رئيس الحكومة: المدرسة الوطنية العليا للإدارة مطالبة بمواصلة التكوين الجيد لإمداد الإدارة بأطر عليا

أكد رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني، اليوم الخميس بالرباط، أن المدرسة الوطنية العليا للإدارة مطالبة بالاستمرار في دينامية ضمان التكوين الجيد في أفق إمداد الإدارة المغربية بأطر عليا ذات قدرات كفيلة بالتدبير الحديث وتطوير منهجيات تنزيل السياسات العمومية، وتتبع أوراش التحديث والإصلاح.

وأبرز السيد العثماني، خلال حفل تخرج الفوج الأول من طلبة سلك التكوين الأساسي للمدرسة الوطنية العليا للإدارة في إطار النظام الجديد للمدرسة، أن هذه المؤسسة تعد معلمة تاريخية تقوم بدور تجديدي وتعطي دفعة قوية للإدارة وفق منهجية عصرية حديثة، وهو ما يقتضي الاستمرار وفق الاتجاه نفسه، خصوصا فيما يخص التكوين الأساسي والمستمر وكذا المساهمة في تنظيم المباريات، من قبيل المباراة الموحدة الخاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة.

وأكد رئيس الحكومة حرصه على دعم هذه المؤسسة، منوها بمجهودات جميع الإدارات والمؤسسات التي تقدم المساندة والدعم الكاملين للمدرسة، سواء لتقوية منظومتها الخاصة بالبحث العلمي التطبيقي، أو من خلال توفير فرص التدريب الميداني لطلبة المدرسة، سواء داخل التراب الوطني أو خارجه.

ودعا السيد العثماني الخريجين الجدد إلى التحلي بقيم المواطنة والعمل والجودة، مع الحرص على تحقيق تصالح المواطن مع الإدارة ومع المرفق العمومي.

من جانبه، اعتبر الأمين العام للحكومة، وراعي هذا الفوج الأول، السيد محمد الحجوي، أن حفل التخرج هذا يعد تتويجا لجهود جميع مكونات المدرسة، كما يعتبر من أولى ثمرات الإصلاح الأخير الذي شهدته المؤسسة.

وأضاف السيد الحجوي أن هذا الحدث يتميز كذلك بكون المدرسة تحمل على عاتقها مسؤولية تزويد الإدارة بكفاءات عليا قادرة على رفع تحدي التنمية والتجاوب مع الحاجيات المجتمعية الجديدة ومسايرة التحولات السريعة والعميقة التي تفرضها الثورة الرقمية. وأشار إلى أن هذا الفوج يصادف انكباب البلاد على تصور نموذج تنموي جديد، وهو ما يضع المنظومة الإدارية بكل مكوناتها أمام مسؤوليات جديدة ويفرض عليها القيام بتحولات عميقة في أفق مواكبة التوجهات والخيارات الكبرى التي ستنبثق عن هذا النموذج وترجمتها على أرض الواقع.

وأبرز السيد الحجوي أن المطلوب من هذا الفوج، الذي سيلتحق قريبا بمختلف أسلاك الإدارة، المساهمة في الارتقاء بالجانب المهني في الإدارة، والذي يعد من الإصلاحات الجوهرية والملحة التي يتعين القيام بها لتحسين الأداء وعقلنة القرار العمومي وتجويد الخدمات الإدارية وتأهيل الجهاز الإداري لمواكبة النموذج التنموي المرتقب. من جهته، لفت المدير العام للمدرسة الوطنية العليا للإدارة، السيد رشيد ملياني، إلى أن المدرسة اعتمدت في تكوين فوجها الأول على برنامج بيداغوجي تمت بلورته وفق مقاربات حديثة ومناهج عصرية مندمجة تروم الإحاطة بجميع التخصصات الإدارية المؤطرة للفعل العمومي.

وأضاف السيد ملياني أن طلبة الفوج الأول خضعوا لعدد من التداريب الميدانية بمؤسسات مركزية ولا متمركزة داخل الوطن وخارجه، من أجل ضمان انفتاحهم على المحيط المهني بمختلف مستوياته، إلى جانب تنظيم زيارات ميدانية لأهم المؤسسات الوطنية، والقيام بأعمال جماعية حول سياسة التشغيل المرتكزة أساسا على تقييم السياسات العمومية. وأشار إلى أن تخرج أول فوج في إطار النظام الجديد للمدرسة يأتي في سياق المسار الإصلاحي العميق الذي يعرفه المغرب والذي يتلاءم وحجم الانتظارات والتحديات التي يجب رفعها بخلق دينامية جديدة تمكن من إرساء مسلسل التنمية الشاملة على أسس متينة ومستدامة.

وتميز هذا الحفل بتسليم رئيس الحكومة درعا تكريميا مقدما من المدرسة الوطنية العليا للإدارة للسيد محمد الحجوي، الأستاذ السابق بالمدرسة، احتفاء بمسيرته الإدارية واعترافا بمساهمته في إشعاع المؤسسة.