المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات خلال سنة 2017 وضع جديد في مستوى الطموحات الثقافية للمغرب والشيلي – حدث كم

المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات خلال سنة 2017 وضع جديد في مستوى الطموحات الثقافية للمغرب والشيلي

إبراهيم صلاح الدين أمحيل: منذ غشت من سنة 2017 بات المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو الشيلية، يتمتع بوضع جديد يرقى لمستوى الطموحات الثقافية للمغرب والشيلي، مما أهله ليكون صرحا متميزا يعكس غنى وتنوع الثقافة والحضارة المغربية ليس بالشيلي فحسب، بل بعموم بلدان أمريكا اللاتينية. و يحظى المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات، الذي شيد سنة 2007 فوق تلة تطل على مدينة كوكيمبو الساحلية الهادئة، بقيمة رمزية كبيرة و بترحيب كبير من قبل ساكنة المدينة، فهو بمثابة منارة و فضاء للثقافة المغربية في الشيلي وباقي بلدان القارة، يحرص على ربط الجسور من خلال العديد من الأنشطة التي دأب على تنظيمها بما فيها التظاهرات الثقافية والفنية، وتعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى تعزيز القيم العالمية للسلام والإنسانية.
و بفضل الاتفاقية المبرمة في غشت الماضي بسانتياغو، أضحى المركز يتمتع بوضع جديد، هو الأول من نوعه الذي يمنح لمركز من هذا النوع في أمريكا اللاتينية.
و تبرز هذه الاتفاقية الثنائية الموقعة بين المملكة المغربية وجمهورية الشيلي الدور الرائد للمركز في البلد الأمريكي اللاتيني، وتمنحه إطارا ودورا وأهدافا محددة.
و يهدف المركز، الذي بات يشكل جزءا لا يتجزأ من السفارة المغربية في الشيلي، إلى نشر الثقافة المغربية في البلد الجنوب أمريكي من خلال تعزيز التبادل بين مختلف المؤسسات و الهيئات الثقافية و النهوض بالقيم الكونية للسلم و الإنسانية و كذا بالقيم الحضارية.
و بموجب هذه الاتفاقية، ينظم المركز أنشطة تشمل تظاهرات ثقافية وفنية مثل فن الخط والأدب والموسيقى وورشات للسينما، والمسرح، بالإضافة إلى ترجمة ونشر الأعمال الأدبية، وتنظيم المؤتمرات واللقاءات الثقافية.
و يتعهد المغرب، بموجب هذه الاتفاقية، بتسهيل إحداث مركز ثقافي شيلي في المملكة المغربية، وذلك في إطار مبدأ المعاملة بالمثل.
و قد نجح المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات في كوكيمبو في مد الجسور الثقافية و الحضارية بين المغرب و الشيلي، حيث نظم خلال سنة 2017 العديد من الأنشطة الثقافية المتميزة.
و هكذا، فقد تم خلال شهر أكتوبر الماضي بقصر “ريوخا” بمدينة فينيا ديل مار الشيلية، تقديم النسخة الإسبانية لمؤلف “محمد السادس: ملك الاستقرار”، لكاتبه الفرنسي جون كلود مارتينيز و الصادر في يوليوز 2017 عن دار النشر “لاكري”، وذلك خلال أمسية نظمت بمبادرة من المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو وسفارة المملكة المغربية بالشيلي.
و تميز حفل تقديم الكتاب بحضور ثلة من السياسيين والاعلاميين والفاعلين بالمجتمع المدني الشيلي وأعضاء من الجالية العربية الشيلية بمدينة فينيا ديل مار، لؤلؤة المحيط الهادئ.
و يبرز كتاب “محمد السادس: ملك الاستقرار”، وهو عبارة عن تحليل جيو-سياسي من مستوى عال، دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، باعتباره ضامنا لحرية ممارسة الأديان والدور الجوهري للمغرب كسد منيع ضد ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
و في إطار الأنشطة الثقافية التي ينظمها المركز جرى بمدينة فينيا ديل مار عرض الفيلم المغربي “جوق العميان” لمخرجه محمد مفتكر، ضمن فعاليات الدورة الـ50 للمهرجان الدولي للسينما بهذه المدينة.
و قد تابع “جوق العميان” جمهور غفير أتى لاكتشاف هذا العمل السينمائي المغربي التي تمت سترتجته باللغة الاسبانية، بقصر ريوخا.
و برأي العديد من الشيليين الذي شاهدوا هذا العرض، فإن الأحداث الواردة في هذا الفيلم تشبه تلك التي شهدتها الشيلي خلال نفس الحقبة، خاصة مشاركة الشباب في الحياة السياسية، ووضعية المرأة وتطور الوعي الجماعي داخل المجتمعات.
و بمبادرة من المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات وسفارة المملكة المغربية بالشيلي، بتعاون مع المجلس الوطني الشيلي لحماية الأشخاص المسنين، احتضنت إقامة سفيرة المغرب في سانتياغو فعاليات ثقافية وفنية في إطار “ليلة مع الفن”، كحدث اجتماعي بنكهة مغربية. 
و هكذا استقبلت حدائق الإقامة المغربية، التي تحولت إلى معرض فني حقيقي ل 216 لوحة شيلية كلاسيكية ومعاصرة خصص ريعها للمجلس الوطني الشيلي لحماية الأشخاص المسنين، مئات الضيوف الذين لبوا جميعا نداء الدعوة إلى التطوع والتضامن الاجتماعي.
و حضر هذه الأمسية المتميزة، التي تخللها حفل غنائي قدمه موسيقيون من الأوبرا الوطنية الشيلية، وزير الدفاع الشيلي، خوسي أنطونيو غوميز، وكبار مسؤولي الإدارة المدنية والعسكرية، ودبلوماسيون معتمدون لدى الشيلي وسياسيون، وبرلمانيون، وأعضاء مجلس الشيوخ وأكاديميون.
و تعد هذه المبادرة، التي قام بها المركز عملا تضامنيا ودعما لفائدة المسنين مما يعزز حضور المغرب ودوره في المجتمع الشيلي.
و هكذا، فإن المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات في كوكيمبو بات مدعوا إلى القيام بأنشطة غنية ومتنوعة وعلى كافة الأصعدة الثقافة والفنية والاجتماعية والدبلوماسية والأدبية، و هو ما من شأنه أن يعزز أكثر من دوره الريادي كفضاء مرموق للثقافة المغربية في الشيلي وأمريكا اللاتينية.

ح/م

التعليقات مغلقة.