من اجل كوباني الصامدة، الساعة تشير الى العاشرة صباحا في العاصمة المغربية ،الرباط، المكان حي حسان، اسكال ،اقرب المقاهي الى السفارة التركية بالمغرب، المكان يعج بعدد من السفارات الاجنبية، منها التونسية ، المصرية، القنصلية الجزائرية على بعد امتار، السفارة الامريكية، الى هذا المكان حج العشرات من اكراد ” سورية” من مدينة كوباني بالذات، بعض افراد الجالية التونسية، الذين جاءوا للتصويت في اول انتخابات برلمانية في تونس ما بعد الثورة، العديدون يحملون آمالا كبيرة من اجل تونس جديدة والبعض يتمنى فقط ان تعود الامور الى سابق عهدها، مناضلي الحركة الامازيغية حضروا بالعشرات من اجل حرية كردستان وتقرير مصيرها، من كل مدن المغرب، طنجة، الدار البيضاء، الرباط، اكادير، يتقدمهم العميد احمد الدغرني، ورشيد رخا رئيس تجمع امازيغ العالم، خالد زراري رئيس الكونغرس العالمي الامازيغي، مناضلين من تماينوت ، طلبة، ممثلي بعض الحركات الاحتجاجية، مراسلي الصحف والمواقع الإلكترونية المغربية وسائل اعلام اجنبية، بالإضافة الى مسؤولي الاجهزة الامنية وقوات التدخل، الذين اكتفوا بالسهر على مرور الوقفة الاحتجاجية في ظروف امنية وسلمية.
في الصباح الباكر تحول المقهي الى مقاطعة كردية بامتياز، فاللغة الغالبة فيه هي الكردية، مع مرور الوقت يزداد عدد الاكراد المقبلين على المشاركة في الوقفة الاحتجاجية، التي يصفها اغلبهم بالسلمية، الهدف السفارة التركية، والشعارات موجهة ضد داعشواردوغان، فبالنسبة لهؤلاء لا فرق بين الاثنين.
نساء وأطفال
كلما اقترب الوقت المحدد للوقفة يزداد العدد وتظهر وجوه جديدة، الافواج الاولى من الشباب الذي يبدو انهم قضوا الليلة الماضية سهارى من اجل الاعداد للوقفة الاحتجاجية، او ظروف البعد عن الرباط اضطرتهم للسفر للمشاركة في الحدث.
الافواج الثانية كانت من كبار السن وبعض النساء الكريات اللاتي ما ان تصل احداهن الى المكان الا وتخرج من حقيبتها لافتة صغيرة كتبت عليها عبارات تمجد صمود قوات الدفاع الذاتي الكردية، وحرص عدد كبير من المشاركين على اشراك اطفالهم في الحدث، اذ اصطف عدد منهم واخذوا يرددون عبارات كردية، قال لي احدهم بأن معناها “الحرية لكوباني“
كوباني هوية للصمود الكردي
2500 كردي من كوباني يعيشون في المغرب، يعملون في عدة مجالات، من اهمها حفر الآبار ، وهي مهنة معروف بها السوريون في المغرب، المغاربة لا يفرقون بين السوريين كردا وعربا، لكن صمود كوباني، وتناول الاعلام لها خلال الاشهر الماضية، جعلها مشهورة لدى المغاربة، الان اكراد كوباني لم يعودوا يقدمون انفسهم كسوريين ،بل اكراد كوباني الصامدة يقول احد الشباب المشاركين ، الذي يصف كيف هرب من سوريا لان جيش الاسد يستهدف تجنيد الشباب لدفعهم الى جبهات القتال، خاصة الاكراد منهم.
اهازيج كردية
في انتظار وصول اكبر عدد من المشاركين، كان عدد من الاكراد يستمعون عبر هواتفهم النقالة الى اخر اخبار حرب كوباني، احدى الإذاعات بثت خبر ” صد قوات الدفاع الذاتي الكردية لهجوم داعش على احدى الجبهات في كوباني” ذاع الخبر السعيد بين الحضور في المقهى فأصبحوا يرددون اهازيج كردية ، تمجد البشمركة وحزب كردستان.
شعارات تمجد محند واوجلان
لا فرق بين محند الخطابي وعبدالله اوجلان، فكلاهما كان يناضل من اجل الكرامة لشعبه، اذا كان محند رمزا للريف الامازيغي، فان اوجلان رمز لكردستان الواحدة الموحدة، رمزا لنضال الاكراد من اجل الحرية والكرامة، توالت الشعارات من قبل المشاركين، “ارتاح ارتاح يا اوجلان سنستمر في النضال”، “نحن على خطاك يامحند”، ومطالب بتقرير المصير لكردستان وللريف، وبطرد سفير تركيا في المغرب، ووقف مجازر داعش في كوباني، تنديد بالانظمة العروبية والقومجية التي انتجت داعش وغيرها من الحركات التكفيرية.
التعليقات مغلقة.