لحساب من يشتغل الغلاة؟! – حدث كم

لحساب من يشتغل الغلاة؟!

علال المراكشي: يواصل غلاة الانغلاق والكراهية والتطرف،الذين يستغلون القضية الفلسطينية،بدواعي ايديولوجية وسياسية ،للحصول على امتيازات، انتقاد الاتفاق الثلاثي الذي تم بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الامريكية ودولة اسرائيل، انتقادات فيها انحياز ضد مملكتنا المغرب،والتعاطي مع قضايا وحدتنا الترابية، بكثير من الجهل والظلم، بشكل خيب ظننا في بعض السياسيين والصحفيين، ممن كنا نظن فيهم كل الخير والاستقامة والنزاهة، لكنهم مع الأسف، يجهلون الدور التاريخي الحاسم، الذي قام به أب المغاربة الروحي المشمول بعفوه وغفرانه السلطان محمد الخامس،طيب الله ثراه ، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، من دعم لحركات التحرر من الاستعمار،في اطار حركة  عدم الأنحياز الى جانب قادة عظام ،قل نظيرهم اليوم .

وأن ما يميز المملكة المغربية عن باقي دول الأمة العربية الاسلامية، هو أن الثرات اليهودي ،جزء لا يتجزأ عن الروافد الثقافية للهوية الوطنية المغربية ، وهو ما يفسر العلاقة الخاصة ،المتميزة التي تؤطر المعاملات الثنائية بين المغرب والطائفة اليهودية، المقيمة في اسرائيل،أو في دول العالم.

الذين يحرصون على الحفاظ والالتزام وتقوية الروابط المؤسساتي مع أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكل ما يفرضه ذلك من واجب الاحترام والتقدير والولاء والاخلاص،المستند الى الروابط الوطنية والانسانية،التي تتجاوز التفسير الايديولوجي الضيق،ودستور المملكة الجديد،نص في ديباجته على أن المملكة المغربية،دولة اسلامية، ذات سيادة كاملة، متشبتة بوحدتها الوطنية والترابية،وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية،الموحدة بانصهار كل مكوناتها،العربية-الاسلامية،والأمازيغية،

والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الافريقية، والاندلسية،والعبرية المتوسطية،، ونظام الحكم ملكية دستورية،ديموقراطية برلمانية اجتماعية،  والعلم المغربي، هو اللواء الأحمر الذي تتوسطه نجمة خضراء خماسية الفروع،، وشعارها:”الله؛ الوطن؛ الملك”.

وهذه الخطوة الجريئة الشجاعة، التي أقدمت عليها المملكة المغربية، يمكن أن تساهم في البحث عن سبل جديدة،لحلحلة النزاع العربي الاسرائيلي الذي عمر أزيد من ثمان سنوات،لا سيما أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين والوطن، ورئيس لجنة القدس ، له ولاية شرعية يحافظ بمقتضاها على الروابط مع أبناء شعبه من الجالية اليهودية،الذين يشغلون مناصب وزارية في الحكومة الاسرائيلية الحالية، وتطوقهم تلك الروابط، بمهمة العمل المساهم لايجاد حل ينهي النزاع العربي الاسرائيلي، يرضي الطرفين.

كما تشير بعض التوقعات،أن افتتاح القنصلية الأمريكية في الداخلة، لدعم المغرب سياسيا واقتصاديا،الى جانب القنصليات التي فتحتها عدة دول، افريقية،وشرق أوسطية، ومن منطقة الكرايبي، لا محالة ستجلب الاستثمارات الاجنبية، وبالتالي سيفتح باب امكانية جديد للتنمية الاقتصادية في الصحراء المغربية،وجعلها مركزا اقتصاديا اقليميا وقاريا.

