“الكاتب غيوم جوبان” : و “محمد الخامس.. السلطان” – حدث كم

“الكاتب غيوم جوبان” : و “محمد الخامس.. السلطان”

  سلط الكاتب والصحافي الفرنسي، غيوم جوبان، خلال ندوة أقيمت مساء أمس الأربعاء بمونريال، الضوء على الخصال والسجايا التي طبعت شخصية جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وكفاح جلالته من أجل تحرير المغرب من نير الحماية والاستعمار.

وتوقف السيد جوبين، رئيس المدرسة العليا للصحافة بباريس ومؤلف كتاب “محمد الخامس.. السلطان”، خلال هذه الندوة، التي نظمها المركز الثقافي المغربي “دار المغرب”، عند أبرز المحطات التي وسمت حياة الملك الراحل، خلال فترة مفصلية من تاريخ المغرب، لا سيما الظروف التي أحاطت باختيار جلالته لخلافة والده السلطان مولاي يوسف، مستحضرا الجهود الاستثنائية التي بذلها والتضحيات التي قدمها خلال فترة حكمه من أجل استقلال المملكة.
وأشاد السيد جوبان، الحاصل على دكتوراه في الطب وخريج المدرسة العليا للدراسات التجارية بباريس، بروح الوطنية التي تحلى بها جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، الذي لم يدخر جهدا من أجل ضمان حماية وكرامة الأمة المغربية بكافة مكوناتها ودون تمييز.
وذكر الكاتب والصحافي الفرنسي، في هذا الصدد، بالرفض القاطع الذي أبداه الملك الراحل للظهير البربري لسنة 1930، والذي كان يهدف إلى تقسيم الشعب المغربي وزرع الفتنة والفرقة والطائفية بين مكوناته.
كما أبرز المتدخل، الذي ألف عددا من الكتب من بينها “ليوطي: المقيم” و”طريق زعير” و”طريق أنفا”، تميز جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، وحكمته ووطنيته وحسه الإنساني، وكذا تفانيه في الدفاع عن القيم المقدسة وعن ثوابت الهوية الوطنية المغربية.
وسلط الضوء أيضا على الموقف البطولي والشجاع للملك الراحل ومعارضته الشديدة للقوانين المعادية للسامية والعنصرية التي سعى نظام فيشي، حليف ألمانيا النازية، الى تطبيقها بالمغرب، وهو موقف قوي ينم عن التزام ثابت ومتواصل من “أب الأمة”بضمان تمتع رعاياه المغاربة، لاسيما اليهود الذين هم تحت حمايته، بكامل حقوقهم على قدم المساواة.
كما تناول المتدخل بإسهاب أبرز الأحداث التي طبعت مواجهة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس لمختلف المقيمين العامين الفرنسيين، مستحضرا تاريخ العلاقات الفرنسية المغربية بين سنتي 1925 و1945، مع الوقوف على طبيعة هذه العلاقات في سياق الحرب العالمية الثانية.
وأشار السيد جوبان، في هذا الصدد، إلى أن الملك الراحل، وأمام تهديد ألمانيا النازية، دعا، منذ اندلاع الحرب، في رسالة وجهها للشعب المغربي وتمت تلاوتها في مساجد المملكة، إلى التعبئة من أجل الوقوف إلى جانب فرنسا والحلفاء ودعمهم حتى النصر.
وذكر بأن الملك الراحل تمت ترقيته من قبل الجنرال ديغول في يونيو من سنة 1945 إلى رتبة “رفيق التحرير”، مضيفا أن جلالته كان القائد العربي والمسلم والإفريقي الوحيد الذي حصل على هذه التتويج الفرنسي المرموق وذلك تقديرا لتضامن جلالته، ومن خلاله جميع المغاربة، وللدعم الدائم والمتواصل الذي قدمته المملكة لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية.
وبعدما أشار إلى سياق عملية الانزال البحري التي قامت بها قوات الحلفاء بالمغرب في نونبر من سنة 1942 و مؤتمر أنفا في يناير من سنة 1943، ذكر السيد جوبين بقرار السلطات الفرنسية آنذاك نفي الملك الراحل وأفراد العائلة الملكية إلى كورسيكا، وبعدها إلى مدغشقر.
وأبرز أن هذا القرار كان بمثابة الشرارة التي أشعلت ثورة الملك والشعب، التي عجلت بنهاية الاستعمار وعودة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس من المنفى في 18 نونبر من سنة 1955، حيث أعلن جلالته عن انتهاء نظام الحجر والحماية و انبلاج عهد الحرية والاستقلال.

 

التعليقات مغلقة.