عرش شجرة المغرب، يشبه شجرة سميت بـ”Methuselah” ، التي تعد اقدم شجرة في العالم !، حيث قدر عمرها بحوالي 5000 سنة! وهي من نوع الصنوبر الخالص، جذورها في عمق الارض ، وعروشها في السماء. وسبق للمعفور له الحسن الثاني ان اطلق اسمها على المغرب ، حينما قال : “المغرب كالشجرة، جذورها في افريقيا ، وعروشها في اوروبا”!، فلم يكن الملك الحسن الثاني ينطق على الهوى!، بل كانتعبقريته في الكلام لها اكثر من دلالة. لانها لم ينل منها لا الدهر ، ولا زلازل الطبيعة، ولا رياح عاصفية، ولا.. ! بل ظلت شامخة لقرون.
ومرد هذا الوصف لعرش المغرب، بالشجرة الشامخة. لا لشيء !، ولا للتعريف بتاريخ الملكية في المغرب ، التي هي متجذرة لقرون ، وما تزال. بعروقها في هذه الارض السعيدة ، وعروشها في سماء الله! ، الذي منً بظلال عروشها على هذا الشعب ، ليستظل بظلالها. لانه وفي لشعارها الخالد : “الله ، الوطن، الملك” . وبتعدد المناطق ، والعادات والتقاليد، والثقافات ، واللغات، والجهات. فانه يبقى متلاحما ومتماسكا بالعرش العلوي المجيد، رغم الاختلافات السياسية والحقوقية ، وغير ذلك. لكنه لا يختلف عن الوحدة ، والملكية. لان الشعب المغربي ليس كباقي الشعوب. ولدي قناعة راسخة حسب تتبعي للاحداث! لعدة عقود، ولو بعد استقلال المغرب، بانه “من لا يعرف المغاربة لا يعرف المغرب”. ولا محيد عنهم على ما ذكر، ولو كره الكارهون!. وسبق ايضا للاستاذ محمد بنيحيا المعروف بـ”محمد الطنجاوي” ان كتب قصيدة في الموضوع خلال السبعينيات من القرن الماضي ، لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي اعجب بها، لانها تحمل في طياتها ، واقعا معاشا للشعب المغربي، تحت عنوان : “عرش وشعب”، وليس “الله اكبر والفرحة الكبرى” كما هو متداول!، حيث جاءت تلك القصيدة في زمن معين!، كان “البعض!” يحاول “الدخول بين الظفر واللحم” (كما يقال)!. وآخر بيت للقصيدة تقول :
“.. والفارس المغوار تحت حزامه خنجر
عرش وشعب وأي حب لا يقدًر”
وهذه شهادة في حب الشعب لملكه ولوطنه ، لو لم تكن صادقة ، لما واقف على تلحينها، وغنائها ، من طرف اكبر موسيقار عربي على المستوى القاري.
لكن ـ ربما ـ “البعض” من الجيل الحالي يجهل او يتجاهل التاريخ ، رغم انه من “غصن” الشجرة نفسها. ونظرا لعدم درايته ـ مع الأسف ـ بتاريخ الشجرة الصامدة، ولا بايمان المغاربة، ولا بثمن استقراره، واستقرار الوطن! حيث انه على ما يظهر، رغم نضجه، وثاقته، وتجربته في أشياء أخرى!. لا يتوفر على معطيات دقيقة حول المغاربة، او لديه سوء الفهم ، لانه يعيش في برج عال ، بعيد كل البعد عن الواقع المعاش في المغرب الحبيب، وما يتوصل بها من معلومات ، ان كانت . فهي خاطئة !، لانها تصدر عن أناس أيضا لا يعرفون المغاربة. إضافة الى انعدام رؤية مستقبلية ، شاملة سواء منها الاستراتيجية او التاريخية، او حتى عن عروش الشجرة موضوع الحديث!.
فاستيقظ هذا “البعض!” متأخرا صحبة “افراده” الذين لا يتعدون الاصابيع الخمس، ومن طينة “ما عاف السبع”، واراد من خلالهم ، محاولة “ايقاذ نار الفتنة ” في “خشلع” بجانب هذه الشجرة ، لاظهار دخان “نارها” للملأ ، لكنها في واقع الامر ـ ان حصلت ـ لا تتعدى امتارها، امتار ” صالونات الليالي الحمراء” ، في بلدان “الهوى!” وبعود “ثقاب الاعلام” فقط لا غير . ولذا يجب القول وبكلمة وطنية ، لمن يجهل حقيقة المغاربة، ويغرد خارج السرب !. بان شجرة المغرب لا تشعر “بالخفافيش!” من هذا النوع!، وكما يقال: “شكون اللي دها فيك ابوفسيو فين بايت!؟”، وهذا ما حدث. وفي انتظار العثور على مكان “إقامة هذا الطائر الغريب” ان يحدث الرجوع الى عش الصواب. واللبيب بالاشارة يفهم!.
التعليقات مغلقة.