“بالمناسبة”: هنيئا لكم بالعيد الذي انتم عيده.. وهنيئا للشعب الذي انتم ملكه – حدث كم

“بالمناسبة”: هنيئا لكم بالعيد الذي انتم عيده.. وهنيئا للشعب الذي انتم ملكه

“حدث” ومن الصدف!، ان يكون يوم 21 غشت من كل سنة، عيد لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بعد يوم واحد من 20 غشت، ايضا الذي هو عيدا لثورة الملك والشعب، وهاتان المناسبتان تجسدان اكثر من معنى، وتؤرخان بمداد من ذهب في سجلات التاريخ المغربي، لانهما حدثان من اسمى ما حدث في هذا الوطن العزيز، الحدث الاول ثورة ضد الاستعمار الغاشم، حققت استقلال المغرب، والثاني وهب الله لهذا البلد رب يحميه، الا وهو جلالة الملك الانسان المواطن.

وبالمناسبتين معا، ادعوا الله ان يطيل في عمر جلالته، ويجعله ذخرا وملاذا لهذا الشعب الوفي، وان ينصره نصرا مبينا، على الاعداء، وعلى “الخونة”، وان يحقق على يديه الكريمتين كل ما يصبوا اليه ابناء هذا الوطن، ويقر عينه بصاحب السمو الملكي ولي العهد الامير مولاي الحسن، وان يحفظ الاسرة الملكية جمعاء. انه سميع مجيب.

 

وبالرجوع الى المناسبة الاولى ، والتي تجسد ملحمة ثورة الملك والشعب، فان جلالة الملك يجعل منها حدثا يتماشى والملحمة الكبرى التي قال عنها جده المغفور له جلالة الملك محمد الخامس: “خرجنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر” ، وذلك من خلال خطبه في كل يوم 20 غشت من كل سنة، ليكونوا بمثابة خارطة الطريق لـ”الثورة الكبرى” التي يقودها جلالته لتحقيق الرفاهية ، والتنمية، والتقدم لهذا البلد، اضافة الى الرسائل المشفرة الموجهة لـ”بعض” الذين ما زالت في قلوبهم “مرض القرن الماضي!“.

والفرق بين الماضي والحاضر، هو ما يتميز به جلالة الملك، عن باقي الملوك ، سواء في المغرب او في باقي الدول، عربية او غيرها، الذين يكمتون الاسرار في بعض الاحيان ! على شعوبهم، لانه ملك مواطن،  يخاطب شعبه بانسنة، وصراحة معهودتين، سواء كانت حكومة ، او برلمان، منتخبين ، وناخبين، غاضبين او “ميؤوسين !” حيث ان جلالته يتميز بحس  لنبضات قلوب المغاربة اجمعين، وجعلته في كل مناسبة من المناسبات، ينبه ، يوجه ، ويخطط خارطة الطريق، ليضعها امام من يهمهم الامر، لابلاغ الشعب بكل ما هو مستجد، بل ويشير الى بعض المفسدين في جميع المجالات، بان عصر التستر، والعبث بحقوق المغاربة قد ولى !.

وما جاء في خطابه السامي بمناسبة ثورة الملك والشعب ، والتي تصادف بداية الاستحقاقات الانتخابية، التي اعتبرها جلالته محطة حاسمة بعد دستور 2011 ، لتطبيق الجهوية المتقدمة ، التي هي اساس التنمية المحلية، حيث قال جلالته: “وإذا كان لكل مرحلة رجالها ونساؤها، فإن الثورة التي نحن مقبلون عليها لن تكون إلا بمنتخبين صادقين، همهم الأول هو خدمة بلدهم، والمواطنين الذين صوتوا عليهم”.

مخاطبا شعبه الوفي بالمناسبة: “إن الانتخابات المقبلة، التي تفصلنا عنها أيام معدودات، ستكون حاسمة لمستقبل المغرب، خاصة في ظل ما يخوله الدستور والقانون من اختصاصات واسعة لمجالس الجهات والجماعات المحلية.
وحتى تكون الأمور مفهومة عند عموم المواطنين، فقد ارتأينا أن نوضح لهم مهام كل مؤسسة، ودورها وتأثيرها في حياتهم، لأن من حقهم أن يعرفوا كل شيء عن مؤسساتهم، ليتخذوا القرار ويحسنوا الاختيار”.

