حصاد سنة 2017 : المنتحب المغربي لكرة القدم يعيد عقارب الزمن 20 سنة إلى الوراء ويعانق المونديال الروسي – حدث كم

حصاد سنة 2017 : المنتحب المغربي لكرة القدم يعيد عقارب الزمن 20 سنة إلى الوراء ويعانق المونديال الروسي

في انجاز باهر ، أعاد المنتخب المغربي عقارب الزمن 20 سنة إلى الوراء وعاد بكرة القدم المغربية إلى الواجهة القارية والدولية من أوسع الأبواب بتأهله عن جدارة واستحقاق إلى المونديال الروسي المقرر الصيف المقبل، بعد أن أبدع وأقنع طوال مشوار الإقصائيات الإفريقية.
والأكيد أن سنة 2017 ستظل عالقة في أذهان الجماهير المغربية لكونها شهدت على تأهل أسود الأطلس لنهائيات كأس العالم 2018 ، بعد غياب طويل فقدت معه الأمل في عودة الروح إلى الأسود، وتتويج “وداد الأمة” بلقب عصبة الأبطال الافريقية للمرة الثانية بعد انجاز سنة 1992، إضافة إلى يلوغ اتحاد الفتح الرياضي للمربع الذهبي لمسابقة الكونفدرالية الافريقية، فضلا عن احتضان المملكة لمناظرة الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، ونيلها شرف تنظيم بطولة افريقيا للاعبين المحليين السنة المقبلة.
وبدأت الارهاصات الأولى لبروز منتخب قادر على رفع التحديات القارية والدولية مند مطلع سنة 2017، عندما نجح “أسود الأطلس” بقيادة الفرنسي هيرفي رونار، في التأهل للدور الثاني لكأس إفريقيا للأمم التي أقيمت بالغابون، ووضع حد لسلسة الاخفاقات التي دامت 13 سنة، ، بل الأكثر من ذلك إخراج حامل اللقب المنتخب الايفواري، من الباب الضيق للمنافسات، بعد الفوز عليه بهدف للاشيء في المباراة الثالثة والأخيرة. واستطاعت المجموعة التي اختارها هيرفي رونار لخوض نهائيات كأس افريقيا، أن تجد الحلقة المفقودة والشيفرة الفعالة لبلوغ هذا المبتغى، وتعويض التعادلين السلبيين في أول مبارتين لاقصائيات كأس العالم أمام كل من الغابون والكوت ديفوار، ووضع مسار الأسود على السكة الصحيحية للوجهة الروسية، بفوز ساحق أمام مالي بستة أهداف للاشيء، في ليلة سطع فيها نجم العائد حكيم زياش لاعب أياكس أمستردام الهولندي.
وبالاضافة إلى العودة المثالية لأصدقاء العميد العائد من الاعتزال ،الدولي المهدي بنعطية، قدم فهود الغابون هدية كبيرة للعناصر الوطنية من أجل تصدر المجموعة بعد فوزهم على فيلة الكوت ديفوار بأبيدجان بهدفين لواحد، لكن الحظ عاند أسود الأطلس بباماكو في مباراة العودة بمالي، حيث غابت الفعالية والتركيز عن خط هجوم المنتخب الوطني، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي صفر لمثله.
بيد أن المجموعة التي يقودها مدرب بحجم هيرفي رونار ، يستطيع تحفيز لاعبيه، ودفعهم لتقديم الأفضل في أصعب اللحظات، لن يحبط عزيمتها تعادل خارج الميدان، فكانت العودة من المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء الذي كان شاهدا على آخر تأهلين للمنتخب المغربي لنهائيات كأس العالم، قدم خلالها اللاعبون اداء استثنائيا، وتفوقوا على الفهود بثلاثية نظيفة، وانتزعوا صدارة المجموعة بعد تعثر المنتخب الايفواري أمام نظيره المالي.
واستمرت روح الانتصار حتى المباراة الأخيرة، تحدى خلالها الأسود كل الظروف الصعبة التي أحاطت برحلتهم نحو أبيدجان، انتهت بفوز تاريخي بهدفين للاشيء من قلب أبيدجان، وتحقيق حلم التأهل للمرة الخامسة للعرس العالمي، وتتويج مسار مميز طيلة مباريات المجموعة الثالثة، حيث أنهوا المنافسات في صدارة المجموعة ب 12 نقطة، ودون أن يتلقوا أية هزيمة، ولم يدخل شباكهم أي هدف، مع تفوق خط الهجوم بتسجيله ل11 هدفا.
