عبقرية ملك.. و”قرع الجرس! “ – حدث كم

عبقرية ملك.. و”قرع الجرس! “

“حدث” ومنذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش اسلافه الميامين، وهو يدير شأن البلاد بحنكة وعبقرية مختلفتين عن باقيها ، والتي كان يعمل بهما والده الراحل الملك الحسن الثاني ، عبقري زمانه على صعيد العالم العربي والاسلامي والقاري، الذي كان يحسب لمواقفه الف حساب ، لكن عبقرية وارث سره الملك، الانسان، المواطن المغربي، والقاري، محمد السادس، اظن في زمننا هذا ليس لها مثيل.

والمتتبع للفترة التي تقلد فيها جلالته مسؤولية عرش المملكة المغربية، يستشف بأن ملك مغرب القرن الواحد والعشرين يقوده بعبقرية ليس لها مثيل، وبصدق وتفان في العمل، وبحب ابوي انساني وطني لابناء شعبه ليحقق له ما يصبوا اليه، من عز وكرامة ، ويرفع رأسه امام شعوب العالم كل ما استطاع اليه سبيلا، سواء في “صمت حكيم”، او من خلال اشاراته القوية التي تتجلى في تحركاته الغير متوقفة منذ البداية، في الداخل والعالم، حيث اصبح عرشه على السيارة،   او في رسائل “مشفرة” ،”مفتوحة” و”مفسرة” تفسيرا دقيقا، تتضمنها جميع الخطب التي يلقيها جلالته في جل المناسبات، موجهة لمن يهمهم الامر في جميع المجالات، في الداخل والخارج، ومن بين هذه الرسائل التي اتوقف عندها في هذا الركن هما :

اولها رسالة تحمل في طياتها عبقرية ملك مغربي افريقي عربي اسلامي واميرا للمؤمنين، الى القارة جمعاء، ولم لا إلى العالم والاشقاء والاعداء ان كانوا ما ماضون في ذلك ، بمناسبة الذكرى الواحد والاربعين للمسيرة الخضرء من خلال خطاب يعد الاول من نوعه يلقيه عاهل البلاد خارج ارض الوطن، ومن عاصمة من عواصم القارة الافريقية لدولة السينيغال ـ دكار ، حيث قال : إنني وأنا أخاطبك اليوم، بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين للمسيرة الخضراء، من مدينة دكار، عاصمة جمهورية السنغال الشقيقة، أعرف أنك لن تتفاجأ بهذا القرار. فالسنغال كان من بين الدول التي شاركت في هذه الملحمة الوطنية، الى جانب دول إفريقية وعربية أخرى”، مضيفا نصره الله ، بان السينغال “أبان قولا وفعلا، في عدة مناسبات أنه يعتبر مسألة الصحراء المغربية، بمثابة قضيته الوطنية، ولن ينسى المغاربة موقفه التضامني الشجاع، أثناء خروج المغرب من منظمة الوحدة الافريقية، سنة 1984، حيث اعتبر الرئيس السابق، السيد عبدو ضيوف ، أنه لا يمكن تصور هذه المنظمة بدون المغرب”، مخاطبا الشعب المغربي ايضا بالقول : “إذا كنت قد خاطبتك، في مثل هذا اليوم ، من السنة الماضية، من العيون، بالصحراء المغربية، بخصوص افريقيا، فإني أخاطبك الآن من قلب إفريقيا، حول الصحراء المغربية”، هذا من جهة.

ومن جهة اخرى اشار الى الزيارات التي قام بها لافريقيا سواء في السابق او الحالي، وسياسة المغرب اتجاه القارة التي تجمعه   بها الجغرافية والتاريخ، الى “ان المغرب قرر أن يضفي دينامية جديدة ، على العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بلدانها، لما تمثله هذه المنطقة من وزن سياسي وما تتوفر عليه من طاقات اقتصادية، ومؤهلات استراتيجية” والمحطة الأولى من الجزء الثاني، من جولتنا في عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك في سياق رجوع المغرب إلى المؤسسة القارية” ، واضاف حفظه الله: “إن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، ليست قرارا تكتيكيا، ولم تكن لحسابات ظرفية. وإنما هو قرار منطقي، جاء بعد تفكير عميق.

