“حدث” وان كان في زمن القرن الماضي (…)، زعماء احزاب سياسية حقيقية بقواعدها الجماهيرية، مدعومين بالاعيان في البوادي والحواضر وغيرها، وكانوا يلعبون ادوارا طلائعية في التماسك الاجتماعي، الوساطة ، ومعالجة بعض القضايا المحلية سواء بالتصالح اوبالتآزر والتضامن، ويناضلون خارج الاضواء، في غياب وسائل الاعلام التي كانت شبه منعدمة، ماعدا التي كانت تنتمي لتلك الاحزاب وبطرق بدائية ، اضافة الى الرقابة القبلية التي كانت تُمارس عليها من طرف الدولة !، وبدون دعم مادي من وزارة الداخلية، وكان يُحسب لهم الف حساب !
اما في زمننا هذا ، وبعدما تفرخت وسائل الاعلام الخاصة بكل انواعها ، السمعية، البصرية ،الورقية ، والالكترونية، واضحت تتابع كل ما يجري ويدور ، منها الجادة طبعا، ومنها من تطبل للزعيم، والاخرى تبكي مع الفاشل و “تابعة جيلالة بالنافخ” كما يقال، وصنف آخر “يؤجر فمه” لقول أي شئ بالنيابة !، “مع الاسف” اسوة ببعض الاحزاب السياسية ، والتي في غالبيتها لا تُعد الا بوصل الايداع، واخرى “تتناحر” على الزعامة (مع الفارق بين الامس واليوم)، فمنهم من يظن بانه يشبه زعماء القرن الماضي، ومنهم من غُرر به زعيما بالفطرة، وآخر”سقط سهوا”، وكبيرهم الذي علمهم الايمان بـ”الشوافة “، والذي اطلق عليه الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب، “اجْنينْ”، فانه يُدبر الان لمرحلة اخرى !، بعدما تعذر عليه العثور على “شوافه ” كانت توهم زعيما بانه سيترأس “حفلة” 2021، فالتجأ في الاونة الاخيرة الى تجييش اتباعه للانقلاب على غريمه في الحزب ، الذي عوضة في الحكومة، والامانة العامة معا، ليعيد “كرًة” سنة 2008 ! ، حيث تمكن من خلال “شيطنة” الاتباع ، الاطاحة بالامين العام في الدور الاول من الولاية الثانية طبقا للقانون الاساسي للحزب ، ليسعفه “الحظ” الفوز بانتخابات 2011، واستقباله في مدينة ميدلت من طرف جلالة الملك، ليعينه رئيسا لحكومة ما بعد دستور 2011، ليسقط سقطة “الطائر الذي طار وارتفع الا كما طار وقع ” كما يقال.
وفي انتظار نتيجة المعارك “الباردة” التي يقودها “الجْنين” مرة اخرى!، ضد من كان وراء الاطاحة به “لاخذ الثار” استعدادا لسنة 2021، اندلع في الحزب الذي يرأسه من آمن بـ”الشوافة ” التي كان يبحث عنها “الجنين”، حرب لجن التصحيحات من” تحت الدف”، رغم ان ذلك كان منتظرا منذ حرب “المقاطعة” الذي كان وراءه نفس “الشخص” من خلال الجيوش الالكترونية الظاهرة والخفية، وانضافت الى ذلك ملفات آخرى !، منها ما تمت مناقشتها في لجن بالبرلمان، ومنها من طفى على السطح واضحى يتداوله الناس بين المجالس، جلها تخدم مصالح الغريم و”الآتي !” ويضعف من حظوظ الحزب من خلال استهداف الزعيم !.
وسبق لي ان صرحت لاحد قادة الحزب “المستهدف”، وبشهادة مناضل من حزب اخر، بان قوة وحياة الحزب للوصول الى المبتغى سنة 2021، رهين “بتغيير الزعيم !”، والا فسيكون الصراع لصالح الخصم الذي بدأ في صراع معه منذ انتخابات 2016، ان لم يستغل طرف آخر يرأسه زعيم له خبرة في “تدقيق” الحسابات، والذي لم يكن “لهم !” في الحسبان ، الفرصة للظفر بما يتصارعان من اجله !.
وفي ظل هذه الاوضاع التي تتسم بالحيطة والحذر، والرهان على استرجاع ثقة المواطنين المغاربة في الاحزاب السياسية ، للمشاركة في انتخابات سنة 2021 ، السنة التي ستحرى فيها الاستحقاقات الجماعية والتشريعية بغرفتيه، وفي يوم واحد حسب ما يتداول في وزارة الداخلية، استطلعت رأي احدى “الشوافات” التي اثق في مصداقيتها، وليست “الشوافة” التي يبحث عنها “الجْنين” ، التي اوحت الي بان 2021 سنة “بركة” مولاي عبد السلام، وهو اسم على مسمى ! و”بركته” ستؤول الى صاحبها الذي يعرف من اين تُؤكل الكتف، وانه لا يتكلم الا عند الحاجة، و بالميزان، لكي لا يقع فيما وقع فيه سلفه ، الذي غُرر به ليُغرغر كما غرغرت بطن من كان السبب !.
وهذا حسب ما صرحت لي به “شوافتي “، وفي انتظار “تفاصيل الشيطان”، فان فزاعة “الجْنين” التي تكمن ـ حسبه ـ في الرجوع الى الوراء !، او محاولة الركوب على “الجرار” لحرث ما تبقى من مساحة ارض صالحة للزراعة! في “زمن كورونا”، ما هي الا وسيلة لقطع الطريق على من اراد ان يطير فوقع، ليضرب عصفورين بحجرة واحدة، والفاهم يفهم!.
التعليقات مغلقة.