أمريكا الوسطى والكاريبي – المملكة المغربية : دبلوماسية فاعلة في خدمة التعاون جنوب – جنوب – حدث كم

أمريكا الوسطى والكاريبي – المملكة المغربية : دبلوماسية فاعلة في خدمة التعاون جنوب – جنوب

شهدت السنة المنصرمة دينامية قوية لتعزيز علاقات التعاون جنوب – جنوب بين المغرب ومنطقة أمريكا الوسطى وبحر الكاريبي، أرست أسس علاقات مربحة للطرفين، كما فتحت الباب أمام آفاق تمتين أواصر التعاون لما فيه مصلحة الجانبين على مختلف الأصعدة.
فقد تميزت سنة 2016 بافتتاح ثاني سفارة للمملكة المغربية بمنطقة أمريكا الوسطى، بالعاصمة بنما، في خطوة استراتيجية تضمن مزيدا من التقارب وتنسيق المواقف، والبحث عن تعزيز المصالح المشتركة، والرفع من المبادلات الثنائية مع البلد المضيف، ومن خلاله نحو مزيد من التعاون في سياق متعدد الأطراف.
وجاء افتتاح السفارة المغربية خلال زيارة قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار لبنما، تميزت أيضا بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات تعاون بين منصة المناطق الحرة للمركب المينائي طنجة المتوسط والمنطقة الحرة لكولون (بنما)، وتعزيز التبادل الثقافي والتكوين الدبلوماسي، وهي الخطوة التي اعتبرها الوزير المغربي مقاربة “للعمل في إطار شراكة مربحة لخدمة المصالح المشتركة، وتعزيز الحوار السياسي (..) لتطوير رؤية مشتركة وتنسيق المواقف”.
وقال مزوار إن “هذا خيار واضح بالنسبة للمغرب، وهو يدخل ضمن توجيهات جلالة الملك للرقي بعلاقات التعاون جنوب – جنوب، التي جعلت منها الدبلوماسية المغربية أولوية في مجال العلاقات الدولية”، موضحا أن الزيارة وافتتاح السفارة يأتي في سياق “رؤية المغرب واختياره إرساء علاقات مع بنما ترتكز على الرغبة في التأسيس لشراكة بين دولتين ضمن رؤية مستقبلية”.
ولقيت مبادرة المغرب لافتتاح سفارة ببنما تقديرا لدى كبار المسؤولين بالبلد، إذ أبرزت نائبة رئيس الجمهورية ووزيرة الخارجية، إيزابيل دي سان مالو، أن افتتاح السفارة “سيساهم في تقوية العلاقات الثنائية”، معربة عن “امتنانها للمغرب لوضع تعزيز علاقاته الثنائية مع بنما ضمن أجندة سياسته الخارجية” ما يظهر “الدينامية الجديدة” للعلاقات الثنائية.
وقالت المسؤولة البنمية إن رئيس الجمهورية، خوان كارلوس فاريلا، يبدي “اهتماما خاصا” بتعزيز العلاقات الثنائية مع المغرب، مبرزة الإرادة التي تحدو البلدين لاستكشاف سبل النهوض بالتعاون على مختلف الأصعدة.
الحضور المغربي المتزايد بالمنطقة انعكس على أرض الواقع بتقارب المواقف من أجل الدفاع عن المصالح المشتركة بين المملكة وبلدان أمريكا الوسطى والكاريبي في المحافل الدولية.
ففي شتنبر الماضي، أعلنت جمايكا عن سحب اعترافها بالجمهورية الوهمية، معربة عن “أملها الصادق في أن يوجه موقفها هذا القائم على الحياد ودعمها المتواصل للمسلسل الأممي الجاري، رسالة قوية مفادها أنها تقف إلى جانب المنتظم الدولي في الجهود التي يبذلها من أجل التوصل إلى حل عادل وسلمي لهذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده”.
ومع انضمام جمايكا إلى مجموعة الدول التي تناصر الشرعية الدولية والحقوق التاريخية للمملكة المغربية على منطقة الصحراء، أصبح عدد الدول بمنطقة الكاريبي التي سحبت اعترافها ب “الجمهورية الوهمية” تسع بلدان منذ سنة 2000.
على المستوى المتعدد الأطراف، حظي الدعم الكبير الذي يقدمه المغرب لشركائه بأمريكا الوسطى والكاريبي باعتراف وتقدير من أسمى منظمة برلمانية إقليمية، ويتعلق الأمر برئيس برلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين)، السيد خوسي أنتونيو ألفارادو.
وقال ألفارادو، في كلمة خلال انعقاد الجمعية العامة للمنظمة البرلمانية في يونيو الماضي، إننا “نعي جيدا الدعم الكبير الذي نحظى به من طرف المملكة المغربية”، مبرزا “أننا في أمريكا الوسطى وفي برلمانها نعرف جيدا كيف نقدر ونعترف بالجميل، بل وكيف نرد عليه بالشكل اللائق كذلك”.
ويشاطر هذا الرأي العديد من أعضاء برلمان أمريكا الوسطى، الذين أشادوا ب”المساهمة القيمة” للمغرب في إنجاح عدد من الأنشطة المهمة، من بينها على الخصوص المنتدى الإقليمي حول التغيرات المناخية والأمن الغذائي، الذي تميز بمشاركة الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، حكيمة الحيطي.
وتجسد هذا الدعم في البيان المشترك الختامي، الصادر عن اجتماع مجلس المستشارين بالمغرب والمكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا الوسطى بمدينة العيون في يوليوز الماضي، الذي نص على “دعمه مساعي إيجاد حل سلمي نهائي ومتفاوض بشأنه لنزاع الصحراء في احترام القرارات الأممية لمجلس الأمن، وفي احترام السيادة والوحدة الترابية للمملكة المغربية ومبادرة الحكم الذاتي”.
وخلال السنوات الأخيرة، حرص المغرب على الحضور في الهيئات متعددة الأطراف بالمنطقة، إذ تعد المملكة عضوا ملاحظا في كل من برلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين) ونظام التكامل لبلدان أمريكا الوسطى (سيكا) ومنتدى رؤساء المؤسسات التشريعية بأمريكا الوسطى والكاريبي (فوبريل)، وذلك في إطار استراتيجية دبلوماسية تهدف إلى الدفاع عن مصالح المملكة، وتقوية أواصر التعاون جنوب – جنوب، باعتباره آلية للتنمية المستدامة.

حدث كم/ماب

التعليقات مغلقة.