة الاحزاب التي بلغت 35 حزبا، فمنهم من انبطح ارضا،  خوفا من رياح “التغيير” من الداخل، والباقي فضل ان يسير وراء “المستأسدين” خير من البقاء ينتظر ما تفعله “القردة” فوق الاشجار، لكي لا   يرى ما يخدش الحياء من بعيد (…!) ، والباقي  اندثر وانتهى  مع انتهاء “الحملة”، رغم ان حقيقة الامر ليست  كما هي،  وما يظهر للعيان ، بل بعضها  اقنعة  من”ورق” ليس الا…

وهذا ما حدث! ،  وفي انتظار ما سيحدث ، كل الاحتمالات واردة.

 

 

التعليقات مغلقة.