مدير الملتقى العالمي للتصوف: التصوف إصلاح للنفس يتجلى في السلوك

مداغ/ (سعيد اليوسي): قال مدير الملتقى العالمي للتصوف السيد منير القادري بودشيش إن التصوف يمثل إصلاحا للنفس عن طريق تطهير القلب سواء عبر الذكر أو ممارسة العبادات التي ينبغي أن تتجلى في السلوك.
وأكد مدير الملتقى العالمي الحادي عشر للتصوف، الذي اختتمت أشغاله أمس الاثنين بمداغ (إقليم بركان)، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العالم، اليوم، يحتاج إلى إفشاء قيم العيش المشترك والسلام الداخلي الذي يصبح سلاما خارجيا من خلال احترام الآخر.
واعتبر السيد القادري بودشيش أن العالم يعيش أزمة روحية، لافتا إلى أنه “على الرغم من التقدم التكنولوجي والرفاه المادي، فإن الغرب يعاني نقصا في الجوانب الروحانية”، قبل أن يلح على أن “المغرب، بلد التصوف بامتياز، يمثل هذا الغنى للإرث الروحي”.
وبخصوص القيمة المضافة التي يمكن أن يقدمها الملتقى العالمي للتصوف بمداغ، أوضح مدير هذه التظاهرة أن “الملتقى بدأ يأخد بعدا دوليا ، وهو يحضى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما أن علماء وباحثين من تخصصات تهم العلوم الإنسانية باتوا يهتمون بالتصوف. وهذا الملتقى صار، بالتالي، مصدر إشعاع لهذا التراث الغني بالمغرب”.

وأبرز أن هذه التظاهرة، التي شارك فيها مثقفون قدموا من العديد من البلدان، تساهم في الإشعاع الروحي للمغرب من خلال نموذجه للإسلام المعتدل والمتسامح والمنفتح على أساس احترام الآخر دون أي إقصاء.
كما تميزت هذه الدورة، يضيف السيد القادري بودشيش، بمشاركة وفد هام من ماليزيا، وذلك للمرة الأولى، فضلا عن وفود إفريقية جاءت، على الخصوص، من مالي والنيجر والسنغال، إلى جانب وفود من بلدان عربية من قبيل مصر.
وفي هذا الصدد، يعتبر مدير الملتقى العالمي الحادي عشر للتصوف أن الحضور القوي للباحثين الأجانب من شأنه أن يمكن البلدان الأخرى من استلهام التراث الروحي المغربي لتكريس قيم السلام والتعايش واحترام الآخر.
يذكر أن هذه الدورة، التي نظمت تحت شعار”التصوف وثقافة السلام: رؤية إسلامية كونية لترسيخ قيم التعايش والسلم الحضاري”، توخت إبراز المقومات التي يحملها التصوف في تأسيسه لثقافة السلام وترسيخه لقيم التعايش والتفاعل الإنسانيين، واستجلاء روح الإسلام السمحة الداعية إلى السلام في ظل احترام كل المكونات الحضارية.
ونظمت هذه التظاهرة من طرف مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف والطريقة القادرية البودشيشية، على مدى ثلاثة أيام، بشراكة مع المركز الأورو – متوسطي لدراسة إسلام اليوم.

map