“يوم 21 غشت لهذه السنة” يجسد الذكرى الـ57 لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس: مناسبة للتوقف عند مظاهر العناية الخاصة التي يوليها جلالته لتطوير طاقات الشباب
تقع مسألة النهوض بقضايا الشباب وتوفير مناخ ملائم لهم من أجل عيش أفضل في قلب عدد من المبادرات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والسياسات التي تنتهجها المملكة بقيادة جلالته، انطلاقا من الالتزام الراسخ لجلالة الملك إزاء هذه الفئة من المجتمع باعتبارها العمود الفقري للأمة ومستقبلها المشرق.
وتشكل ذكرى عيد الشباب (يوم 21 غشت) التي تصادف هذه السنة الذكرى الـ57 لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مناسبة للتوقف عند مظاهر العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة لتطوير طاقات الشباب وصقل مواهبهم بما يعود بالنفع على المجتمع، وكذا الاستغلال الأمثل لكفاءاتهم، من خلال المبادرات التي يطلقها جلالته والتشجيعات والتحفيزات التي توفرها المملكة للشباب من أجل تأمين ولوج يسير لسوق الشغل، وتمكينهم من تحقيق الذات.
والواقع أن الجهود الدؤوبة لجلالة الملك لفائدة الشباب، تسعى إلى إدماجهم في زخم التنمية التي تعيشها المملكة في جميع المجالات، وإشراكهم في بناء مجتمع متطور ومتماسك وحداثي، بالإضافة إلى تزويدهم بالآليات والوسائل الضرورية من أجل خلق قيمة مضافة والمساهمة بذلك في تعزيز التنمية السوسيو -اقتصادية للمملكة.
وإذا كانت هذه المشاريع التي تعطي الأولوية للشباب تتوخى مواكبة هذه الشريحة من المجتمع بكافة ربوع المملكة عبر صقل مواهبهم وطاقاتهم الفكرية والإبداعية من أجل تعزيز الإنتاج والابتكار والابداع، فهي تعمل في نفس الوقت على إعدادهم للمستقبل من خلال إمدادهم بالخبرة الكافية والتكوين والمواكبة اللازمين لتطوير حس المسؤولية والالتزام لديهم، فضلا عن مساهمتها في تحصينهم من الوقوع في مشاكل ذات عواقب وخيمة كالإدمان والانحراف.
وهكذا، فقد تعددت المشاريع التي أطلقها صاحب الجلالة والتي تعنى بالشباب وتلامس كافة المجالات، الاقتصادية منها والاجتماعية والثقافية والرياضية، والكفيلة بضمان مستقبل آمن، والعيش في كنف مناخ يطبعه الاستقرار والازدهار والرفاهية، بالإضافة إلى الاستجابة لتطلعاتهم وانتظاراتهم المتعلقة بالتشغيل وتوفير فرص الشغل.
وفي هذا الإطار، فقد خصصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة والتي ترأس صاحب الجلالة مراسم إطلاقها في شتنبر 2018، حيزا هاما للشباب ضمن أولوياتها، حيث يقوم البرنامج الثالث للمبادرة على تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، من خلال العمل على إطلاق جيل جديد من المبادرات عبر دعم الشباب للحصول على فرصة أول عمل عن طريق تعزيز قابلية الشغل لديهم، ودعم إحداث المشاريع المدرة للدخل.
وفي نفس الاتجاه، فقد وجه جلالة الملك الحكومة وبنك المغرب، في الخطاب الذي ألقاه جلالته بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية العاشرة، إلى “التنسيق مع المجموعة المهنية لبنوك المغرب، قصد العمل على وضع برنامج خاص بدعم الخريجين الشباب، وتمويل المشاريع الصغرى للتشغيل الذاتي”، قبل أن يترأس صاحب الجلالة حفل تقديم البرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات في يناير الماضي، والرامي إلى دعم الخريجين الشباب حاملي المشاريع والمقاولات الصغيرة والمتوسطة، وتمكينهم من الولوج للتمويل.
