مشاريع جديدة بالمدينة القديمة لمراكش لتثمين إرثها المعماري والثقافي والنهوض بجاذبيتها السياحية – حدث كم

مشاريع جديدة بالمدينة القديمة لمراكش لتثمين إرثها المعماري والثقافي والنهوض بجاذبيتها السياحية

يعد برنامج التأهيل الحضري لأحياء المدينة القديمة لمراكش مشروعا طموحا يروم تثمين الإرث المعماري والثقافي لهذه الحاضرة، التي حملت على مر القرون إشعاعا تاريخيا ساهم في تشكيل تراث حضاري ذي إشعاع عالمي.
وتكتسي مثل هذه المبادرات التنموية أهمية خاصة من أجل صيانة التراث الإنساني لهذه المدينة العريقة ورد الاعتبار لها، لجعلها قادرة على تحقيق الإشعاع الحضاري والثقافي والإنساني، وذلك من خلال، بالخصوص، ترميم المواقع التاريخية، وتحسين ظروف عيش السكان، وتطوير البنيات التحتية، وتعزيز النسيج الحضري والتقليدي للمدينة القديمة.
ويشكل تنفيذ هذا البرنامج، الذي يندرج في إطار تنفيذ المخطط التنموي “مراكش.. الحاضرة المتجددة”، آلية مثلى لتأهيل المواقع التاريخية للمدينة بشكل متناسق ومتناغم مع بنيتها العمرانية وتطوير إشعاعها بالنظر لموقعها كإحدى الوجهات السياحية الأكثر زيارة بالمملكة.
ويهم هذا المشروع أساسا معالجة البنايات المهددة بالانهيار، وتأهيل الأزقة والفنادق والمحلات التجارية، وإعادة بناء بعض المحلات التجارية، وإعادة تهيئة الساحات العمومية، وتجديد الأسقف الخشبية، وتعزيز المدارات السياحية، وتزيين الواجهات.
ومن شأن إعادة تأهيل المواقع التاريخية التي خضعت للترميم في إطار الشطر الأول من مشروع التأهيل الحضري لحي “السلام” بالمدينة الحمراء، أن يسهم في تعزيز الجاذبية السياحية لعاصمة النخيل والنهوض بموروثها الثقافي باعتباره مكونا تراثيا وحضاريا زاخرا بعبق التاريخ. 
كما يتوخى هذا المشروع الحيوي الارتقاء بالمدينة القديمة لمراكش إلى مستوى قطب سياحي متميز، لاسيما وأنها تتوفر على مؤهلات مهمة تجعل منها رافدا سياحيا وثقافيا متميزا قادرا على تعزيز مكانتها ضمن خريطة التراث العالمي الإنساني.
ويستهدف هذا المشروع الطموح إعادة الاعتبار لتاريخ هذه المدينة العريقة، من خلال تحقيق إشعاع سوسيو اقتصادي وثقافي يمكن من تحسين جودة عيش سكانها، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة في بعدها الشامل.
أما مشاريع إعادة تأهيل المدار السياحي لعدد من الساحات التاريخية وتأهيل الفنادق العتيقة بقلب المدينة القديمة لمراكش، فتتوخى الحفاظ وضمان استدامة الموروث الثقافي للمدينة القديمة وإعادة الاعتبار لتاريخها العريق والمساهمة في تثمين المواقع السياحية التي يعبرها هذا المسار.
وتتوخى هذه المشاريع التي تشكل هي الأخرى جزءا من برنامج “مراكش.. الحاضرة المتجددة”، الإسهام في الحفاظ على الطابع التراثي والمستدام للمواقع التاريخية بالمدينة العتيقة، بالنظر إلى كونها تزاوج بين صيانة الموروث الثقافي وبعث دينامية جديدة في القاعدة السوسيو- اقتصادية المحلية.
ويستهدف مشروع إعادة تأهيل الفنادق العتيقة، الذي يتماشى مع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من قبيل محاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي، النهوض بالمنتوجات المحلية للصناعة التقليدية، من خلال إعادة إنعاش الحرف التقليدية وتثمينها والحفاظ على بعض المهن المهددة بالاندثار، فضلا عن الاسهام في رفع مداخيل الصناع التقليديين، وتحسين ظروف عملهم. وعموما فإن ترميم المواقع التاريخية للمدينة العتيقة لمراكش، وتأهيل ساحاتها العريقة وفنادقها العتيقة، يتناغم بشكل جلي مع الجهود الرامية إلى صيانة التراث الوطني والإنساني بكافة حواضر المملكة.
يشار إلى أن المخطط التنموي “مراكش الحاضرة المتجددة” الذي يمتد على مدى أربع سنوات (2014- 2017) يروم الارتقاء بالمدينة الحمراء إلى مستوى الحواضر العالمية الكبرى. 
ويقوم هذا البرنامج على مقاربة مجددة وخلاقة في ما يتعلق بأفقية واندماج وتناسق التدخلات العمومية، ومواكبة النمو الحضري والديموغرافي الذي تشهده المدينة وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية، ودعم مكانتها كقطب سياحي عالمي، وتحسين بنياتها التحتية السوسيو- ثقافية والرياضية، وتطوير مؤشرات التنمية البشرية بها.
ويتمحور هذا البرنامج، الذي تبلغ كلفته الإجمالية 3ر 6 مليار درهم، حول خمسة محاور رئيسية، هي تثمين الموروث الثقافي، وتحسين التنقل الحضري، والاندماج الحضري، وترسيخ الحكامة الجيدة، والمحافظة على البيئة.

حدث كم/ماب

التعليقات مغلقة.