في زمن مضى كانت “المهنة !”، و”الحرفة” !، وكان ايضا لمن لا يتقنها يبحث عن البديل ، أو ما يتماشى ومؤهلاته الثقافية ، والفكرية ، والأخلاقية . او البنيوية اذا كان الامر يحتاج الى ذلك ، ليصبح مهنيا، يحب مهنته، ولا يرضى بغير ذلك بديلا!، او يحتاج الى من يعطيه دروسا في “مهنته”!، لانه سيد قراره! . يدافع عنها ضد كل ما من شانه ان يسيء اليها ، او يخل بمبادئها ، واخلاقها! لانها ” المهنة شريفة” كما يقال!.
لكن في حالنا هذا أصبحت غير ذلك ! ، جراء اقدام البعض باقحامها في “مقاولات! ” تشتغل في ما يسمى بـ “البناء العشوائي!” ، والذي لا محال سيكون مصيره في النهاية “الهدم او التهاوي” من تلقائه، بسبب الخلط بينها وبين صاحب “الشكارة” الذي لا تهمه المهنية ، اوالجودة او غيرها لعدة أسباب! :
اولها “الهدف” هو قبل كل شيء! ، وبعدها يتم البحث عمن “يقوم مقامه” من “المهنيين!” في التسيير . لخلق “ورشة” العمل من اجل تطبيق المبتغى، و”كسب الرهان!”. ليظل بعيدا كل البعد عن الانظار او المحاسبة!، مكتفيا بالاومر التي يصدرها للمرؤوسين “المهنيين”، الذين يسيرون اوراش العمل. ليتحملوا عواقب المسؤولية في مجالات اخرى!. منها ما هو قانوني، او مهني، او غير ذلك . بدون “وكالة” ، او اوامر مكتوبة. لكي لا تطاله الايادي (..!) او غيرها!
ثانيها: “الميوعة” . التي اضحت عليها بعض المهن، التي لا تنتج الا ما يضر بـ “المستهلك” ، وتسعى الى “الكسب” و “تصفية الحسابات” فقط لا غير!، ولو على حساب المواطنين ان لم يكن الوطن!، وهذا هو الاخطر بمكان في مجال “الحرف!”. في غياب الضمير المهني ومشتقاته! واذا ما تم اكتشاف الامر. يبحث صاحبها عن “مخرج” للوضع. لتصبح الميوعة سيدة الموقف!.
وثالث الاثافي : تتجلى في نوعية “المهن” باختلاف انواعها. منها ما يضر بالانسان، ومنها ما يضر ولا ينفع، ومنها ما يصبح خطرا على البلاد والعباد ، وخاصة منها “مهنة المتاعب” والتي يستعملها “البعض” في ايقاظ “الفتنة”! واللعنة ستكون على موقظها !، ولو تبرأ “الموقظ” منها! وهو في الخفاء مثل “العفاريت” التي “شعر بخطورتهم” بنكيران الذي عجز على محاربتهم!، وهذا ما حصل لـ”البعض” في مهنة “صاحبة الجلالة” التي جمعتنا في هذا الزمن (..!) مع مهنيوا “الشكارة” و (..!) وهلم جرا.
وبما انني انتسب اليها لعقود، وجعلت نصب اعيني مبدأ احترام اخلاقياتها ، وعدم النهش في الآخر، رغم ما يحز في نفسي من اسى وأسف على ما آل اليه الوضع، وما يعيشه بعض الزملاء الذين سقطوا في “الافخاخ” ، مع سبق “العلم” لا الترصد!، ولم يتعظوا من ذلك. جعلتني مكرها ان اشفق على الزميل والاخ بوعشرين الذي لسعته “التماسيح”! لكنه انتحل صفتهم من خلال بوحه في عموده الاخير اقتطفت منها ما يلي ” انا اعترف بانني واحد من العفاريت، والتماسيح التي يتحدث عنها رئيس الحكمة، عبد الإله بنكيران كل مرة ولا يسميها. وما دام أحد لم يسبقني الاعتراف بهذه التهمة، فإنني أسجل هذا السبق في مكتب الملكية الفكرية مخافة السطر وعليه. أنا الموقع أعلاه، ودون إكراه ولا تعذيب ولا ضغط، أعترف بأنني من الفلول الإعلامية والسياسية التي تشوش على التحول الديمقراطي العظيم الذي تعيشه المملكة الشريفة، وأنني جزء من مخطط خطير فيه أطرافه داخلية وخارجية يهدف إلى استيراد بقايا الربيع العربي إلى المغرب، وإفشال ثورته الدستورية الهادئة، لا لشيء سوى لأنني أعشق الدم والأموال “البيترودولار” القادمة من قطر، الراعي الرسمي للربيع العربي الذي يتحرك بالمال وقناة الجزيرة وخطب القرضاوي في مسجد عمر بن الخطاب، وأن هذا الثلاثي الشيطاني لو لم يكن على وجه هذه البسيطة لما سقط بنعلي في تونس، ولولا مبارك في مصر، ولولا القدافي في ليبيا ولا علي عبد الله صالح في اليمن، ولكان بشار بشار أسدا في عريم دمشق، ولا بقيت الشعوب العربية تأكل الطعام وتنام في حجر الحاكم إلى يوم البعث.
على مدى يومين وأنا أقرأ الحملة الإعلامية المنسقة على كاتب هذه السطور وعلى الجريدة التي يديرها، والتي لم تترك تهمة لم تلسقها بي ، ولا مؤامرة لم تضعها فوق رأسه، كل هذا لأن خمسة من كبار المسؤولين في الدولة أصدرو بيانا يوضحون فيه أن خبر نشرناه في هذه الجريدة لم يكن صحيحا. المثل المغربي يقول:”أصحاب الميت صبروا والمعزين كفروا”، هذا ما وقع لنا مع عدد من “زملائنا” الصحافيين، معربين ومفرنسين، الذين تطوعوا بأقلامهم وجرائدهم وإداعاتهم ومواقع “المسخ الإلكترونية” بين أيديهم، للمشاركة في حفلة جماعية لرجمنا بالحجارة، لأننا اقتربنا من أصرار إعداد الدستور وما سبقه وما لحقه!”. فاستنتجت بان الامر يتعدى ما كتبه قسرا، في هذا الحدث، في انتظار ما سيحدث !. اتمنى ان يكون خيرا ، وآخر من “يلعب” مع العفاريت وغيرها!.
التعليقات مغلقة.