لو لم يكن الملك.. ! فما عسانا ان نكون؟! – حدث كم

لو لم يكن الملك.. ! فما عسانا ان نكون؟!

“حدث” ومنذ اعتلاء عرش اسلافه الميامين، ان يطبق جلالة  الملك محمد السادس استراتيجيته في الحكم بخطى ثابتة ، دشنها اولا بكسب قلوب المغاربة جمعاء، من الشمال الى الجنوب، ومن الشرق الى الغرب، حيث تفقد حفظه الله، عبر التراب الوطني، الدواوير، القرى،البوادي، الحواضر، الجبال، السهول، والصحاري..!. ووقف على كل ما يجري في كل شبر من ارجاء البلاد، حتى اصبح “عرشه” على “السيارة”، من خلال التدشينات لمشاريع مختلفة، حسب احتياجات جميع المناطق وما المشاريع الكبرى التي تعد من اكبر المشاريع على مستوى القارة، ،الا دليل على ان لجلالته رؤيا استراتيجية محكمة للنهوض بتقدم هذا الوطن.

وهاهو اليوم وبمناسبة الذكرى 16 لاعتلاء جلالته العرش، بعدما جس نبض الشعب في الداخل والخارج ، وما تقوم به الحكومة في تدبير الشأن العام، وجه حفظه الله تعليماته السامية لتكون في مستوى تطلعاته اتجاه هذا الشعب الوفي، حيث قال جلالته : “أنني لا أريد أن أتكلم هنا عن المنجزات، ولا أهتم بالحصيلة والأرقام فقط، لأن كل ما تم إنجازه، على أهميته، يبقى غير كاف لبلادنا، ما دامت هناك فئة تعاني من ظروف الحياة القاسية، وتشعر بأنها مهمشة، رغم كل الجهود المبذولة، ورغم أن هذه الفئة في تناقص مستمر، فإنني حريص على أن يستفيد جميع المواطنين من خيرات الوطن”

مذكرا حفظه الله بما عاهد به الشعب المغربي منذ توليه العرش، بانه “سبواصل العمل إلى آخر رمق، من أجل اسعاد المغاربة وتحقيق طموح الشعب الذي ليس له حدود”، ولاجل هذا خاطب جلالته شعبه الوفي بالقول: “فكل ما تعيشونه يهمني : ما يصيبكم يمسني، وما يسركم يسعدني. وما يشغلكم أضعه دائما في مقدمة انشغالاتي”. موجها عدة انتقادات لمن يهمهم الامر، ليكونوا في مستوى ما يتطلع اليه جلالته ، وما يلاحظه من هفوات في بعض القطاعات التي يجب عليها ان تكون آهلة بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، من خلال “الأوضاع الصعبة التي يعيشها بعض المواطنين في المناطق البعيدة والمعزولة؛ وخاصة بقمم الأطلس والريف، والمناطق الصحراوية والجافة والواحات، وببعض القرى في السهول والسواحل”.
ضاف جلالة الملك ، “ولهذه الغاية، وتعزيزا للمبادرات التي سبق إطلاقها، قررنا تكليف وزير الداخلية، بصفته الوصي على الجماعات الترابية، للقيام بدراسة ميدانية شاملة، لتحديد حاجيات كل دوار، وكل منطقة، من البنيات التحتية، والخدمات الاجتماعية الأساسية، سواء في مجال التعليم والصحة، أو الماء والكهرباء والطرق القروية وغيرها.
وقد شملت هذه الدراسة كل جهات المملكة، حيث تم تحديد أزيد من 29 ألف دوار، في 1272 جماعة تعاني من الخصاص؛ ثم وضع المناطق والمجالات حسب الأسبقية.
كما تمت دراسة حوالي 800 20 مشروع، تستهدف أزيد من 12 مليون مواطن يقطنون بأكثر من 24 ألف دوار، وبميزانية إجمالية تبلغ حوالي 50 مليار درهم.

