“المغرب-إفريقيا: علاقة عريقة وواعدة ومتعددة الأوجه” موضوع لقاء مناقشة بأبيدجان بمناسبة يوم إفريقيا الدولي – حدث كم

“المغرب-إفريقيا: علاقة عريقة وواعدة ومتعددة الأوجه” موضوع لقاء مناقشة بأبيدجان بمناسبة يوم إفريقيا الدولي

شكل موضوع “المغرب – إفريقيا: علاقة عريقة واعدة ومتعددة الأوجه وواعدة “، محور لقاء مناقشة نظمته مساء أمس الثلاثاء سفارة المغرب بأبيدجان بمناسبة يوم إفريقيا الدولي.
وتتوخى هذه الندوة المنظمة بشراكة مع مكتب الاتحاد الإفريقي بكوت ديفوار، إلى الاحتفال بعودة المغرب إلى أسرته المؤسسية القارية.
وعرف هذا اللقاء بمشاركة عدد من الدبلوماسيين المعتمدين بكوت ديفوار، ومسؤولين بمنظمات دولية، وممثلي السلطات بكوت ديفوار، وباحثين وأكاديميين وفعاليات المجتمع المدني وقيادات دينية، بالإضافة إلى فاعلين اقتصاديين مغاربة، وكذا أفراد من الجالية المغربية المقيمة بكوت ديفوار.
وفي كلمة له بالمناسبة، وصف سفير المغرب بكوت ديفوار عبد المالك كتاني، عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، باللحظة التاريخية والعمل الكبير في تاريخ الدبلوماسية للمملكة، مشيرا إلى أن هذه العودة تأتي في الوقت الذي تحتاج فيه القارة أكثر من أي وقت مضى، إلى كل قواها الحية لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجهها.
وقدم السيد كتاني، في هذا السياق، لمحة تاريخية مفصلة حول العلاقات العريقة التي نسجها المغرب منذ قرون مع إفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى أن الدفعة الجديدة التي تشهدها المبادلات التجارية بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء منذ بضع سنوات تجد جذورها في العلاقات التاريخية التي تربط بين المنطقتين من خلال المبادلات التجارية والدينية والثقافية والفنية والفكرية.
وأكد الدبلوماسي المغربي أن “علاقات المغرب مع الدول الإفريقية الشقيقة كانت عريقة ومتجذرة في موروثنا الثقافي، كما أنها تشكل كنزا ثمينا ومصدرا للاعتزاز”، مشيرا إلى أن المغرب لم يكن يوما يتصور أي مستقبل دون أن تكون لأفريقيا مكانة بارزة.
وبعد استعراضه المحطات الرئيسية التي أدت إلى إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، التي يعتبر المغرب أحد مؤسسيها، أشار السفبر المغربي إلى أن المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومنذ 1999 قامت بخطوات كبيرة ومتقدمة في المجالات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية.
وأضاف أنه منذ أكثر من عشر سنوات، عمل جلالة الملك، وبدون كلل، من أجل خلق نموذج للتعاون جنوب- جنوب، متبادل المنفعة، للمساهمة في تحفيز ورفع مستوى التنمية في البلدان الإفريقية، وخاصة في مجال البنية التحتية، والفلاحة، والتعدين، والأبناك، والصيد البحري، والسكن الاجتماعي، مشيرا إلى العديد من الزيارات الملكية لعدة بلدان في القارة.
وبعودته للاتحاد الإفريقي، وطلبه الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)، يؤكد المغرب، مرة أخرى، إذا اقتضى الأمر ذلك، إرادته التامة تحفيز وتعزيز لعلاقاته بشكل أكبر مع أشقائه الأفارقة، بمواصلة مقاربة متعددة الوظائف ومتعدد الأوجه.
وقال السيد كتاني “إن المغرب يعمل باقتناع لمصلحة جميع البلدان الإفريقية التي تطمح للتنمية، وقد أثبت ذلك بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة”.
وأشار إلى أن ”جميع رؤساء الدول الذين دافعوا، وبشدة، على عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مقتنعون بأهمية مقاربة المغرب والدعم الكبير الذي يقدمه داخل هذه الهيئة القارية، مبرزا أن أصدقاء المغرب الأفارقة أصبحوا مقتنعين أن المغرب يبقى شريكا، ويعد الخيار الإضافي المتاح لهم على أساس مبدأ ”رابح رابح”

