أكد يوسف العمراني، المكلف بمهمة بالديوان الملكي، اليوم السبت بطنجة ، على هامش مشاركته في مائدة مستديرة حول موضوع “مستقبل عالم عربي مضطرب: من مكافحة داعش إلى الديناميات الجيوسياسية الجديدة”، انه أمام السياق الإقليمي المضطرب والوضع الراهن بمنطقة الشرق الاوسط فإن “الدعوة ملحة إلى اعادة بلورة المعايير السياسية والاقتصادية التي كانت سائدة حتى يومنا هذا”.
وشدد العمراني في هذا الإطار على أن “المنطقة ، أصبحت اليوم وبدون منازع في مفترق الطرق، سواء كمنطقة تنتمي إلى العالم العربي أو على مستوى المجتمع الدولي ، وهو ما يتعين التعامل مع وقائعها الصعبة والمعقدة بتفكير جديد ،كما يحتاج الامر إلى إجابات جماعية و شاملة”.
وأوضح العمراني أنه من أجل ذلك، “فإن الأمر يتعلق ببناء نماذج تنموية جديدة منسجمة ومتلائمة مع الأوضاع ومع خصوصيات كل بلد، مع الاستجابة للتكامل الحتمي بين النهوض بالأمن، وضرورة تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مندمجة، وتنمية بشرية منصفة”.
وأبرز في هذا السياق أن “المعطى الإقليمي الجديد، الآخذ في التشكل في خضم معطيات جيوسياسية غير واضحة المعالم، ينطوي على مخاطر، ولكن أيضا على فرص، يمكنها أن تحفز على خلق تحولات هيكلية عميقة، و تحقيق رخاء ونمو مشترك يستفيد منه جميع السكان”.
واعتبر العمراني أن “الاندماج الجهوي الناجع والشامل على جميع المستويات هو وحده الكفيل بتحقيق تكامل بين البلدان”، لاسيما من خلال “تثمين قدرات المنطقة بمختلف مكوناتها ، وتحقيق الإقلاع الاقتصادي، ونقل الخبرات في مجالات التعليم وخلق الأنشطة المدرة للدخل لفائدة الشباب”.
واكد العمراني على الحاجة الملحة الآن أيضا في مكافحة كل اشكال التطرف المرتبطة بالاشخاص ، مشيرا الى ان تشبيك الاستراتيجيات و السياسات وجهود التواصل في هذا الصدد أمر ضروري أيضا لمواجهة الخطاب المتطرف، خاصة أن الجهود المبذولة من طرف بعض الدول بشكل فردي ستبقى غير كافية لمواجهة التهديدات التي يعاني منها العالم .
وقال “إن من مسؤولية الجميع وضع الآليات التي تمكن من تحصين المنطقة ضد التهديد الإرهابي، ومن هنا جاءت الحاجة إلى نهج مقاربة تقوم على استراتيجية واقعية وشاملة ومتماسكة ، مع إشراك وسائل الإعلام “.
وفي ما يتعلق بالدينامية القارية الجديدة للمملكة المغربية ، أوضح السيد يوسف العمراني أن “المغرب، القوي بمؤهلات استقراره وأمنه وتوجهه المتعدد الاتجاهات، وفق ما ارتضاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل تقوية وتنويع شراكاته المتعددة الأبعاد، مع العديد من شركائه الأفارقة”.
وأكد في هذا المنحى أن “الأنشطة والمبادرات التي قام بها صاحب الجلالة بشرق إفريقيا، ومؤخرا في غرب ووسط القارة، توضح مصداقية رؤية المغرب، الرصينة والواقعية لفائدة التنمية السوسيو اقتصادية والبشرية للقارة، مسجلا بذلك رغبته في مواكبة التحديات الجديدة التي ترسم معالم إفريقيا الغد”.
ولم يفت العمراني التذكير بأنه “على الرغم من ظرفية دولية اختلت فيها المعايير، فإن المغرب واصل ترسيخ نموذجه الخاص به، بفضل الرؤية المتبصرة والطموحة لصاحب الجلالة، من أجل مجتمع ديمقراطي قوي ومنصف، يغذي طموح بناء مغرب خال من العقد، يواكب الحقائق الدولية الجديدة”.
وخلص العمراني إلى أن “اختيار المغرب مواكبة تطورات عصره يتمثل في وضع إصلاحات داخلية هامة، وكذا في إطلاق العديد من المشاريع المهيكلة القادرة على خلق الثروة، والتي يبادر إليها صاحب الجلالة في مختلف المجالات، بفضل تنمية اقتصادية واجتماعية وبشرية مستدامة”.
حدث كم/ماب
التعليقات مغلقة.