إدريس مرون يدعو إلى تحسين آليات التخطيط العمراني في أفق بلورة نموذج مغربي للمدينة وفق الروح الإبداعية للمدن المغربية العتيقة – حدث كم

إدريس مرون يدعو إلى تحسين آليات التخطيط العمراني في أفق بلورة نموذج مغربي للمدينة وفق الروح الإبداعية للمدن المغربية العتيقة

دعا وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، إدريس مرون، أمس الجمعة بالرباط، إلى تحسين آليات التخطيط العمراني في أفق بلورة نموذج مغربي للمدينة وفق الروح الإبداعية التي شيد بها الأسلاف المدن المغربية العتيقة.
وأوضح مرون في كلمة بمناسبة إقامة حفل توزيع الشهادات على خريجي المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية برسم الموسم الأكاديمي 2015-2016، أن “النمو الديمغرافي وارتفاع نسبة التمدن يلزمان تحسين أداء آليات التخطيط العمراني لجعلها أكثر فاعلية لتحقيق انسجام بين كافة المخططات التوجيهية المجالية والتصورات المعمارية في أفق بلورة نموذج مغربي للمدينة وفق الروح الإبداعية التي شيد بها أجدادنا مدنا كمراكش وفاس ومكناس وشفشاون والسمارة”.
وأضاف أن الطلب المتزايد على السكن والتحول العميق الذي شاب البنيات الاجتماعية يستدعي أيضا تجديد أساليب الاشتغال عبر تبني تصورات ملائمة تتماشى والخصوصيات المحلية والجهوية، مع توظيف التقنيات الحديثة في البناء والتشييد، لافتا إلى أن المهمة الأساسية المنوطة بالمهندس المعماري تكمن على الخصوص في السهر على احترام شروط الجودة والاتقان لتكريم المواطن وتوفير سكن لائق به.
كما أبرز الوزير رسالة المهندس ودوره الفعال في بناء مسلسل التنمية الاقتصادية والبشرية وإسهامه في وضع وتنفيذ السياسات والمخططات الاستراتيجية الوطنية وإنجاز وتتبع المشاريع والأوراش الوطنية الكبرى. وأشار في هذا الصدد إلى أن المملكة تتوفر على إرث معماري زاخر ومتنوع يمتد عبر تاريخ عريق، يجعلها ضمن دائرة البلدان ذات الهوية الوطنية والخصوصيات الثقافية المتميزة.
وجدد الوزير التأكيد على انخراط كافة فاعلي القطاع في مواكبة الأوراش التي يدشنها المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لاسيما في مجال البناء والتعمير.
وبذات المناسبة، هنأ رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الخريجين الجدد الذين سيعززون عدد المهندسين المعماريين المغاربة، وحثهم على احترام أخلاقيات هذه المهنة، الذي يعد، برأيه، “الطريق الأوحد للنجاح”.
كما دعا بنكيران الخريجين الجدد للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية في مهامهم الجديدة من أجل المساهمة في تنمية البلاد ودعم المشاريع والأوراش المعمارية الكبرى التي تم إطلاقها في المملكة.
وشدد رئيس الحكومة على ضرورة تطوير هندسة معمارية قادرة على تعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية، مشيرا إلى أن الهندسة المعمارية بالمملكة “جد متقدمة”، مقارنة ببلدان مجاورة، وأن الزائرين الأجانب غالبا ما ينبهرون بروعة وجمالية المنشآت المغربية والإنجازات التي حققتها المملكة في هذا المجال.
من جانبه، أشاد مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، حسن رضوان، بجودة التكوين المتعدد التخصصات الذي تؤمنه هذه المدرسة في مجال البيئة والفن والتنمية المستدامة والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية، مشيرا إلى أن المدرسة تحرص على مواكبة تطور الهندسة المعمارية على الصعيد الدولي وعلى ملاءمة برامجها البيداغوجية مع التحولات السوسيو-ثقافية والبيئية والتكنولوجية في العالم، لاسيما في علاقتها بالبيئة، والتنمية البشرية المستدامة والانفتاح على العالم.
والجدير بالذكر أن هذا الحفل، الذي يتزامن مع الذكرى ال35 لإنشاء المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، عرف توزيع شهادات على 162 خريجا، 15 منهم يحملون جنسيات أجنبية.
ومنذ إنشائها في سنة 1981، كونت هذه المدرسة نحو 1800 مهندسا معماريا بمؤهلات عالية، وأصبحت تضطلع بدور مرجعي في مجال الهندسة المعمارية والمجالات ذات الصلة بها، بفضل التكوين المستمر والبحث العلمي والأبحاث.

حدث كم/ماب

التعليقات مغلقة.