اليوم العالمي للبيئة: تسليط الضوء على تدهور “التنوع البيولوجي” الذي يهدد الحياة على كوكب الأرض – حدث كم

اليوم العالمي للبيئة: تسليط الضوء على تدهور “التنوع البيولوجي” الذي يهدد الحياة على كوكب الأرض

يحتفل العالم يوم غد الجمعة باليوم العالمي للبيئة (5 يونيو) في وقت عصيب تعيش فيه المنظومة البيئية العالمية تحديات متعددة، وجب معها تكثيف الجهود الدولية وتعزيز الوعي البيئي الفردي والجماعي بضرورة العمل المشترك من أجل رفع هذه التحديات.

وقد عرف العالم خلال النصف الأول من السنة الجارية مجموعة من الأحداث المتتالية التي أثرت بشكل كبير على المنظومة البيئية العالمية، على رأسها حرائق الغابات المهولة التي شهدتها كل من البرازيل والولايات المتحدة وأستراليا، بالإضافة إلى اجتياح أسراب الجراد شرق أفريقيا.

وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، يتم كل سنة تسليط الضوء على شق معين من المواضيع المرتبطة بالبيئة، حيث اختارت الأمم المتحدة “التنوع البيولوجي” كتيمة لهذه السنة، مبرزة الأهمية البالغة والدور المحوري الذي يلعبه التنوع البيولوجي في استمرارية الحياة على الأرض.

وأرجعت الأمم المتحدة في بيان بمناسبة اليوم العالمي للبيئة على موقعها، تفشي الأوبئة المرضية التي عصفت بالعالم مؤخرا وآخرها فيروس كورونا المستجد الذي لا يزال يحصد أرواح الآلاف عبر العالم، للاختلال الذي تعرفه المنظومة البيئية، حيث أن “تدمير التنوع البيولوجي، يدمر النظام الذي يدعم حياة الإنسان”.

وأبرزت بهذا الخصوص أن التنوع البيولوجي يعد “الأساس الذي يدعم جميع أشكال الحياة على الأرض وتحت سطح الماء”، موضحة أنه “يؤثر على كل جانب من جوانب صحة الإنسان، ويوفر الهواء النقي والمياه، والأغذية المغذية، والفهم العلمي ومصادر الأدوية، ومقاومة الأمراض الطبيعية، والتخفيف من وطأة تغير المناخ”.

ولفتت الأمم المتحدة إلى استنزاف البشر لما يفوق قدرات الطبيعة، حيث تضاعف عدد السكان في الخمسين سنة الماضية، وتضاعف الاقتصاد العالمي أربع مرات تقريبا والتجارة العالمية بنحو عشر مرات، محذرة من أنه مع المتطلبات المتزايدة للإنسان قد نحتاج إلى “موارد كرة أرضية ونصف أو 1.6 من حجم الكرة الأرضية لتلبية المطالب التي يحتاجها الإنسان من الطبيعة كل عام”.

وتابعت الأمم المتحدة في تقريرها أن الأنشطة البشرية غيرت بشكل كبير ثلاثة أرباع سطح الأرض وثلثي مساحة المحيط، فبين سنة 2010 و2015 فقط، اختفى ما مجموعه 32 مليون هكتار من الغابات، وفي الـ 150 سنة الماضية، تم تخفيض غطاء الشعاب المرجانية الحية بمقدار النصف، بالإضافة إلى أن الثلج الجليدي أصبح يذوب بمعدلات مهولة بينما يزداد تحمض المحيطات، مما يهدد إنتاجيتها.

وشددت على أن أي تغيير أو إزالة لعنصر واحد من شبكات الحياة المحيطة بالإنسان قد يؤثر على نظام الحياة بأكمله ويمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة بما في ذلك انهيار أنظمة الغذاء والصحة.

وأمام التدهور البيئي غير المسبوق الذي يعرفه العالم، يبدو أن الحل الوحيد والأمثل لاستعادة واستدامة كوكب سليم يتمثل في وقف فقدان التنوع البيولوجي، ولن يكون هذا ممكنا إلا بتضافر الجهود وتعزيز الوعي الجماعي بتركيبة شبكة الحياة التي نعيش فيها وإدراك مدى ارتباط صحتنا وحياتنا بجودة البيئة التي نعيش داخلها.

إن الأغذية التي نتناولها، والهواء الذي نتنفسه، والمياه التي نشربها، والمناخ الذي يجعل كوكبنا صالحا للعيش فيه، كلها تأتي من الطبيعة، إذن لكي نعتني بأنفسنا يجب علينا أن نعتني بالطبيعة.

و.م.ع

التعليقات مغلقة.