” مغرب الألوان ” تظاهرة ثقافية بباريس تحتفي بالتنوع الثقافي للمملكة – حدث كم

” مغرب الألوان ” تظاهرة ثقافية بباريس تحتفي بالتنوع الثقافي للمملكة

تم الاحتفاء أمس السبت بباريس بالتنوع الثقافي الذي يميز المغرب والذي يمثل قوة ووحدة وتفرد المملكة وذلك خلال تظاهرة كبرى نظمت تحت شعار ” مغرب الألوان ” .

وقد نظم هذا الملتقى الذي احتضنته مؤسسة ( دار المغرب ) بباريس التي هي فضاء لتبادل الرؤى والأفكار وللإشعاع العلمي والثقافي جمعيات تنتمي لجهة ( إيل دو فرانس ) بتعاون وشراكة مع القنصليات العامة للمملكة بهذه الجهة وهي ( كولومبيس وبونتواز وأورلي وباريس وفيليموبل ) .

ويندرج تنظيم هذا الحدث الثقافي والفني في إطار الدينامية التي تشهدها المملكة والتي ترتكز على الرؤية الملكية التي تشدد على أهمية تثمين الثقافة والفن كآليتين ودعامتين أساسيتين في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة .

وتميز هذا الملتقى الذي جاء كامتداد للندوة التي نظمت بمبادرة من سفارة المغرب بفرنسا يوم الجمعة الماضي حول موضوع ” جهة الشمال .. التنوع الثقافي رافعة أساسية للتنمية ” بتنظيمه في إطار شقين الأول أكاديمي بحث من خلال جلسة مناقشة موضوع ” مغرب الألوان ” والثاني ثقافي وفني عكس عبر تقديم أنماط موسيقية ولوحات تعبيرية فنية فرادة هذا التنوع الثقافي الذي يميز المملكة .

وشارك في جلسة المناقشة هذه التي أطرها الباحث الجامعي محمد مريزيقا كل من أميرة عبد العزيز الأستاذ الجامعي بجامعة السوربون وإيفري وسانت كوينتين رئيس جمعية ( أوبيرسياس آراب ) ولحسن حيزون الكاتب والباحث في الأنتروبولوجيا ورافائيل سرفاتي المتخصص في جمع المجوهرات البربرية وعبد المنعم بلحميدي الباحث الجامعي والفنان في مجال الموسيقى .

وأكد المتدخلون في هذا اللقاء الذي تناول موضوع التنوع الثقافي من مختلف الزوايا ( أنتبولوجية وثقافية ولغوية ) على أهمية تعدد الموروث الثقافي للمملكة الذي كرسه الدستور المغربي والذي يمتح من روافد متعددة تشكل مجتمعة الهوية المغربية وهي المكونات العربية الإسلامية والأمازيغية والصحراوية والحسانية والتي تم إغناؤها من خلال روافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية .

وأجمعوا على أن هذه التعددية الثقافية المغربية التي تشكل خصوصية المملكة وتفردها ساهمت في إثراء الموروث الثقافي والحضاري والديني للمغرب وطبعته بطابع التفرد والخصوصية كما شكلت مقومات تحول ناجح وأسس تقدم متناغم للمملكة في مختلف المجالات .

وقال محمد مريزيقا الباحث الجامعي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذه التظاهرة يندرج تنظيمها في إطار دينامية ثقافية تروم إبراز من خلال موضوع ( مغرب الألوان ) التنوع الكبير الذي يميز المغرب على مختلف الأصعدة لغويا وأنتبولوجيا واجتماعيا ومحليا وجهويا مشيرا إلى أن “هذا التنوع يشكل مصدر غنى وثراء في ثقافتنا وموسيقانا ولغاتنا ولهجاتنا وفي طريقة لباسنا وفن العيش ” .

وحسب هذا الباحث المتخصص في التاريخ فإن هذا التنوع مكن المغرب من مواجهة عدد من التحديات منذ زمن طويل إذ ” بفضل هذا التنوع وهذا الغنى تمكن الشعب المغربي من الالتفاف حول نظام الملكية والتقدم بحزم نحو مزيد من التنمية والبناء وتكريس دولة الحق والقانون كما تعكسه التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي حققها المغرب بفضل الأوراش والمشاريع الكبرى التي أطلقها ” .

من جانبها أكدت فاطمة آيت واعلال من ” جمعية الكفاءات المغربية الفرنسية ” في تصريح مماثل أن هذه التظاهرة مكنت من تسليط الضوء على تنوع وثراء الثقافة المغربية ” التي هي قوتنا سواء في بلد الاستقبال أو في بلدنا الأصلي والتي نسعى جاهدين لنقلها إلى أطفالنا ” .

وبالنسبة للمحجوب فائز الدين منشيط نائب رئيس ( جمعية وادي نون في فرنسا ) فإن هذا الملتقى ” كان استثنائيا بكل معنى الكلمة ” وشكل فرصة ” لإبراز الموروث الحساني الذي هو مكون أساسي ومحوري وأحد روافد الثقافة المغربية التي تتميز بغناها وتنوعها من طنجة إلى الكويرة ” .

أما رشيدة حبري وجمعة أوبيلا على التوالي رئيسة ” تنسيقية المغاربة في فرنسا ” ورئيسة جمعية ” جسر الثقافات التضامنية ” فأكدتا أن هذا النوع من اللقاءات التي مكنت من جمع العديد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في جهة ( إيل دو فرانس ) من مختلف الثقافات والمناطق ( ريفيين وأمازيغ وعرب ) شكلت مناسبة للم الشمل بين المغاربة والجمعيات حول ” ثقافاتنا المتنوعة والغنية وحول قيمنا المشتركة ” .

وتميزت هذه التظاهرة بتنظيم أمسية فنية تمحورت حول الموسيقى التقليدية المغربية قدمت خلالها العديد من الفرق الفلكلورية ألوان ولوحات فنية متنوعة عكست بحق تنوع وثراء الموروث الموسيقي المغربي .

ح/م

التعليقات مغلقة.