" التلاميذ المغاربة في إسبانيا الفرص والتحديات ": موضوع لقاء بألميريا ( جنوب إسبانيا ) | حدث كم

” التلاميذ المغاربة في إسبانيا الفرص والتحديات “: موضوع لقاء بألميريا ( جنوب إسبانيا )

28/09/2019

بحث خبراء ومتخصصون في لقاء نظم يومي الجمعة والسبت بألميريا ( جنوب إسبانيا ) حول موضوع ” التلاميذ المغاربة في إسبانيا الفرص والتحديات ” أنجع التصورات الكفيلة بتكريس تربية في إطار التعدد واحترام ثقافة الأقليات لفائدة الأطفال المغاربة من الجيل الثاني المقيمين في إسبانيا .

وركز المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمته ” جمعية البيئة والتربية في ألميريا ” بشراكة وتعاون مجلس الجالية المغربية بالخارج و” مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط ” على إبراز أهمية التدريس في إطار التعدد والتنوع الذي يهم بالخصوص تقديم معرفة حقيقية عن الآخر والاعتراف بثقافته في البناء الإنساني وقيمته المضافة في المجتمع الذي يعيش فيه .

وقال عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إن مستقبل الجيل الثاني من الأطفال المغاربة المقيمين بإسبانيا يمر حتما عبر تربية وتعليم ذي جودة عالية يرتكز على التنوع والتعدد من شأنه أن يساهم بشكل كبير في اندماجهم الكامل والسلس ببلد الاستقبال .

وأوضح أن ارتفاع معدل الهدر المدرسي للتلاميذ المغاربة الذين يتابعون دراستهم وفق النظام التربوي الإسباني يثير القلق ويتطلب تعبئة شاملة من طرف جميع المعنيين والمهتمين خاصة وأن هذا الوضع سيزداد تعقيدا في ظل بروز ظواهر سياسية جديدة معادية للهجرة بكل تجلياتها .

وشدد عبد الله بوصوف على أن هذا الأمر ” يمكن أن يضع الأقليات داخل المجتمع في وضع أكثر هشاشة ” مضيفا أن هذا يمثل تحديا حقيقا يجب العمل على رفعه من أجل ضمان تكامل واندماج أفضل للجيل الثاني من الأطفال المغاربة في بلد الاستقبال .

ولمواجهة هذا الوضع دعا الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إلى إطلاق مبادرة على صعيد منظمة الأمم المتحدة تقدم بشراكة ودعم من المغرب وإسبانيا من أجل وضع برنامج للتدريس في إطار التنوع مؤكدا على أنه لا يمكن العيش في هذا العالم من دون معرفة حقيقية بالآخر والاعتراف بإسهاماته .

واعتبر أن التربية في إطار التعدد والتنوع لا يجب أن تقتصر على تعلم اللغة العربية أو الثقافة المغربية وإنما تقديم معرفة حقيقية عن الآخر والاعتراف بثقافته في البناء الإنساني وقيمته المضافة في المجتمع الذي يعيش فيه بعيدا عن الصور النمطية والجاهزة .

وأوضح أن دور المدرسة كفاعل رئيسي في التربية على التعدد وكفضاء لتلقين المعرفة لا يستقيم من دون أن يلعب فاعلون آخرون دورهم في تعزيز ثقافة التعدد والانفتاح داخل المجتمع مشيرا في هذا الصدد إلى أن للإعلام دور فعال في التربية على احترام التعدد من خلال إعطاء المكانة الأساسية لكافة مكونات المجتمع والاهتمام بالمهاجر كمواطن داخل المجتمع له حقوق وعليه واجبات .

وأكد على أن للإعلام كفاعل محوري أيضا في التربية على التعدد دور محوري يتمثل في إبراز الموروث المشترك بين بلد المنشأ وبلد الإقامة سواء في الماضي أو الحاضر مشيرا إلى أهمية الفاعل السياسي بدوره في هذا المجال باعتبار إسهاماته في تكريس التعدد وبالتالي المساهمة في الانفتاح ومحاربة كل أشكل تهميش وإقصاء الآخر .

من جانبها أكدت ماريا ديل كارمن كاستيلو مندوبة التعليم في ألميريا أنه من المهم خلال بحث ومناقشة قضية تدريس الأطفال المغاربة بإسبانيا عدم الخروج باستنتاجات متسرعة لأن هناك مجموعة من العوامل الاجتماعية والثقافية بالخصوص هي التي تكون من بين الأسباب الرئيسية لفشل بعض هؤلاء الأطفال في مسارهم الدراسي ” .

وشددت على أن ” الظروف العائلة والبيئة الأسرية التي يعيش فيها الطفل هي التي تحدد في الغالب المسار الذي سيسلكه في الدراسة ومدى نجاحه في تحقيق الاندماج في بلد الاستقبال ” .

وبدوره اعتبر حسن بلعربي الباحث الجامعي ورئيس ” جمعية البيئة والتربية في ألميريا ” أن وضع الأطفال المغاربة من الجيل الثاني الذين يقيمون بإسبانيا هو الذي سيحدد نجاح أو فشل الجيل الأول من المغاربة ” .

وأكد على أن مراكمة الثروة والعقارات ” لا يشكل بالنسبة للآباء المغاربة مصدر فخر واعتزاز وإنما نوعية التعليم وجودته التي قدموها لهذا الجيل ” مشيرا إلى ضرورة مضاعفة الجهود من أجل مساندة هذا الجيل الجديد عبر تقديم الدعم اللازم وبالتالي تحقيق اندماجه السلس في بلد الاستقبال .

وقد حضر هذا اللقاء الذي يندرج تنظيمه في إطار المبادرات التي تدخل ضمن المنتدى المغربي الإسباني الذي أطلقته ” مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط ” مع مجموعة من الجمعيات والمؤسسات من أجل تشجيع الحوار المشترك بين الثقافات والحضارات خالد بوزيان القنصل العام للمملكة بألميريا ومانويل ديلا فوينتي أرياس نائب المندوب الحكومي في ألميريا ومجموعة من الباحثين والمثقفين والمتخصصين من المغرب وإسبانيا .

ح/م

التعليقات مغلقة.