“السياحة للجميع”: شعار اليوم العالمي للسياحة لدعوة الولوج الشامل لمواطني العالم لهذا الحق الإنساني – حدث كم

“السياحة للجميع”: شعار اليوم العالمي للسياحة لدعوة الولوج الشامل لمواطني العالم لهذا الحق الإنساني

إعداد فدوى بنحقة: تحمل رسالة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة هذه السنة، غدا الثلاثاء 27 شتنبر، من خلال شعاره “السياحة للجميع” دعوة لتعزيز الولوج الشامل لمواطني العالم للسياحة باعتبارها حقا إنسانيا كونيا يجب أن تحظى به جميع فئات المجتمع بمختلف خصوصياتها وإكراهاتها للاستمتاع بمزايا السفر عبر العالم. ويبرز الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي، في رسالة وجهها بالمناسبة، أن السفر أضحى اليوم جزءا هاما في حياة الناس، إذ انتقل عدد السياح الذين يعبرون الحدود الدولية في سنة واحدة من حوالي 25 مليون سائح في خمسينات القرن الماضي إلى حوالي 1,2 مليار سائح يجوبون العالم سفرا. ويؤكد بالمقابل أن السفر قد يكون ايضا اختبارا صعبا بالنسبة لكثير من الناس، إذ تشير التقديرات إلى أن 15 في المئة من سكان العالم يعيشون نوعا من الإعاقة، بما يعني أن حوالي مليار شخص حول العالم لا يحظون بفرصة التعرف إلى ثقافات أخرى والتأمل في روعة الطبيعة والاستمتاع برحلة لاكتشاف مشاهد ومواقع جديدة.
وأوضح الأمين العام للمنظمة أن تأمين قابلية الولوج للسياحة للجميع يعني توفير الشروط التي تخول الاستجابة لحاجيات كل واحد، سواء أثناء السفر أو في محل إقامته، مشيرا إلى أن الإعاقة، حتى وإن كانت مؤقتة، والأسر بأطفال في سن صغيرة جدا والساكنة المتقدمة في العمر كلها أسباب تعرقل في أحد فترات حياة الفرد الولوج الكوني للسياحة.
و”دفاعا عن حق جميع مواطني العالم في الاستمتاع مباشرة بتنوع كوكبنا وجمال العالم المحيط بنا” ينبغي، حسب طالب الرفاعي، أن يكون ولوج الجميع للسياحة في صلب السياسات السياحية واستراتيجيات الأعمال ليس فقط لأنها حق إنساني يكتسب أهمية في حد ذاته بل لأنها تشكل أيضا سوقا بقدرات هائلة وفرصة عظيمة للأعمال.
واعتبر أنه مع ارتفاع متوسط السن عبر العالم، “سيستفيد كل واحد منا عاجلا أم آجلا من السياحة المتاحة للجميع”، داعيا كل البلدان والوجهات السياحية وفاعلي القطاع لدعم مبدأ ولوج الجميع للسياحة، سواء على مستوى البيئة المادية، أو في أنظمة النقل، أو في المنشآت والمرافق العامة أو في قنوات المعلومات والاتصالات.
وستقام الاحتفالات الرسمية لليوم العالمي للسياحة 2016 في مملكة التايلاند، التي ينظر إليها عبر العالم على أنها “بلد الابتسامة”. وشهدت السياحة في هذا البلد الواقع في قلب جنوب شرق آسيا ازدهارا سريعا في السنوات الأخيرة وأضحى في 2015 البلد الأكثر زيارة في المنطقة بحوالي 30 مليون من السياح الدوليين الوافدين، مما خول للتايلاند تحقيق 44,6 مليار دولار أمريكي من العائدات السياحية وهو ما يدل على تزايد دور السياحة في تحقيق تنمية البلاد وازدهارها. واعتبرت وزيرة السياحة والرياضة التايلاندية كوبكارن وتنفرنكول، في رسالة وجهها بالمناسبة، أن شعار اليوم العالمي للسياحة هذه السنة يرتبط بتحد أمام التايلاند والعالم بأسره لتعزيز قابلية الولوج للسياحة وأن يكون بالإمكان استقبال أي مسافر في أي وجهة يرغب في قصدها، قائلة إن “الوقت حان للاهتمام بالولوج الكوني لسياحة بتوحيد كلمة: مرحبا بالجميع”.

وأكدت أن موضوع اليوم العالمي للسياحة هذه السنة يذكر الجميع صراحة بضرورة العمل المندمج لتنمية القدرات السياحية لكل بلد وتشجيع التفاهم المتبادل بين مختلف الثقافات والتقاليد، مبرزة أن السياحة لا تقاس فقط بالأرقام، بل إن سحرها يكمن في أنها تخول ربط الاتصال بين أشخاص من جميع أنحاء العالم والآفاق، ضمن علاقة سلمية ودون تمييز.

وشددت المسؤولة التايلاندية على ضرورة استيعاب مبادئ المفهوم الكوني للسياحة لتمكين الزوار من الدعم اللازم واستقبالهم، داعية إلى تحقيق نوع من الإنصاف ضمن سياق للتنافس السليم بين الوجهات السياحية.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن قطاع الأسفار والسياحة يسير نحو التوسع وعدد المسافرين يتزايد سنويا، مما يستدعي توفير أقصى درجة من الأمن والسلاسة في السفر عبر العالم والفهم المتبادل مع أخذ الانتقال الطاقي بعين الاعتبار في إطار السياحة المستدامة. ودأبت الأمم المتحدة في أجندتها على الاحتفاء بالسياحة في يومها العالمي في 27 شتنبر من كل سنة لتحسيس المجتمع الدولي بأهمية السياحة ودورها الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي، وللفت الانتباه للقدرات التي تمتلكها السياحة للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورفع بعض التحديات الأكثر إلحاحا التي تواجهها مجتمعات العالم اليوم.

 

حدث كم/ماب/الصورة من الأرشيف

ف/ب

التعليقات مغلقة.