وقال السفير المغربي إن إفريقيا، يجب أن تضطلع بدور كبير في المحفل الأممي، ولكن شريطة أن تستمر بقناعة وإصرار على مسار التماسك والاتحاد، مشيرا إلى أنه “لم يعد هناك مكان لا للانقسامات أو للصراعات بين الأشقاء. الصراعات التي ما زالت قائمة، للأسف، في بعض الدول الشقيقة التي رهنت مستقبل شبابنا مع الأحداث المفجعة التي لا نزال نراها على شاشاتنا كل يوم”.
من جهتها، أشارت السيدة جوزفين شارلوت مايومة كالا، ممثلة الاتحاد الإفريقي بكوت ديفوار، إلى أن عودة المغرب الذي يعد أحد المؤسسين الرئيسيين لمنظمة الوحدة الإفريقي، إلى الاتحاد الإفريقي تشكل حدثا تاريخيا بالنسبة للقارة.
وأبرزت أيضا التزام المغرب القوي تجاه القارة، مشيرة على سبيل المثال إلى الزيارات التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأكثر من 24 بلدا إفريقيا، والتي شهدت إطلاق العديد من المشاريع الهيكلية ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأشارت إلى العديد من المبادرات التي قام بها المغرب أيضا لفائدة القارة، من بينها تكوين الأئمة، وتوفير المنح الدراسية للطلبة الأفارقة، والوساطة في النزاعات، والجهود المبذولة لصالح الاندماج الإفريقي، مبرزة الدور المنتظر أن يضطلع به المغرب داخل الاتحاد الإفريقي لرفع التحديات الكثيرة التي تواجهه.
وبدوره، أوضح الخبير الاقتصادي في البنك الإفريقي للتنمية، مهدي خوالي، أن المغرب كان رائدا في التعاون جنوب – جنوب، الذي بدأ منذ الاستقلال في بداية الستينات، واستمر حتى اليوم مع الحضور القوي في العديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة في غرب إفريقيا ووسطها، لأسباب تاريخية ولغوية أيضا.
وأضاف أن الأمر يتعلق ”بتعاون جنوب-جنوب متين أراد المغرب المبادرة إليه وتشجيعه. روح التعاون الثنائي للمغرب تتماشى مع استراتيجيته ورؤيته لإفريقيا مسالمة ومتطورة”، مشيرا إلى أن هذا التعاون تجسده مشاريع التنمية والمساعدة التقنية والتكوين ونقل المعرفة نظرا لخبرته المعترف بها في العديد من المجالات.
وأشار إلى أن ما يدل على هذه الدينامية الجديدة، أن أكثر من 500 في المائة من الاستثمارات المغربية المباشرة في الخارج، تتركز في إفريقيا مع 1,5 مليار يورو تم استثمارها، ونمو سنوي منتظم بمعدل 20 في المائة لإفريقيا جنوب الصحراء.
وأكد أن ”هذه الدينامية، التي أطلقتها عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، هي في حد ذاتها فرصة ثلاثية لإفريقيا، وللمغرب، ثم للبنك الإفريقي للتنمية”.
ومن جانبه، توقف السيد حسن علوي، رئيس مجلة ”ماروك دبلوماتيك” الشهرية، عند مختلف المبادرات التي اتخذتها المملكة لصالح القارة الإفريقية في مختلف المجالات، بما في ذلك محاربة الإرهاب والتطرف، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والنهوض بالتكوين وتبادل الخبرات والمعرفة كنموذج للشراكة رابح – رابح”.
وأبرز السيد علوي أيضا التحولات الكبرى التي شهدها المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ”المتبصر”، و”رجل السلام” الذي لم يتوان عن بذل أي جهد من أجل إفريقيا مزدهرة، ومتطورة، والتي تتكفل بنفسها.

الصورة من الارشيف

التعليقات مغلقة.