تعرض حاليا يمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته ال 39 مخطوطات ومقتنيات نادرة تعود لمئات السنين. وقالت هيئة الشارقة للكتاب إن بإمكان الشغوف برؤية الكتب والمخطوطات النادرة، إشباع شغفه حيث يكفي التجول في القاعة رقم (1) لتطالعه كتب قديمة، أ ل فت قبل مئات السنين، وخرائط ضخمة ر سمت قبل قرون، ومقتنيات لبحارة خاضوا غمار البحار ووصلوا إلى إمارتي الشارقة ودبي قديما. وبالوقوف أمام أكثر من 100 كتاب ومخطوطة وخريطة، ومذكرات شخصية، تعرضها منصة مؤسسة” أنتيكوارت إنليبرس”، يجد الزائر نفسه في جولة عبر التاريخ، فيجلس في حضرة ابن سينا من خلال مجموعة من مؤلفاته حول الطب، ويصافح أثر العل امة نجم الدين محمود بن ضياء الدين الشيرازي، عبر كتاب ” علم التداوي” الذي يحمل تحت عنوانه عنوانا آخر هو “المقالة الخامسة في ذكر الأدوية المركبة وكيفية تركيبها واستعمالها”.
وتتواصل رحلة الزائر حين يصادف خريطة، يؤكد المتحدث باسم المؤسسة ياسر رعد، أنها أول خريطة تم رسمها بالألوان في العام 1490،بطول 2.5 متر وعرض 2.5 متر وما أن يحاول الزائر العودة بنظره، حتى يقف في حضرة مخطوطة يصل طولها إلى نحو 100 سم طولا وعرضها نحو 60 سم ك تب عليها القرآن الكريم كاملا ، بخط صغير جدا لا يرى إلا عن قرب.
وقبل أن ينتهي الترحال بين العصور، يبحر الزائر بناظريه نحو صندوق قديم، يحتوي على مذكرات، وصندوق ملابس، وقبعات، ورتب عسكرية، لقبطان فرنسي يدعى فرانسيز ويت، حيث ورد في مذكراته اليومية التي تضمنت رسما لخريطة الخليج العربي، زيارته لإمارتي الشارقة ودبي، خلال إبحاره حول العالم.
وعلى الرغم من أن المنصة تحتوي على تلك الكنوز النادرة، إلا أن ذلك لم يمنعها من استعراض باقة متنوعة من الكتب التي يعتبر بعضها حديثا نسبيا ، كنسخة من أوائل النسخ التي تم طبعها عام 1997 لقصة هاري بوتر، والقصة الأصلية للملك آرثر.
يختتم الزائر تجواله وترحاله ويغادر، ولكنه يستدير ويقف مرغما لإلقاء نظرة أخيرة، عل ه يحتفظ بهذا المشهد الآسر في ذاكرته، ليكون شاهدا عى ذاكرة الفن، والإبداع، في حضرة لوحة قرآنية، أبدعتها أيادي ماهرة، جمعت بين فن الخط وقدسية الكلمة.
يغادر الزائر وهو يحمل في ذاكرته صور لا تنسى، وربما يطرح تساؤلا حول الآليات التي يتم من خلالها اقتناء هذه المعروضات، وهنا يجيب المتحدث باسم المؤسسة بأن الحصول على هذه المخطوطات، والكتب، والخرائط، يتم عبر الشراء المباشر أو عبر التواصل الافتراضي بعد التأكد من القيمة التاريخية لها.
ويؤكد أن المؤسسة تخضع المقتنيات لعدد من الفحوصات باستخدام أحدث الأجهزة، إلى جانب فريق الخبراء والمختصين في هذا المجال، للتأكد من أصالتها وقيمتها التاريخية قبل أن ترفع تقريرا بمباشرة إجراءات شرائها.
تجدر الاشارة الى ان معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تتواصل فعالياته الى غاية 14 نونبر الجاري ينظم تحت شعار “العالم يقرأ من الشارقة” وذلك بمشاركة مئات الناشرين من مختلف بلدان العالم منها المغرب.
وأفادت هيئة الشارقة للكتاب بأن المعرض يعقد لأول مرة في تاريخه جميع المحاضرات والورشات المرافقة هذا العام عن بعد انسجاما مع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الامارات خلال الظروف الراهنة وفي الوقت نفسه ستبقى أبواب المعرض مفتوحة أمام زواره من عشاق الكتاب للوصول إلى عناوينهم المفضلة وزيارة دور النشر التي تتواجد في مركز إكسبو الشارقة طيلة أيام الحدث.
ومع
التعليقات مغلقة.