وللمزيد من رفع اللبس لمن يغالطهم البعض، وبلغة “تمغربيت” اشار جلالته الى ان “الحكومة مسؤولة، تحت سلطة رئيسها، على ضمان تنفيذ القوانين، وعلى وضع السياسات العمومية، والمخططات القطاعية في مختلف المجالات.
كما أن الإدارة موضوعة تحت تصرفها. ومن واجبها تحسين الخدمات الإدارية، وتقريبها من المواطنين”. مضيفا الى ما قاله في
خطاب سابق، بان “الحكومة ليست مسؤولة عن مستوى الخدمات، التي تقدمها المجالس المنتخبة، فوزير الطاقة ليس مسؤولا عن الإنارة في الأحياء، وربط المنازل بشبكات الكهرباء والماء الصالح للشرب والصرف الصحي. كما أن نظافة الشوارع والأحياء ليست من مهام وزير الداخلية. وإصلاح الطريق داخل الجماعة، وتوفير وسائل النقل الحضري ليس من اختصاص وزير التجهيز والنقل، وعلى المواطن أن يعرف أن المسؤولين عن هذه الخدمات الإدارية والاجتماعية، التي يحتاجها في حياته اليومية، هم المنتخبون الذين يصوت عليهم، في الجماعة والجهة، لتدبير شؤونه المحلية، وعكس ما يعتقده البعض، فإن المنتخب البرلماني لا علاقة له بتدبير الشؤون المحلية للمواطنين. فهو مسؤول على اقتراح ومناقشة القوانين، والتصويت عليها، ومراقبة عمل الحكومة، وتقييم السياسات العمومية”.وبهذا يكون جلالة الملك قد اعطى درسا مفهوما وواضحا للجميع ، ما عدا من لا يريد ان يفهم!،
وللتذكير بسلطة المواطين في هذا المجال، قال حفظه الله: “فإن السلطة التي يتوفر عليها المواطن، للحفاظ على مصالحه، وحل بعض مشاكله، ومحاسبة وتغيير المنتخبين، تتمثل في كلمة واحدة من ثلاثة حروف ” صوت”.

وبـ”التصويت ” الذي هو سلطة الشعب، شابات وشبابا، نساء ورجال، والذي اختزله جلالته في ثلاثة حروف، تعني “محاربة بعض المنتخبين الذين لا يقومون بواجبهم، على الوجه المطلوب. بل إن من بينهم من لا يعرف حتى منتخبيه والذين يقتصرون على الترشح فقطـ وليس من أجل العمل، وعندما يفوزون في الانتخابات، يختفون لخمس أو ست سنوات، ولا يظهرون إلا مع الانتخابات ن من جهة، ومن جهة اخرى فإن التصويت لا ينبغي أن يكون لفائدة المرشح الذي يكثر من الكلام، ويرفع صوته أكثر من الآخرين، بشعارات فارغة ؛ أو لمن يقدم بعض الدراهم، خلال الفترات الانتخابية، ويبيع الوعود الكاذبة للمواطنين، فهذه الممارسات وغيرها ليست فقط أفعالا يعاقب عليها القانون، وإنما هي أيضا تعبير صارخ عن عدم احترام الناخبين”.
وثالث الاثافي، فإن التصويت يجب أن يكون لصالح المرشح، الذي تتوفر فيه شروط الكفاءة والمصداقية، والحرص على خدمة الصالح العام”، حيث قال جلالته للاحزاب وللمرشحين: “إن الهدف من الانتخابات لا ينبغي أن يكون هو الحصول على المناصب ، وإنما يجب أن يكون من أجل خدمة المواطن فقط”.
وللمواطنين وجه حفظه الله هذا النداء : إن التصويت حق وواجب وطني، وأمانة ثقيلة عليكم أداءها، فهو وسيلة بين أيديكم لتغيير طريقة التسيير اليومي لأموركم، أو لتكريس الوضع القائم، جيدا كان أو سيئا”، ويهذا يكون جلالته قد بلغ!. (التفاصيل في الخطاب الملكي في نفس الموقع).

وهذا ما حدث، وفي انتظار ما سيحدث خلال هذه الاستحقاقات، والتي يجب على جميع المغاربة ان يلبوا هذا النداء السامي، الذي يخدمهم ويخدم الوطن، اتمنى ان تفتتصح الابصار في اتخاذ القرار، لتكون في مستوى رب الدار.

 

التعليقات مغلقة.