في سابقة من نوعها، أقدم سكان من قبيلة آيت حديدو بالجماعة القروية تلمي بإقليم تنغير على محاصرة سيارة خاصة يوجد على مثنها اثنان من عناصر الدرك الملكي تابعان لسرية الدرك بامسمرير، بعد أن كانا يهمان باعتقال شابين من أبناء المنطقة، عشية أول أمس الأربعاء.
وذكرت شهادات متطابقة من عين المكان أن مشادات كلامية قد تكون نشبت بين الدركيين والشابين المشار إليهما حول دواعي رغبة الدرك في اعتقالهما ومدى توفر الدركيين على أمر من النيابة العامة يخول لهما اعتقالهما، ليتطور الوضع إلى أشبه ما يكون بانتفاضة عارمة أقدم على إثرها السكان على تطويق السيارة الخاصة التي كان على مثنها الدركيان، اللذان تقول بعض الشهادات غير المتطابقة إنهما كانا في حالة غير عادية.
وتبعا لحيثيات الحادث، فإن الشابين رفضا الخضوع لما وصفاه بمحاولة الابتزاز التي تعرضا لها من طرف عنصري الدرك الملكي، الأمر الذي حذا بهما إلى الاستغاثة ببقية السكان الذين حج العشرات منهم من النساء والأطفال والشبان لنجدتهم، ورغم محاولة الدركيين الانسحاب، إلا أن الجموع التي كانت غاضبة طوقت السيارة وطالبت بضرورة حضور ممثل النيابة العامة لعين المكان.
وفي السياق ذاته، أفادت المعطيات الأولية الواردة من موقع الحدث بأن رئيس مركز الدرك الملكي بامسمرير قد حل بعين المكان فور علمه بالحادث، ووفقا للإفادات ذاتها، فإن هذا الأخير لم يتمكن من تحرير الدركيين رغم المحاولات التي قام بها، خاصة أمام تشبث السكان بحضور وكيل الملك من أجل التأكد مما إن كان لدى الدركيين أمر باعتقال الشابين أم أن الأمر مجرد ابتزاز وشطط في استعمال السلطة.
ونبهت مصادر حقوقية إلى أن الحادث الأخير يكشف عن حالة الغليان التي يعيشها السكان جراء تكرار حالات التعسف التي يتعرض لها عدد كبير من سكان المنطقة على يد عناصر الدرك المشار إليها، حيث توالت حوادث الابتزاز الشبيهة بهذه الواقعة.
“المساء” في عددها لنهار اليوم
صورة من الارشيف
التعليقات مغلقة.