وكما تزامن آخر تأهل لأسود الأطلس لمونديال فرنسا سنة 1998، بتربع فريق الرجاء البيضاوي على عرش الأندية القارية سنة 1997 بعد تتويجه بطلا لعصبة الأبطال أمام كولد فيلز الغاني، وفوز فريق الجيش الملكي باللقب القاري سنة 1985، وتأهل المنتخب المغربي لمونديال 1986، ستحتفظ الداكرة الكروية المغربية لسنة 2017 بحضور خامس لكرة القدم المغربية في كأس العالم مع فوز فريق الوداد البيضاوي بلقب عصبة الأبطال الافريقية على حساب الأهلي المصري.
واستطاع “وداد الامة” إهداء جماهيره العريضة اللقب الثاني في تاريخه لعصبة الأبطال الافريقية، بعد الأول سنة 1992، والسادس لكرة القدم المغربية، متجاوزا في المباراة النهائية عقبة نادي القرن الأهلي المصري، بتحقيقه لتعادل بطعم الانتصار هدف لمثله في الاسكندرية، وتفوقه في مباراة الاياب بهدف وليد الكرتي التاريخي في مرمى الحارس المصري شريف اكرامي.
وقد قدم فريق “القلعة الحمراء” هذا الموسم كرة قدم جميلة أهلته للفوز باللقب القاري، بفضل قوة وتماسك دفاعه، ونجاعة خط هجومه، بقيادة الاطار الوطني الحسين عموتة الذي بات أول مدرب مغربي يتوج بعصبة الأبطال الافريقية، وتألق مجموعة من اللاعبين في مقدمتهم بشرقي وأوناجم، والكرتي، والسعيدي، والعميد النقاش، والعطوشي.
وكاد اتحاد الفتح الرياضي أن يضيف لقبا آخر للمغرب على مستوى الأندية، لولا قلة التجربة التي خانته في مباراة نصف نهاية كأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، أمام فريق مازيمبي الكونغولي الذي يخبر جيدا المنافسات الافريقية، حيث سبق له التتويج بأكثر من كأس قارية.
م يقتصر إشعاع كرة القدم المغربية في سنة 2017 على مستوى الأندية فقط، بل شكلت المملكة قبلة لأبرز الأسماء قاريا وعالميا، باحتضانها لمناظرة الكونفدرالية الافريقية بالصخيرات، بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري انفانتينو، ورئيس الهيئة القارية الملغاشي أحمد أحمد. وتميزت أشغال هذا الحدث، الذي نظمته الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بمناقشة مجموعة من المواضيع همت تطوير رؤية كرة القدم الإفريقية خلال العقد القادم، مع التركيز على الإشكاليات المرتبطة بمسابقات الاتحاد الإفريقي، خصوصا المتعلقة منها بالشكل والوقت والتنظيم.
كما تميزت سنة 2017 بتقديم المغرب لطلب احتضان نهائيات كأس العالم 2026، في تحد جديد لتنظيم الحدث الكروي الأبرز للمرة الثانية على الأراضي الافريقية، في مهمة لن تكون سهلة على الاطلاق، خصوصا أمام الملف المشترك لدول كبيرة كالولايات المتحدة، التي استضافت نسخة 1994، والتي ستجرى فوق أرضها 60 مقابلة من أصل 80 لمونديال 2026، والمكسيك التي احتضنت نسختي 1970 و1986، وكندا.
وعرفت سنة 2017 أيضا نيل المغرب لشرف تنظيم النسخة الخامسة لبطولة افريقيا للاعبين المحليين ، المقررة من 12 يناير إلى 4 فبراير 2018، بمشاركة 16 منتخبا بمدن الدار البيضاء، وطنجة، ومراكش وأكادير ، وجاء على حساب إثيوبيا، وغينيا الاستوائية، بعد سحب المسابقة من كينيا، حيث قدمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ملفا استوفى جميع الشروط التي حددتها الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم.

ح/م

التعليقات مغلقة.