أما الأطراف التي تنتقد المغرب ،وتزايد عليه بخصوص استئناف علاقته مع دولة اسرائيل، بشتى النعوت،معتبرة هذا الاتفاق تنازل عن المبادئ وخيانة، وأن ديبلوماسيته،مبنية على أساس المقايضة والتبعية، و تغض الطرف على الدول التي تربطها علاقات تجارية وعسكرية واستخباراتية،سرية وعلانية، مع اسرائيل،  فموقفها ينبني على حسابات ايديولوجية وأفكار قديمة،متحجرة، تعتمد خطاب شعبوي من أجل استقطاب الأنصار وشحن ودغدغة عواطف الناس السذج، لأغراض ايديولوجية وسياسية.

مغيبين المرونة السياسية في الموقف، لهذه الخطوة الحكيمة التي اتخذها المغرب، متشبثين بمصطلحات قديمة،لا تساير منطق العلاقات الدولية، الذي يستحضر الواقع السياسي المعاش،بينما يظل اسلاميو المغرب يشتغلون بميكانزمات لا تناسب الأطروحات التي تقدمها الديبلوماسية المغربية،ولا تلائم الخطاب الديني، الذي تستوجبه المرحلة الراهنة التي أملتها التطورات الجيواستراتيجية على دول العالم.

ان النجاحات التي حققتها الديبلوماسية المغربية في تفنيذ ادعاءات وحدتنا الترابية ،”جبهة البوليساريو” التي يساندها النظام الجزائري ويدعمها بالمال والعتاد،حارما الشعب الجزائري من ذلك، هذه النجاحات ،تؤكد الرؤية المتبصر لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي عبر عنها،بتشبت المغرب ملكا وشعبا،بالسلم والسلام، بقدر ما توضح بجلاء النهج الذي يقتفيه، مثل جده المصطفى،النبي الأمي محمد بن عبد الله،صل الله عليه وسلم، في صلح المدينة،تصديقا لقوله تعالى في محكم كتابه العزيز: (وان جنحوا للسلم اجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم).

ان التجربة الحضارية للمملكة المغربية الغنية بروافدها الثقافية المتنوعة،والحاضنة لمشاربها المتعددة، التي تثبت نجاح التعايش والتساكن بين جميع مكونات الامة المغربية،في أمن وأمان وتعاون وتسامح وسلام،والتي تصلح نموذجا عالميا للتساكن والتعايش والتسامح ،كما كان عليه العهد في الأندلس،سوف تبذل كل جهودها ، لكسر الجمود الذي يخيم على النزاع العربي-الاسرائلي، لتضع حدا للمعانات المستمرة للشعب الفلسطيني،وتوقف مسلسل العداء والاحتراب والتنابد الذي مافتئ يدمي القلوب،ويرسخ الكراهية، ويعمق الهوة بين الطرفين، وتساعدهما على استئناف المفاوضات بينهما، لايجاد حل للنزاع،على أساس الدولتين، يعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمان، ويعود الاقص المبارك،أولى القبلتين وثالث الحرمين للمسلمين،ويبقى القدس الشريف مدينة حنفية، مفتوحة لجميع الديانات التوحيدية، من دخلها كان أمنا ومن خرج منها كان سالما،الأمر الذي يدفع الى القاء سؤال وجيه في هذه الظروف العصيبة التي تمر منها  الامة العربية الاسلامية،لمواجهة تداعيات أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد؛كوفيد19، وانعاش اقتصادياتها لاعادة الحياة الى طبيعتها العادية، واعطاء اولوية للمنظومات الصحية والتعليمية والشغل ، لحساب من يشتغل هؤلاء الغلاة، ويعارضون اقامة علاقة مع دولة اسرائيل،لتخليها عن سياسة بناء المستوطنات واذلال الشعب الفلسطيني، واحلال السلام والأمن والتعايش.؟، لأن التطبيع ليس عيبا أو عارا، كما يدعي الغلاة دعاة المقاطعة،رغم كونه فرصة للتفاوض والتغلب على الصعاب لايجاد الحلول المتوافق عليها،وفرصة ذكية استراتيجية من الدول التي اتخذت هذه المبادرة، لأن ألسلام أفضل من الكراهية والاقتتال، والشعوب لا تزدهر وتتقدم الا في أجواء السلم والأمن،وليس في أزمنة الحرب.

 

التعليقات مغلقة.