وسيمكن هذا البرنامج من تقديم جيل جديد من منتوجات الضمان والتمويل لفائدة المقاولات الصغيرة جدا، والشباب حاملي المشاريع والعالم القروي والقطاع غير المنظم والمقاولات المصدرة، إذ تهدف هذه المبادرة إلى إطلاق دينامية جديدة تدعم المبادرة المقاولاتية، وذلك لتعزيز الإدماج السوسيو -اقتصادي للشباب خاصة في المجال القروي.
وبالموازاة مع ذلك، تعد مدينة الابتكار سوس -ماسة التي أشرف صاحب الجلالة على تدشينها في فبراير الماضي إحدى أبرز تجليات العناية الملكية السامية بالشباب في جانبها الاجتماعي والتربوي، إذ تساهم هذه الفئة من المشاريع في خلق فرص الشغل للشباب وتساهم في ضمان نمو شامل خدمة للمواطن.
وتمكن مدينة الابتكار هذه، من تزويد الجهة ببنية تحتية تقنية للاستقبال، للتشجيع على روح المبادرة المقاولاتية وخلق مقاولات ناشئة مبتكرة عبر عملية الاحتضان، وتثمين نتائج البحث العلمي لفائدة القطاعات الاقتصادية والأنظمة الصناعية للجهة، والنقل التكنولوجي والتقريب بين المقاولات وبنيات البحث والتطوير.
وفي سياق النهوض بالشباب دائما وتعزيز قدراتهم وكفاءاتهم، يشكل برنامج مدن المهن والكفاءات العمود الفقري لخارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني، حيث يهم هذا البرنامج، الذي قدم أمام صاحب الجلالة بتاريخ 4 أبريل 2019، إنجاز 12 مدينة للمهن والكفاءات على مستوى مختلف جهات المملكة، والتي ستعد بمثابة منصات متعددة الأقطاب والتخصصات للتكوين المهني.
ويدشن هذا البرنامج جيلا جديدا من مؤسسات التكوين المهني، يمكن من تعزيز قابلية تشغيل الشباب، ويرفع من تنافسية المقاولات، ويحفز خلق القيمة على المستوى المحلي.
ينضاف إلى هذه المشاريع التي تهتم بالشباب والرامية إلى جعله رافعة للتنمية، إشراف صاحب الجلالة خلال نفس الشهر، على تدشين منصة الشباب “أركانة” للإنصات والتوجيه، وهو مشروع يروم تمكين الشباب من تحقيق ذواتهم وطموحاتهم، وكذا تزويدهم بوسائل متنوعة تمكنهم من تحفيز روح المبادرة والمقاولة لديهم، وتضمن لهم إدماجا سوسيو -اقتصاديا أحسن، فضلا عن إنجاز الفضاء الثقافي “دار ممكن” بحي لكويرة، وفضاء “نجوم سوس” بحي الفرح (بنسرغاو المركز)، وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ولأن مستقبل المغرب رهين بشبابه وبتضافر جهودهم ومثابرتهم، فقد تفتقت مواهب وطاقات العديد من الشباب المغاربة خلال الأزمة الصحية الأخيرة لفيروس كورونا، حيث عمل العديد من الطلاب والباحثين في الجامعات ومعاهد البحث والمختبرات الطبية المغربية على تطوير جهاز للكشف عن كوفيد -19 وأجهزة أخرى للتنفس الاصطناعي، فضلا على تطبيقات هاتفية تساعد على التحسيس بمخاطر الفيروس ومعلومات حول الوقاية منه.
وهكذا، فإن التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة الشباب ينبع من قناعة ملكية عميقة بأهمية جعل الشباب في قلب المسار التنموي للمملكة، في إطار رؤية واقعية وطموحة تجعل من الأجيال الصاعدة قاطرة للتنمية وحاملة لمشعل مغرب حديث ومتطور.
ح/م/الصورة من الارشيف
التعليقات مغلقة.