ولضمان النجاح لهذا الورش الاجتماعي الطموح، فإننا ندعو الحكومة لوضع مخطط عمل مندمج، يقوم على الشراكة بين مختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية، لتوفير وسائل تمويل المشاريع، وتحديد برمجة مضبوطة لإنجازها.
ويمكن إدماج هذه المشاريع ضمن التوجه الجديد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وفي إطار البرامج المقبلة للمجالس الجهوية والمحلية، لما أصبحت تتوفر عليه من موارد هامة واختصاصات واسعة”.
وبما ان جلالة الملك المواطن، أب لجميع المغاربة في الداخل والخارج ، فقد طمأن مغاربة العالم بالاهتمام الابوي، والرعاية الخاصة التي يوليها لهم جلالته، سواء من خلال اللقاءات في بعض الزيارات  التي يقوم بها إلى الخارج، او داخل الوطن، حيث خاطب جلالته الساهرين على شؤونهم ، قائلا “عندما ألتقي ببعض أفراد جاليتنا بأرض الوطن، على انشغالاتهم الحقيقية وتطلعاتهم المشروعة، وقد كنا نعتقد أنهم يواجهون بعض الصعوبات داخل المغرب فقط. بل إن عددا منهم يشتكون، أيضا، من مجموعة من المشاكل في تعاملهم مع البعثات القنصلية المغربية بالخارج.
فبعض القناصلة، وليس الأغلبية، ولله الحمد، عوض القيام بعملهم على الوجه المطلوب، ينشغلون بقضاياهم الخاصة أو بالسياسة.
وقد عبر لي عدد من أبناء الجالية عن استيائهم من سوء المعاملة ببعض القنصليات، ومن ضعف مستوى الخدمات التي تقدمها لهم، سواء من حيث الجودة أو احترام الآجال أو بعض العراقيل الإدارية”.
منبها وزير الخارجية ، “إلى ضرورة العمل، بكل حزم، لوضع حد للاختلالات والمشاكل التي تعرفها بعض القنصليات.
فمن جهة، يجب إنهاء مهام كل من يثبت في حقه التقصير أو الاستخفاف بمصالح أفراد الجالية أو سوء معاملتهم، ومن جهة أخرى، يجب الحرص على اختيار القناصلة الذين تتوفر فيهم شروط الكفاءة والمسؤولية، والالتزام بخدمة أبنائنا بالخارج.
غير أن مشاعر الغبن تزداد لديهم عندما يقارنون بين مستوى الخدمات التي توفرها المصالح الإدارية والاجتماعية لدول الإقامة، وطريقة التعامل معهم، وبين تلك التي يتلقونها داخل البعثات الوطنية”.
كما وجه جلالته تعليماته السامية ، للعمل على تحسين” التواصل والتعامل مع أفراد الجالية بالخارج، وتقريب الخدمات منهم، وتبسيط وتحديث المساطر، واحترام كرامتهم وصيانة حقوقهم”، وكذلك الشأن بالنسبة للمشاكل التي يواجهونها عند عودتهم لأرض الوطن، كما اكد جلالته على ” ضرورة التعامل، بكل حزم وصرامة، مع كل من يحاول التلاعب بمصالحهم أو استغلال ظروفهم”.
ولتعزيز مشاركة مغاربة الخارج في الحياة الوطنية، دعا جلالة الملك “تفعيل مقتضيات الدستور المتعلقة بإدماج ممثليهم في المؤسسات الاستشارية، وهيآت الحكامة والديمقراطية التشاركية، وبلورة استراتيجية مندمجة تقوم على التفاعل والتنسيق بين المؤسسات الوطنية المختصة بقضايا الهجرة، وجعلها أكثر نجاعة في خدمة مصالح مغاربة الخارج، بما في ذلك الاستفادة من التجربة والخبرة التي راكمها مجلس الجالية، من أجل إقامة مجلس يستجيب لتطلعات أبنائنا بالخارج”.

