خبراء مغاربة وأفارقة: عودة المغرب الى الأسرة المؤسسية لإفريقيا فيها مصلحة كبيرة للقارة وتكريس لمبدأ الوحدة المؤسس للاتحاد الإفريقي | حدث كم

خبراء مغاربة وأفارقة: عودة المغرب الى الأسرة المؤسسية لإفريقيا فيها مصلحة كبيرة للقارة وتكريس لمبدأ الوحدة المؤسس للاتحاد الإفريقي

10/12/2016

أبرز خبراء مغاربة وأفارقة، اليوم السبت بطنجة خلال ندوة موضوعاتية في إطار الدورة التاسعة لمنتدى “ميدايز 2016” التي ينظمها معهد أماديوس تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، أن عودة المغرب الى الأسرة المؤسسية لإفريقيا فيها مصلحة كبيرة للقارة ولشعوبها وتكريس لمبدأ الوحدة الذي تأسس من أجله الاتحاد الإفريقي.
وأوضح الخبراء، من خلال ملامسة موضوع “الاتحاد الافريقي ..هل ستكون سنة 2017 بداية عودة المغرب؟”، أن رجوع المغرب الى الاتحاد يفرضه الواقع والمنطق والشرعية وقيم التماسك التي تقوم عليها الوحدة الافريقية، من منطلق ان المغرب هو دولة مؤسسة لمنظمة الوحدة الافريقية وناضلت من أجل استقلال ووحدة الدول الافريقية، وبحكم موقعه في الساحة الاقليمية والدولية وأدواره الميدانية والعملية لدعم مسار التنمية بالقارة السمراء.
وفي هذا السياق، أكد السيد موسى مارا، الوزير الأول المالي السابق، أنه لا يمكن ان نتصور اتحادا افريقيا بدون المغرب، الدولة التي ساهمت وتساهم في بناء ركائز الوحدة الافريقية وقامت بأدوار مهمة لتحقيق استقلال عدد من الدول الافريقية ومن أجل استتباب الامن والاستقرار بالقارة، فضلا عن جهودها الكبيرة لضمان سيادة الدول الافريقية وتحقيق الرخاء والازدهار والتنمية بالقارة.
وأبرز أن ما يحسب للمغرب هو عدم تخليه عن الشأن الافريقي بكل تفاصيله رغم انسحابه من منظمة الوحدة الافريقية سنة 1984، من خلال مبادرته إلى توسيع تعاونه الاقتصادي وعلاقاته السياسية والانسانية مع غالبية الدول وتسخيره لخبراته في مجال الأمن والاقتصاد والتكوين من أجل الشعوب الافريقية والدفاع عن قضايا القارة في كل المحافل الاقليمية والدولية.
ودعا المسؤول السياسي الافريقي كل دول القارة الى تسريع وتيرة عودة المغرب الى الأسرة المؤسسية الافريقية، مبرزا ان الدعوات الانفصالية التي ابتليت بها بعض الدول الإفريقية تشكل ليس فقط خطرا على القارة، بل أيضا عرقلة أمام تقدم وتطور ووحدة تنشدها افريقيا وأنه على الدول التي تتبنى هذه الدعوات المسيئة لمبدأ الوحدة أن تتعظ مما حدث من مآس في عدة دول أخرى بسبب الانفصال والتجزيء.
وقال رئيس مؤسسة أماديوس ابراهيم الفاسي الفهري إن عودة المغرب الى الفضاء المؤسسي الإفريقي يفرضها الواقع ومفيدة لإفريقيا، باعتبار ان المغرب فاعل سياسي واقتصادي اساسي على الساحة الافريقية والدولية ونموذج للتعاون بين دول الجنوب، وأنه لم يدخر جهدا للمساهمة في تحقيق السلام على الصعيد القاري. وأضاف ان المغرب ظل، رغم مغادرته لهذا الإطار المؤسسي، متشبثا بعمقه الافريقي ولم يول ظهره لقضايا القارة التي شكلت بالنسبة له أولوية استراتيجية، الأمر الذي تعكسه زيارات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لعدد من الدول الافريقية وتعميق المغرب لتعاونه المتعدد المجالات مع أشقائه الافارقة.
وفي السياق ذاته، قال محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية إن عودة المغرب تمليه المصداقية التي يحظى بها المغرب في الساحة الاقليمية والدولية، معتبرا ان عرقلة عودة المغرب هي عرقلة لمسار الوحدة الافريقية ولتقدم إفريقيا دون سبب وجيه وعقلاني.
ودعا محمد بنحمو بعض الدول الافريقية التي تقلقها عودة المغرب الى المنتظم الافريقي إلى تحكيم العقل وتقديم مصلحة افريقيا على مصالحها الذاتية الضيقة، معتبرا ان هذه الدول هي نفسها متضررة من وجود المغرب خارج اطار الاتحاد باعتبار المملكة فاعلا اساسيا في التنمية الافريقية واستتباب الامن والاستقرار باعتراف المنتظم الدولي.
وأكد أن كل تباطؤ في تطور افريقيا في مختلف المجالات سيكون له انعكاس سلبي على هذه الدول التي يجب ان تحكم الضمير الافريقي الذي اسست من اجله منظمة الوحدة الافريقية.
وقال المهدي بنسعيد، رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس المستشارين، ان عودة المغرب الوشيكة الى الأسرة المؤسسية الافريقية هي دليل على نجاح الدبلوماسية الرسمية والموازية بالرغم من العراقيل المتجاوزة التي يضعها اعداء الوحدة الترابية للمملكة، مبرزا ان بعض الاطراف الافريقية المحسوبة على رؤوس الاصابع التي تعرقل عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي تسير ضد مجرى التاريخ وضد المصلحة الافريقية العليا والنبيلة.
واضاف ان عودة المغرب للاتحاد الافريقي ستشكل إضافة للشأن الافريقي الذي هو في أمس الحاجة اليوم إلى تشبيك الجهود وتكثيف التعاون لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل وحل الاشكالات الصعبة التي تواجهها العديد من دول القارة كالفقر والهجرة والبيئة والامن، مبرزا ان حل هذه الاشكالات يكمن في الوحدة وليس في التفرقة والانفصال.
وقال جواد الكردودي، رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، إن إقدام بعض الدول على عرقلة عودة المغرب للأسرة المؤسسية لإفريقيا سببه حرص المغرب على وحدة إفريقيا ومواقفه الثابتة والمبدئية للحفاظ على كيان افريقي موحد وصلب ومتماسك، مشددا على ان مثل هذه الممارسات السلبية لن تثني عزيمة المغرب وتشبثه بالعودة الى حظيرة الاتحاد الافريقي لكون المملكة تقدم المصلحة العامة القارة على كل شيء.
وأبرز ان عودة المغرب ستساهم في حل العديد من المشاكل المصطنعة التي يجب ان ينكب عليها المنتظم الافريقي لمواجهة التحديات، عوض تسخير الموارد المادية والبشرية في قضايا خاسرة وثانوية مثل ما تفعله بعض الدول المعادية لوحدة المغرب وسيادته المشروعة على اراضيه.
وخلص المتدخلون، خلال ندوة المنتدى الذي سيختتم أشغاله مساء اليوم السبت، الى أن انخراط المغرب بحكمة وبعد نظر في الواقع الافريقي سياسيا واقتصاديا وامنيا وانسانيا ونموذجه الديموقراطي وترفعه عن السجالات العقيمة والمتجاوزة ومواقفه الوحدوية، يشكل قيمة مضافة لإفريقيا تستشرف المستقبل.

حدث كم/ماب

التعليقات مغلقة.