اليوم العالمي للإسعافات الأولية: تزايد الحاجة إلى تملك قواعد الإسعاف ومبادئ السلامة لإنقاذ أرواح المتضررين من الأخطار الطبيعية وحالات الطوارئ – حدث كم

اليوم العالمي للإسعافات الأولية: تزايد الحاجة إلى تملك قواعد الإسعاف ومبادئ السلامة لإنقاذ أرواح المتضررين من الأخطار الطبيعية وحالات الطوارئ

تشكل الكوارث الطبيعية والحوادث التي قد تكون التجمعات الكبرى مسرحا لها خلال التظاهرات الرياضية والمناسبات الاجتماعية، وحتى الأمراض والحوادث المنزلية، دوافع رئيسية تفرض تملك قواعد الإسعاف ومبادئ السلامة، بغية تقديم لمسة إنسانية فورية ومؤقتة، بسيطة، لكنها تحول دون تفاقم خطورة إصابات الضحايا في انتظار تدخل مهنيي الصحة لمواصلة عملية الإنقاذ والعلاج.ويعزو الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر نجاة الأغلبية الساحقة (90 في المائة) من ضحايا حالات الطوارئ من الموت، بشكل أساسي، إلى تدخل المسعفين المتطوعين الذين يصفهم الاتحاد ب “الأبطال” الذين ينقذون حياة الناس بمختلف بقاع الأرض.
ويحث الاتحاد، بمناسبة اليوم العالمي للإسعافات الأولية، الذي يحتفل به العالم يوم غد السبت، على تعلم كيفية تقديم الإسعافات الأساسية عند الضرورة، مبرزا الحاجة الماسة إلى توفير التدريب عليها لأكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، لأن الأمر يتعلق “بعمل جماعي يمكن من صناعة أبطال ينقذون الأرواح البشرية في شتى أنحاء العالم”.
ويخلد المغرب ومختلف دول العالم هذا اليوم العالمي سعيا للتحسيس بالأهمية القصوى التي تكتسيها الإسعافات الأولية، لا سيما في إنقاذ حياة المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية، وبأهمية التكوين في هذا المجال، وإشاعة روح التضامن وثقافة التطوع ومساعدة الآخر في ظروف عادة ما تكون استثنائية وبالغة الخطورة.
ويضطلع مركز صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مليكة لتكوين المتطوعين والأطر الصحية بتطوان بأدوار طلائعية على صعيد تمكين المتطوعين والأطر الطبية وشبه الطبية من التكوين وتنظيم تداريب تأهيلية في مجال الإسعاف والإنقاذ وتطوير برامج تحسيسية في مجال الصحة.
وبدوره، يقترح الهلال الأحمر المغربي، سنويا، دورات تدريبية لفائدة آلاف الأشخاص (ما بين 10 آلاف و 12 ألف شخص) من فئات عمرية مختلفة، ومن الجنسين، يكتسبون بفضلها تقنيات الإسعافات الأولية وأساليب ومبادئ السلامة المعتمدة دوليا، والمتمثلة على الخصوص في الإنسانية والاستقلالية والحياد وعدم التمييز والتطوع. 
وتمكن هذه الدورات التدريبية المنظمة الإغاثية الوطنية من طاقات وموارد بشرية مؤهلة مستعدة للتدخل وإنقاذ الأرواح البشرية في بعض حالات الطوارئ سواء على الصعيد الوطني، أو على الصعيد الدولي في إطار الشراكات التي تجمعها مع نظيراتها عبر العالم.
وعلى المستوى الدولي، دأب الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر منذ نحو قرن من الزمن على نشر وتيسير الولوج إلى المعلومات الأساسية المتعلقة بالإسعافات الأولية، بما فيها مهارات تتعلق بالحياة اليومية للأفراد وتساهم في زيادة وعيهم بأساليب السلامة.
وتشمل هذه المبادرات تنظيم دورات تكوينية في كل بقاع العالم استفاد منها 14 مليون شخص من 77 بلدا في 2012، وحملات تحسيسية تروم تأهيل العنصر البشري للتدخل من أجل تقديم المساعدة الإنسانية عند الضرورة، وإبراز أهمية تعلم مهارات الإسعاف وأساليب الإغاثة الطوعية عند وقوع الكوارث التي باتت دول عدة تتعرض لها باستمرار.
وتفيد معطيات الاتحاد الدولي أن كل 5 ثوان تشهد موت شخص عبر العالم جراء الحروب والكوارث والحوادث، متأثرا بجروح قابلة للعلاج، فيما ارتفع عدد ضحايا الكوارث الطبيعية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى نحو 70 ألف ضحية سنويا.
وتؤكد هذه الأرقام أن الإسعافات الأولية باتت مسألة حيوية تفرض إتقان حركات وتدخلات بسيطة لكنها تساهم في إنقاذ أرواح عدد كبير من الضحايا، لا سيما بعد التغيرات المناخية التي لم تعد انعكاساتها تستثني أي رقعة في العالم، والتي اصبحت تضاعف من حدة الكوارث الطبيعية.
وتقوم الإسعافات الأولية بشكل أساسي على مهارات ذاتية لا تتطلب بالضرورة تكوينا طبيا متخصصا، وهو ما يدفع المنظمات العاملة في المجال إلى بذل جهود مضاعفة من أجل تكوين مسعفين قادرين على التدخل الفوري لتفادي سقوط عدد كبير من الضحايا خلال حالات الطوارئ المختلفة.

حدث كم/ماب/الصورة من الأرشيف

التعليقات مغلقة.