حكيم بن شماش : دور البرلمان في أجرأة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 يكتسي طابعا أفقيا – حدث كم

حكيم بن شماش : دور البرلمان في أجرأة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 يكتسي طابعا أفقيا

أكد رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، اليوم الخميس بالرباط، أن دور البرلمان في أجرأة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 يكتسي طابعا أفقيا، بالنظر لوضعه كسلطة دستورية ممارسة للسلطة التشريعية، وللرقابة على العمل الحكومي وتقييم السياسات العمومية. وأوضح بن شماش في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال ندوة برلمانية نظمها مجلس المستشارين حول “أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 .. أية أدوار للبرلمان”، بدعم من مؤسسة وستمنستر للديمقراطية وبمشاركة المندوبية السامية للتخطيط وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، أن الانخراط الفعلي للبرلمان في تنفيذ خطة التنمية المستدامة، يتأتى لا محالة، من خلال العمل على تأمين آليات التحمل الأفقي لأدوار التشريع والرقابة، والإذن بتعبئة الموارد، والإشراف على تعبئتها وتخصيصها من خلال الميزانيات الوطنية، فضلا عن مهام التمثيل عبر السهر على إسماع صوت مختلف شرائح المجتمع في عملية صنع القرار.
وأضاف أن البرلمانات شاركت بنشاط في صياغة أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، لاسيما من خلال المؤتمرات والأحداث العالمية ذات الصلة، مشيرا إلى أن السياق الاقتصادي والاجتماعي للخطة الجديدة جاء مختلفا عن سياق الخطة الأولى، إذ اتسم ببروز حاجيات مادية وثقافية جديدة في المجتمع المغربي مع تنامي وزن التعبير عن تلك الحاجيات من طرف فئات اجتماعية جديدة منها الشباب والنساء وجمعيات المجتمع المدني.
وأبرز أن دستور 2011 تفاعل مع هذا السياق الجديد، واستجاب لمتطلباته من خلال التكريس الدستوري لأبعاده الديمقراطية، وتخويل الفئات الاجتماعية التي تعبر عنه إطارا مؤسساتيا مناسبا للحوار والاقتراح والمشاركة، وذلك عبر دسترة الوثيقة الدستورية لكافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية الأساسية، وكذا عبر التنصيص على آليات ومبادئ ذات طبيعة إلزامية لضمان تحقيق طابعها الفعلي. 
وأشار رئيس مجلس المستشارين من جهة أخرى، إلى أن التبني الفعلي لخطة التنمية المستدامة من طرف المجلس يتجلى في اعتماد مركز الدراسات والبحوث البرلمانية التابع له لبرنامج عمل يمتد على سنتين، يرتكز في مضامينه ومبادراته بشكل حصري على أهداف التنمية المستدامة.
ومن جانبه أكد المندوب السامي للتخطيط السيد أحمد الحليمي أن المغرب كان له دور مهم في اتخاذ قرار بلورة أهداف التنمية المستدامة ل2030 من قبل الامم المتحدة.
وأوضح أن هذه الأهداف ليست قطاعية بل مترابطة ومتجانسة في محتواها ومنهجية تطبيقها وكذا على مستوى السياسات التي ستقتضيها، ما سيجعلها موضوعا للمتابعة والتقييم، مؤكدا في هذا الصدد أن دور البرلمان في هذا المجال “حيوي وضروري وسيكون متواصلا أكثر مما كان عليه الأمر بالنسبة لأهداف الألفية للتنمية. 
وقال إن المندوبية السامية للتخطيط أخذت العدة الكافية لإنتاج كافة المؤشرات الضرورية والأدوات التحليلية للمتابعة والتقييم، مؤكدا أن عمل المندوبية سيكون متاحا بالنسبة لجميع المؤسسات الدستورية.
ومن جهته، أكد ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن أهداف التنمية ذات طابع عالمي تهم كافة الدول وهي أهداف يتداخل فيها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
واعتبر أن هذه الأهداف ستحدد القرارات التي ستتخذها الدول في أفق سنة 2030، مبرزا وجود إجماع على انخراط برلمانات العالم في تفعيل وبلوغ أهداف التنمية المستدامة.
وشدد على أن برلمانيي العالم كان لهم دور في تحديد أهداف التنمية المستدامة كما سيكون لهم دور في تتبع تحقيقها وتفعيلها، مضيفا أن الهدف 16 المتعلق بالحكامة، خاصة المقصد السادس والسابع المرتبطين بإنشاء مؤسسات فعالة وشفافة وخاضعة للمساءلة على جميع المستويات، وضمان اتخاذ القرارات على نحو مستجيب للاحتياجات وشامل للجميع وتشاركي وتمثيلي على جميع المستويات، تهم البرلمانيين بشكل مباشر.
وبدورها، أكدت دينا ملحم ممثلة مؤسسة وستمنستر للديمقراطية أن جميع الدول بدأت التخطيط لجهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال ال 15 سنة المقبلة من أجل القضاء على الفقر بجميع أشكاله ومكافحة عدم المساواة. وأبرزت أن للبرلمان دورا كبيرا في هذا المجال من خلال تفعيل آليات فعالة على مستوى سن القوانين والرقابة البرلمانية وكذا آليات العمل والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وغيرها من الفعاليات. وتمحورت أشغال هذه الندوة حول التعريف بمكتسبات المغرب في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال التطرق للمقاربة الحقوقية في مجال تحقيق التنمية المستدامة وتقييم نتائجها، بالاضافة الى رصد رهانات إنجاح أهداف التنمية المستدامة ومدى توفير النموذج التنموي الحالي لشروط تحقيق أهدافها ونجاح خيارات الاستهداف الاجتماعي والترابي للفئات المجتمعية الهشة. وناقشت الندوة أيضا دور البرلمان في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر رصد وتتبع أهدافها، والرقابة البرلمانية بوصفها أداة للتقييم المستمر لتدخلات الدولة في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلا عن توظيف صلاحية تقييم السياسات العمومية في خدمة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

حدث كم/ماب

التعليقات مغلقة.