وعندما نخبر بعودتنا، فنحن لا نطلب الإذن من أحد، لنيل حقنا المشروع، فالمغرب راجع إلى مكانه الطبيعي، كيفما كان الحال، ويتوفر على الأغلبية الساحقة لشغل مقعده داخل الأسرة المؤسسية الإفريقية.

وإن المغرب، الذي لا يتدخل في السياسة الداخلية للدول، ولا ينهج سياسة التفرقة، يأمل أن تتعامل كل الأطراف مع هذا القرار، بكل حكمة ومسؤولية، لتغليب وحدة إفريقيا، ومصلحة شعوبها”، وفي هذه الرسالة تكمن العبقرية الحكيمة، والاستراتيجية المستقبلية للقارة الافريقية، والسياسة التي ينهجها القائد الجامع بين امارة المؤمنين، ملك انسان، مواطن مغربي، عربي، وافريقي.

اما الرسالة الثانية والتي وجهها القائد “الحكم” و”الحكيم” في هذا الخطاب من خارج الوطن، الى الزعماء السياسيين في الداخل ، فتتعلق بخارطة طريق جديدة، وحكومة أيضا جديدة ، لتتماشى والمجهودات التي يبذلها جلالته، لتنزيلها على ارض الواقع حيث قال:  

“لقد أثبتت سياستنا في إفريقيا، والحمد لله، نجاحها، وبدأت تعطي ثمارها، سواء على مستوى المواقف السياسية بشأن قضية وحدتنا الترابية، أو من خلال تعزيز الحضور الاقتصادي للمغرب، وتطوير علاقاته مع مختلف دول القارة، فالمغرب اليوم يعد قوة إقليمية وازنة، ويحظى بالتقدير والمصداقية، ليس فقط لدى قادة الدول الإفريقية، وإنما أيضا عند شعوبها” لذا اكد جلالته على ان الحكومة المقبلة لا يجب ان تكون كسابقتها ، بل يجب على الوزراء الجدد “ان يعطوا لقارتنا، نفس الاهتمام، الذي يولونه في مهامهم وتنقلاتهم للدول الغربية، والمغرب يحتاج لحكومة جادة ، مسؤولة ، ولا ينبغي أن تكون مسألة حسابية، تتعلق بإرضاء رغبات أحزاب سياسية، وتكوين أغلبية عددية، كأن الأمر يتعلق بتقسيم غنيمة انتخابية، بل الحكومة هي برنامج واضح، وأولويات محددة، للقضايا الداخلية والخارجية، على رأسها إفريقيا. حكومة قادرة على تجاوز الصعوبات التي خلفتها السنوات الماضية، في ما يخص الوفاء بالتزامات المغرب مع شركائه”، مضيفا بان الحكومة هي هيكلة فعالة ومنسجمة، تتلاءم مع البرنامج والأسبقيات. وهي كفاءات مؤهلة، باختصاصات قطاعية مضبوطة”.

وختم ايده الله الرسالة بـ”قرع الجرس”، ليستفيق الرئيس، والزعماء السياسيين الذين لا زالوا يتشاورون ويتقاسمون المناصب ، ليقول: “سأحرص على أن يتم تشكيل الحكومة المقبلة، طبقا لهذه المعايير، وفق منهجية صارمة. ولن أتسامح مع أي محاولة للخروج عنها.

فالمغاربة ينتظرون من الحكومة المقبلة أن تكون في مستوى هذه المرحلة الحاسمة”، وبهذا يكون الجميع على بينة بانه لا يمكن ان تجرى المباراة بدون حكم.

وهذا ما حدث، وفي انتظار ما سيحدث، ستكون المباراة محكمة بحول الله.

 

 

التعليقات مغلقة.