وبما ان هذا الخطاب يعد تاريخيا وخارطة طريق للوصول الى المبتغى، فالتعليم ايضا يعرف عدة اختلالات، وفي هذا الاطار قال جلالته: “في سياق الإصلاحات التي دأبنا على القيام بها من أجل خدمة المواطن، يظل إصلاح التعليم عماد تحقيق التنمية، ومفتاح الانفتاح والارتقاء الاجتماعي، وضمانة لتحصين الفرد والمجتمع من آفة الجهل والفقر، ومن نزوعات التطرف والانغلاق.
لذا، ما فتئنا ندعو لإصلاح جوهري لهذا القطاع المصيري، بما يعيد الاعتبار للمدرسة المغربية، ويجعلها تقوم بدورها التربوي والتنموي المطلوب”..
ولفهم ما ينبغي أن يكون عليه الإصلاح، يضيف جلالته ـ ” نطرح السؤال : هل التعليم الذي يتلقاه أبناؤنا اليوم، في المدارس العمومية، قادر على ضمان مستقبلهم ؟
وهنا يجب التحلي بالجدية والواقعية، والتوجه للمغاربة بكل صراحة : لماذا يتسابق العديد منهم لتسجيل أبنائهم بمؤسسات البعثات الأجنبية والمدارس الخاصة، رغم تكاليفها الباهضة ؟
الجواب واضح : لأنهم يبحثون عن تعليم جيد ومنفتح يقوم على الحس النقدي، وتعلم اللغات، ويوفر لأبنائهم فرص الشغل والانخراط في الحياة العملية.
وخلافا لما يدعيه البعض، فالانفتاح على اللغات والثقافات الأخرى لن يمس بالهوية الوطنية، بل العكس، سيساهم في إغنائها، لأن الهوية المغربية، ولله الحمد، عريقة وراسخة، وتتميز بتنوع مكوناتها الممتدة من أوروبا إلى أعماق إفريقيا.
ورغم أنني درست في مدرسة مغربية، وفق برامج ومناهج التعليم العمومي، فإنه ليس لدي أي مشكل مع اللغات الأجنبية، والدستور الذي صادق عليه المغاربة يدعو لتعلم وإتقان اللغات الأجنبية لأنها وسائل للتواصل، والانخراط في مجتمع المعرفة، والانفتاح على حضارة العصر.
كما أن الأجانب يعترفون بقدرة المغاربة وبراعتهم في إتقان مختلف اللغات.
لذا، فإن إصلاح التعليم يجب أن يظل بعيدا عن الأنانية، وعن أي حسابات سياسية ترهن مستقبل الأجيال الصاعدة، بدعوى الحفاظ على الهوية، فمستقبل المغرب كله يبقى رهينا بمستوى التعليم الذي نقدمه لأبنائنا”. باقي التفاصيل في الخطاب الملكي التاريخي ، منشور في مكان اخر في الموقع.

لكن وانا كمتتبع ، استمع وبامعان الى خطاب جلالة الملك، ترن في اذني (بدون رغبة)، خطب حكومتنا، وزعماؤنا السياسيين، ونوابنا المحترمين، جعلتني اتيه فيما بينهما، بين التوجيهات الملكية، الحريصة على خدمة الشعب والوطن، وبين الخطب الخشبية التي سئم منها المغاربة، واصبحت لا تخدمهم حتى!، وخاصة بعدما تم حشر بعض المصطلحات  والجمل ، التي لا ترقى الى ما يصبوا اليه ملك البلاد،  العباد بلا حشمة!.

وهذا ما حدث!، وفي انتظار ما سيحدث!، اذا خجلوا من انفسهم من اوكلت اليهم الامر، وععملوا بافضل ما قاله وزير وزعيم  في هذه الحكومة ،”الرجوع لله”؟، اما اذا ما اكتفوا بالانحناء امام العاصفة؟ فستأتي اخرى! ..، ولكلا الحالتين، فالكل يعلم في هذا الوطن العزيز ، بان المغرب بدون ملك، لا يمكن له ان يكون مغربا ، والحمد لله ان له رب، وملك ، يحميه.

التعليقات مغلقة.