رحمة باكوري .. صانعة تقليدية بشغف لا متناهي للطرز السلاوي – حدث كم

رحمة باكوري .. صانعة تقليدية بشغف لا متناهي للطرز السلاوي

تعتبر السيدة رحمة باكوري، التي حظيت بتكريم خاص أمس الثلاثاء ضمن فعاليات الدورة السادسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، نموذجا لصانعة تقليدية يحذوها شغف لا متناهي لفن “الطرز السلاوي” الأصيل.
وعملت السيدة رحمة، التي ازدادت بمدينة سلا، على تطوير نمط من التطريز الخاص بها، يسهل التعرف عليه، حيث تتميز هذه الحرفة بهذه المدينة العريقة عن المدن الأخرى مثل فاس، ومكناس، وتطوان، وشفشاون، والرباط و أزمور.
وتعود أولى بدايات هذه “المعلمة” في حرفة التطريز عندما التحقت سنة 1987 وهي شابة يافعة بمركز التكوين التابع لمؤسسة التعاون الوطني حيث تعلمت التطريز لمدة خمس سنوات، خاصة التطريز السلاوي.
واستطاعت خلال هذه المدة تطوير مهاراتها والتمكن من هذه الصناعة التقليدية، لتمارس فيما بعد الحرفة كصانعة، حيث تمكنت من العيش بكرامة من المداخيل التي تدرها عليها.
وعبرت السيدة رحمة، خلال حفل تكريمها، عن تمسكها بهذه الحرفة الأصيلة، مؤكدة أن كل شابة تلقنتها لن تخشى شيئا من تقلبات الحياة.
وبالرغم من أنها تأسف عن التراجع المتزايد لهذه الحرفة، خاصة خلال السنوات الأخيرة، فإن هذه “المعلمة” لا تأبه إلا بشغفها بالتطريز، معبرة عن الأمل في عودة هذه الصناعة التقليدية إلى مستواها القديم وإشعاعها الكبير.
ولعل شغفها تجاه هذا الفن الأصيل ورغبتها الجامحة في استمرارية “الطرز السلاوي” ونقله إلى الأجيال اللاحقة، هو ما حثها على الانخراط في برنامج التكوين عن طريق التلقين.
ولم تخف السيدة رحمة تأييدها لمبادرة الوزارة الوصية على القطاع بإعادة إحياء ثلاث مهن تشمل صناعة الجلد الزيواني (فاس) والخشب المطعم بتاغزوت (الحسيمة) والطرز السلاوي، قصد صون هذه الحرف ونقلها إلى الأجيال المستقبلية.
ويعتبر التطريز فنا مغربيا أصيلا متداولا منذ القرن الثاني عشر على الأقل، ومتجذر في الثقافة المغربية، وظهر في البدء عند المرأة للتعبير عن ترف لباسها وإبراز رونق مسکنها.
وتسعى الدورة السادسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى إرساء علامة تجارية للصناعة التقليدية المغربية وجعل هذه التظاهرة فضاء رئيسيا لالتقاء الصناع التقليديين الذين يرغبون في تثمين إبداعاتهم والاطلاع على الاتجاهات السائدة في المجال وإيجاد منافذ جديدة وتسويق المنتجات مع الحفاظ على مداخيل الصناع والرفع منها.
وأضحى هذا الموعد، المنظم بمبادرة من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي بشراكة مع دار الصانع، يجمع كافة جهات المغرب للاحتفاء بالحرفيين الموهوبين الذين يستوحون أشكال وألوان أعمالهم من أعماق التقاليد والعادات التي تتميز بها كل جهة من جهات المملكة.

ومع

التعليقات مغلقة.