“الرباط مدينة الأنوار”: عرض بالصوت والصورة لتاريخ الرباط على صفاف أبي رقراق – حدث كم

“الرباط مدينة الأنوار”: عرض بالصوت والصورة لتاريخ الرباط على صفاف أبي رقراق

نظمت مؤسسة أكاديمية المملكة المغربية للتعاون الثقافي، مساء امس السبت، ، عرض “مشاهد” بفضاء برجامة على ضفاف وادي أبي رقراق، وهو حفل بالصوت والصورة يرصد تاريخ مدينة الرباط .

وعرض “مشاهد”، الذي ينظم ضمن أنشطة مؤسسة الاكاديمية الثقافية المدرجة في فعاليات “الرباط مدينة الأنوار”، وبشراكة مع مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط ، عبارة عن صور شعرية بالصوت والصورة تضمنت عدة لوحات عرضت على مدى 60 دقيقة .

وحلق العرض بالجمهور الذي حضر بكثافة، إلى عوالم ذاكرة الرباط، منذ إنشائها إلى أيامنا هذه، من خلال رصده للأحداث والشخصيات التي لا مناص من التوقف عندها، ورابطا الماضي بالحاضر، مسلطا الضوء على الصفات الأزلية لفن عيش فريد.

وفي هذا الصدد، أكد أمين السرد الدائم لاكاديمية المملكة المغربية السيد عبد الجليل الحجمري أن “تاريخ المغرب برمته يتم سرده على أسوار الاوداية بأسلوبه توثيقي على المستوى التاريخي، بهدف تمكين الجمهور من الاطلاع على حقب تطور هذه المدينة وتنميتها.

وأوضح السيد الحجمري أنه لانجاح هذه المبادرة، قامت اكاديمية المملكة بدراسة في التاريخ حتى تقدم للجمهور لمحة عن تاريخ الرباط، معربا عن رغبة الاكاديمية في توسيع هذا المشروع ليشمل باقي مدن المملكة.

وقد انطلق العرض الذي يحتوي على 14 لوحة شعرية موثقة بالصوت و الصورة، في سرد تاريخ المدينة بدءا من سكان بلاد المغرب الأوائل ورسوم ونقوش الكهوف وحانون القرطاجي، الأمير الملا ح ثم حقبة القرن الاول الإسلامي وحملة عقبة بن نافع، مرورا بملك بورغواطة وحرب المرابطين عليه منذ نهاية القرن الحادي عشر.

ثم حلقت هذه اللوحات الشعرية بالجمهور إلى عهد الإمبراطورية الموحدية ورباط الفتح والمرينيين ، واستقبال الرباط لأوائل المهاجرين الأندلسيين، وعصر القراصنة وزمن السعديين.

وسلط العرض الضوء بعد ذلك على عهد العلويين حيث عرفت الرباط منذ القرن السابع عشر تطورا لا مثيل له في ظل أسرة الشرفاء العلويين. السلطان مولاي رشيد والسلطان مولاي إسماعيل يرممان قصبة الأوداية. و في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، يجهز ساحل أبي رقراق ببطاريات المدفعية الساحلية. فن عيش جديد ينمو في كل أرجاء المدينة ويصل إلى قلب كل بيت. ومطرزات الحرير الرباطية النفيسة شاهد على ذلك.

واعتبارا من القرن الثامن عشر شهدت الرباط، لكونها مقر الإقامة السلطانية، توسيع القصر الملكي ومسجده، وساحة المشور وحدائقه. ومع حلول عهد الحماية الفرنسية، أصبحت الرباط عاصمة للمملكة… السلطان مولاي يوسف والمقيم العام اوبير ليوطي يمنحان المدينة بنايات عمومية تجمع في هندستها بين المعمار التقليدي والحديث.

حدثان هامان طبعا تاريخ مدينة الرباط، كما باقي مدن المملكة، تم إبرازهما في هذا العرض وهما عودة الملك محمد الخامس مظفرا من المنفى ونجاح جلالة الملك الحسن الثاني في تحقيق وحدة المملكة من خلال المسيرة الخضراء وتعبئة 350 ألف مغربي ومغربية لعبور حدود الاقاليم الصحراوية سلميا.

ويتوقف العرض عند عهد جلالة الملك محمد السادس وتأسيس جلالته لتنوع الأمة بروافد هويتها الثرية والخصبة وتعزيز المغرب الحديث والديمقراطي. المدونة الجديدة للأسرة، القائمة على ثقافة المواطنة تدشن عهدا جديدا من المساواة بين المرأة والرجل، والدستور الجديد لسنة 2011 ينص على كون “المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية و الترابية، و بصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية-الإسلامية، و الأمازيغية، و الصحراوية الحسانية، و الغنية بروافدها الإفريقية و الأندلسية و العبرية و المتوسطية”. و في عهد جلالته يتواصل تجهيز و تعمير ضفتي أبي رقراق.

ح/م

التعليقات مغلقة.