فشل محاولة تشكيل ائتلاف حكومي بألمانيا بعد انسحاب الليبراليين من المفاوضات – حدث كم

فشل محاولة تشكيل ائتلاف حكومي بألمانيا بعد انسحاب الليبراليين من المفاوضات

لم يتمكن اجتماع الفرصة الاخيرة لتشكيل ائتلاف حكومي بألمانيا أمس الاحد ببرلين من رأب الصدع بين المحافظين والليبراليين والخضر، حيث انتهت المفاوضات بانسحاب الليبراليين، في خطوة مفاجئة ستلقي بظلالها على المستقبل السياسي للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل وعلى مدى إمكانية تشكيل حكومة مستقرة في ألمانيا.
وكان رئيس الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر قد أعلن في وقت متأخر من مساء أمس الأحد في مؤتمر صحفي عن انسحاب حزبه من مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي مع الاتحاد المسيحي وحزب الخضر.
وبرر ليندنر انسحاب حزبه بانعدام الثقة بين الأحزاب، مبرزا أن أربعة أحزاب لم تتمكن خلال هذه المحادثات الطويلة من التوصل إلى أرضية مشتركة وبناء أساس من الثقة أو إيجاد فكرة مشتركة لتحديث البلاد، وهو ما يشكل شرطا مسبقا لتشكيل حكومة مستقرة على حد قوله.
ولئن رفض ليندنر توجيه أي اتهام لأي حزب من الأحزاب الأخرى المشاركة في المحادثات في التسبب بفشلها، فقد شدد على أن ردم الهوة بين مواقف أطراف محادثات ائتلاف “جامايكا” لم يكن ممكنا ، مضيفا “من الأفضل ألا تحكم من أن تحكم بشكل خاطئ”.
ولم يتمكن المفاوضون من التوصل الى اتفاق الخميس الماضي، كموعد نهائي لمباحثات جس النبض، بخصوص العديد من القضايا الخلافية على رأسها الهجرة واللجوء والمناخ والسياسة المالية.
واجتمع المفاوضون أمس الاحد لازيد من اثني عشر ساعة للاتفاق على أهداف مشتركة يمكن على أساسها التفاوض على ائتلاف حكومي.
ومن بين القضايا الشائكة التي شكلت حجرة عثرة أمام تقدم المفاوضات بين الشركاء المحتملين في ائتلاف جامايكا قضية اللجوء لاسيما مسألة لم شمل أسر اللاجئين حيث يطالب التحالف المسيحي بتمديد فترة وقف لم شمل أسر اللاجئين الحاصلين على وضع حماية محدودة حتى مارس 2018 فيما يعارض حزب الخضر تمديد هذه القاعدة.
وأمام فشل المفاوضات، تواجه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أسوء أزمة في ولايتها على مدى 12 سنة ، كما تشهد المانيا وضعا سياسيا مرتبكا بعد 8 أسابيع من إجراء الانتخابات التشريعية.
وأبدت ميركل ليل الاحد الاثنين “أسفها” لفشل مفاوضات تشكيل حكومة منبثقة من الانتخابات التشريعية الاخيرة، مؤكدة أنها “ستفعل كل ما بوسعها من أجل ادارة البلاد بشكل جيد خلال الأسابيع الصعبة المقبلة”.
من جانبه، انتقد راينهارد بوتيكوفر الرئيس الأسبق لحزب الخضر على “تويتر” زعيم الحزب الليبرالي الحر ليندنر قائلا “اختار طريقته في الانفعال الشعبوي بدلا من تبني مسؤولية تجاه سياسة الدولة”.
وتحدثت وسائل إعلام المانية عن ثلاثة سيناريوهات بعد فشل المفاوضات يتمثل أولها في امكانية العودة الى التحالف الكبير مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، غير ان هذا الاخير يرفضا رفضا قاطعا المشاركة في الحكومة كما جاء على لسان زعيمه مارتن شولتز أمس الاحد .
وقال شولتز في مؤتمر صحافي أن حزبه لا يعتزم الدخول في ائتلاف مع تحالف المستشارة ميركل المسيحي، في حال فشل محادثات جامايكا الراهنة، موضحا ان “الناخبين صوتوا ضد الائتلاف الكبير”.
أما السيناريو الثاني فيتمثل في امكانية قيادة المستشارة أنغيلا ميركل لحكومة أقلية، مع الحزب الديمقراطي الحر أو حزب الخضر.
واستبعد السياسي يورغن تريتين، القيادي بحزب الخضر، تشكيل مثل هذه الحكومة قائلا إن “ألمانيا يجب أن تحكم من قبل حكومة مستقرة، ولذلك تحتاج (تلك الحكومة) أغلبية في البرلمان”.
وإلى جانب هذين الخيارين ، هناك خيار العودة الى صناديق الاقتراع والتي لا يمكن أن تتم الا ذا قام الرئيس الاتحادي فرانك – والتر شتاينماير بتمهيد الطريق أمام ذلك.
وكان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، دعا الأطراف المشاركة في مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي، الى تحمل مسؤولياتها وتجنب إجراء انتخابات جديدة في ألمانيا.
وأعرب شتاينماير عن اعتقاده بأنه من الطبيعي أن ترفع الأحزاب في بدايات المفاوضات من سقف طلباتها، ” لكنني لا أستطيع أن أتصور أن الأحزاب المتفاوضة راغبة بشكل جدي في تعزيز مخاطرة إجراء انتخابات جديدة”.
وقد أعلنت ميركل بعيد فشل المفاوضات أنها ستلتقي اليوم مع الرئيس الألماني، وقالت “سنرى كيف ستتطور الأمور”.
وكانت أحدث استطلاعات الرأي أظهرت أن 49 في المائة من الألمان يؤيدون تشكيل ائتلاف حاكم جديد يضم الاتحاد المسيحي والاشتراكيين في حال فشلت المحادثات لتشكيل ائتلاف ثلاثي يجمع تحالف ميركل مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (ائتلاف جامايكا). 

ح/م

التعليقات مغلقة.