عز الدين فرحان: المغرب يجدد التزامه بمواصلة العمل مع منظمة الأمن والتعاون بأوروبا لتعزيز أمن واستقرار الفضاء المتوسطي
أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمات الدولية بفيينا السيد عز الدين فرحان، امس الجمعة ببراتيسلافا، أن المغرب يجدد التزامه بمواصلة العمل مع منظمة الأمن والتعاون بأوروبا لتعزيز أمن واستقرار الفضاء المتوسطي.
وأوضح السيد فرحان، في كلمة خلال المجلس الوزاري الـ26 لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا المنعقد بسلوفاكيا يومي 5 و6 دجنبر الجاري، أن هذا الاجتماع الذي يلتئم عشية إحياء الذكرى الـ45 لاعتماد اتفاقية “هلسنكي”، يشكل لحظة قوية لتجديد الالتزامات التي تم التعهد بها سنة 1975، والقيام بحصيلة وتقييم للإجراءات المستقبلية الرامية إلى تعزيز الشراكة بين الدول الأعضاء والدول الشريكة بالمنظمة بشكل أكبر.
وأكد السيد فرحان أن “انتماء المغرب للأسرة المتوسطية يملي علينا، واجب التأكيد على البعد الجغرافي الاستراتيجي للمنطقة، والدور المهم للمملكة وإسهاماتها الكبيرة في الجهود الإقليمية والدولية للحفاظ على السلم والأمن الإقليمي والعالمي”.
وأضاف أنه “من الضروري القول إننا قطعنا مسارا طويلا سوية مع وضع العديد من الآليات القانونية الهامة، التي مهدت الطريق لتعزيز حوار بناء وتعاون مكثف، بزيادة المشاورات السياسية والتعاون العملي، بهدف تطوير الأمن الشامل ضمن الأبعاد الثلاثة للمنظمة”.
وأبرز أن المغرب، الذي ما فتئ يؤكد التزامه وطموحه لتطوير شراكته مع المنظمة، يحمل إلى جانب التقاسم والقيم الكونية للديمقراطية والحرية وتعزيز حقوق الإنسان، رؤية مشرقة للمتوسط حتى يصير فضاء للالتقاء والتعايش والتماسك.
وأكد سفير المملكة أنه، ومع نصف قرن من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، فإن المغرب يشارك بنشاط في الجهود العالمية المبذولة في مجال التنمية الاقتصادية والبشرية الشاملة، وذات الصلة بقضايا الأمن وحماية البيئة والعدالة والحوار بين الأديان، والهجرة والتنقل وحقوق الإنسان والحكامة الجيدة، مضيفا أن الإرهاب ما يزال هو التحدي الرئيسي الأكثر تعقيدا وإلحاحا لدول المنطقة.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن المملكة وضعت استراتيجية فعالة تستند إلى مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب الذي لا حدود له، معبرا عن اقتناع المغرب بأنه يمكن بذل المزيد من الجهود في هذا المجال، لأن دولة واحدة كيما كانت قوتها وقدرتها، لا يمكنها التعاطي بمفردها مع إشكالية عابرة للحدود.
كما ذكر بأن المغرب، الذي استضاف في أكتوبر الماضي بمراكش، أشغال الجمعية البرلمانية للمنظمة التي انعقدت لأول مرة في بلد متوسطي شريك، على قناعة بأن الحوار السياسي بكافة أبعاده والتعاون بكل جوانبه في ما يتعلق بالحفاظ على السلام والأمن بين الدول الأعضاء والشريكة بالمنظمة، أثبت فعاليته في بيئة تتسم بالعديد من التحديات المعقدة.
وأكد السيد فرحان أن دور المغرب هو تحقيق جملة من الأهداف المتمثلة في المساهمة في تحسين العلاقات المتبادلة، وضمان ظروف يمكن أن تعيش فيها الدول في سلام حقيقي ودائم، في مأمن من أي تهديد لأمنها، مشددا على الحاجة المتنامية لبذل المزيد من الجهود لجعل اتفاقية “هلسنكي”، التي شكلت منعطفا في صيرورة تعزيز الثقة بين الدول الأوروبية، وحددت التوجهات الكبرى للعمل المستقبلي، عملية مستمرة وشاملة، من أجل إرساء شراكة مثمرة ومتوازنة ودينامية.
ح/م
التعليقات مغلقة.