بعد نشرنا لموضوع “تدوينة” قيدوم الصحافيين المغاربة، الزميل الاستاذ مولاي عبد السلام البوسرغيني، في ركن “خاص” من الجريدة، اثار جدلا في اوساط المهتمين، منهم من انتقد، ومنهم من انتفض، ومنهم من نطق بالقول(اللي على بالكم !) من طرف “تجار” القضايا ! الخ…
وفي هذا الاطار توصلت “بجدل” دار ايضا بين زميلين عزيزين حول الموضوع ذاته، ارتأت الجريدة، نشره، لتعميق النقاش، ولو(…)، حسب الترتيب . الاول باسم “مولاي ” والثاني “سعيد”، وفيما يلي نص الحوار:
مولاي : “نحن لا نطبع نحن نقيم علاقات ليست أمتن من العلاقات التي يقيمها الفلسطينيون مع الاسرائيليين ، وأن شئنا القول الصهيونيين كما تحلو تسميتهم ، ويحق لي آن أسألك لماذا لا تنددون بالرئيس محمود عباس الذي لبى دعوة إسرائيليين من أصول مغربية لتكريمه كرجل يسعى ألى أقامة سلام مع إسرائيل ؟ لماذا لا تنظرون إلى ما يمكن ان ينتج عن إقامتنا علاقات مع إسرائيل من فوائد لصالح الفلسطينيين ؟ ولماذا تريدون أن يبقى المغرب مشدودا إلى أؤلئك الذين اخترعوا جبهات للرفض والتمترس، والذين تاجروا وما يزالون يتاجرون بالقضية الفلسطينية ، كما يفعل الجزائريون ، الأن وهم يغتنمون الڤرصة التي اتيحت لهم لربط قضية الصحراء المغربية، بقضية فلسطين ؟، أن الإخلاص للوطن لا علاقة له لا بالإجرام المنسوب إلى الصهيونية ولا علاقة للثقة بالشعب بأية قضية تهم أناسا اخرين عليهم أن يناضلوا من أجلها ،. نحن مطوقون بالدفاع عن وطننا ووحدة ترابة ، ويجب أن نكون مجندين لذلك يا أخي سعيد ، لقد سبقتك إلى تبني قضايا الشرق ، بما فيها القضية الفلسطينية ، ويؤسفني ان أقول لك ان الشرقيين بمن فيهم الفلسطينيين لا يقيمون وزنا لقضايانا ، فكيف يمكن لأي مغربي أن يرهن مصالح بلاده بقضايا الشرق حتى ولو كانت القضية الفلسطينية على حساب قضايا وطنه ؟ ، أوكلك لضميرك لتحكمه فيما كان موضوع نقاشنا”
سعيد : “كل القيادات العربية بحال بحال ، لا فرق بين عباس ولا فرناس .. كلهم أصدقاء إسرائيل بدرجات متفاوتة، بالتطبيع أو بدونه..هذا موضوع منتهي.. الله يخليك ، لا تجمعني مع القومين العرب والذين أدخلهم الإتحاديون إلى المغرب.
أنا خضت صراعا إعلاميا لمدة 3 سنوات على الأرض في عمق الصحراء وبشكل مباشر مع قيادة جبهة الإنفصال وأتباع البوليساريو على أعلى مستوى أممي، وبدون مساندة ولا دعم السلطة بنفسها، قد يأتيك هذا الكلام مفاجئا وغريبا بحكم ربما تقاربك الشخصي مع ممثلي السلطات.
هناك أشياء أخرى لن تسمعها مني على إطلاق، لأنك ستؤولها بالخطأ، معايشتي تلك المدة في المنطقة المحسوبة على نزاع الصحراء ، أتبثت لي أن هناك تضخيم لبعبع الجزائر، حجج الجزائر كذب وبهتان وتزييف للحقائق ، وغير قادرة على الصمود وقيادة الجزائر ليست قيادة ثورية جذرية يمكن أن يضرب لها ألف حساب، هي قياد عسكرية محدودة الآفاق أخطاء المغرب ومسؤولين مغاربة بالتحديد أعطاها قصب سبق ديبلوماسي سينهار مع الزمن، معايشتي بالصحراء والصحراويين أتبثت لي ان الشعب المغربي هو السند وليست جهة أخرى، أما تضخيم الخصم أو العدو فله أهداف أخرى سنتعرف عليها في المقبل من الأيام”.
مولاي:”ثق بي أنك تعذب نفسك وتسيئ اليها بما تحمله من عداء للسلطة مهما تكن الأحوال، ولا تتردد في إن تضع نفسك لا فقط، كخصم ، بل كعدو لها ، وكأن كل رجالها مشكوك في ذمتهم وفي وطنيتهم ، أو كأنهم أجانب وليسو منبثقين من الشعب، أنا قادر على منازلتك لأسير في النقاش الى أقصى حد، لأنني لا أقبل أن تطعن في ذمتي ككاتب أصدر عن دوافع أخلاقية وأدافع عن قيم بلادي ، وثق بي أن ما كتبته عن زيان ، كان الدافع أليه هو الطعن في راية البلاد التي تجمع الناس على حب الوطن، ثم التشكيك في ذمة الناس متبعا الشعبوية التي تغلط الناس وتشككهم في كل من يسهر على تدبير الشؤون العامة .
ارجوك أن تبرئ نفسك من الاتهام الذي تصر على توجيهه ألي كلما فتحت معي النقاش لاتعمم الخطاب وأنت تتحدث عن فلسطين وتقول بالحرف :” أنا لا أفهم هذا العداء الذي تكنونه لشعب أعزل، وتناصرون ٠٠٠ ” إلى آخر ماكتبت ، وأنني لأسألك لماذا توجه ألي هذا الخطاب وكأنني أعادي فلسطين ، ثم هل الدفاع عن مصالح الوطن وجعلها فوق كل أعتبار، يعني التنكر لأي شعب أو بلد حتى ولو كان الأمر يتعلق بفلسطين ،؟ أحب بلدك ووطنك أولا وقبل كل شيء ، واذا لم تفعل فلن تكون أهلا لحب أي بلد وأي شعب ولو كان مظلوما ، هون عليك يا سعيد وارجع الى محاسبة نفسك عما يصدر عنك من أقوال لا تليق بالتفكير السليم”.
ح/ا
التعليقات مغلقة.