حزب التجمع الوطني للأحرار بين الحكومة والمعارضة – حدث كم

حزب التجمع الوطني للأحرار بين الحكومة والمعارضة

عرفت مرحلة تشكيل حكومة عبد الإله بن كيران المعين لولاية ثانية من طرف جلالة الملك ، عقب النتائج التي أفرزتها صناديق اقتراع 7 أكتوبر من السنة الجارية، وبوأته الصدارة، لاختيار الأحزاب التي يمكنها أن تشارك إلى جانبه في تسيير الشأن العام ،عدة تشنجات إن لم نقل توقفا عن الولادة، بعد مرور لما يفوق الشهرين، دون أن تفسح المشاورات التي أجراها مع عدة أحزاب بفتح الطريق أمامه لتكوين حكومته، بعد عدة إكراهات ساهمت في سد الباب أمامه بإظهارها إلى الوجود.

بن كيران الذي تشبت قبل اجراء اقتراع الانتخابات التشريعية  بمرافقة حزب التقدم والاشتراكية سواء كانت النتائج إيجابية أم سلبية ، لا زال اليوم يسير في نفس الاتجاه الذي اقترحه سابقا وهو ضرورة استكمال مهام تسيير الشأن العام إلى جانب حليفه السالف الذكر في النسخة الثانية من الولاية الأولى لحكومته. هذا  يضيف إلى جانبه  حزب الاستقلال بعد أول لقاء أجمعه بأمينه العام حميد شباط التي تمت خلاله الموافقة  دون فرض أدنى شرط أو جدل يؤثر على سير أعمال تكوين حكومة التي هي الآن لا زالت لم يفرج عنها بعد.

خصم حزب العدالة والتنمية السابق، الذي أكد هو الاخر قبل نتائج الانتخابات بعدم سيره على نهج حزب العدالة والتنمية، أصبح اليوم يخلق المفاجأة  بتراجعه عن قراراته بعد أن صرح كاتبه العام ادريس لشكر بعد آخر لقاء جمعه برئيس الحكومة بالموافقة على المشاركة  إلى جانب الأحزاب الأخرى التي سبق ذكرها لتسيير الشأن العام.

 لكن ما يثير الانتباه خلال هذه الاجتماعات المراطونية للإفراج عن ولادة  حكومة عبد الإله بن كيران ، رئيس الحزب المتصدر لنتائج الانتخابات، وبما يمكن أن تسفر عنه بعد أن أصبح حزب التجمع الوطني للأحرار متشبث بتشكيل فريق نيابي موحد بالبرلمان. هو وجود فرضيتين للحزب المثير للجدل حاليا “التجمع الوطني للأحرار”، إما التحاقهم إلى جانب الأحزاب التي أصبحت لها إشارات أكثر قوة للمشاركة في الحكومة، وهنا تبقى تشكيلة الأحزاب المعارضة ممثلة فقط من الأصالة والمعاصرة ، والحركة الشعبية، وهذا ما يبدو إنطلاقا من البوادر الأولى بضعف مراقبة عمل الحكومة داخل قبة البرلمان. والفرضية الثانية لا تقل أهمية عن سابقتها وهي إن تم خروج حزب الأحرار للمعارضة إلى جانب حليفه الاتحاد الدستوري سيخلق أزمة أكثر باعتبار أن حزب الأحرار خلق للسلطة وليس للمعارضة نظرا  تشكيلته البنيوية التي تتكون غالبيتها من رجال الأعمال وأصحاب المقاولات، بالإضافة إلى نخب الاقتصاد. 

فاطنة  بلعسري

التعليقات مغلقة.