لمن فاتته “قهوة الصباح”: يمكن القول بأن جميع الأحزاب بدون استثناء إما وصلت إلى سن “اليأس” أو صارت بدون “عقيدة سياسية !”
جاء هذا العنوان في ركن “قهوة الصباح” ،تطرق “راشفها” الى ما تشهده الاحزاب السياسية “الهرج” والمرج” مع اقتراب “موسم” الانتخابات”، وخاصة داخل احزاب الاغلبية في حكومة سعد الدين العثماني، الامين العام لحزب “المصباح”، الذي لم يسلم من “الجائحة” السياسية، وليست و”باء كورونا”، ان لم يؤدي الى “الانشطار”، حيث ارتأينا اعادة نشر هذا الرأي تعميما للفائدة :
” لن نستغرب إذا رأينا أسماء، ووجوه سياسية، فتح القضاء ملفاتها المرتبطة بالفساد و تبديد المال العام، وهي تتقدم للانتخابات المقبلة بثقة و يقين الأبطال.
كما لن نستغرب إذا عاينا أحزابا رفعت شعار الإصلاح و التغيير، و انتهت بجر البلاد نحو مستنقع الديون وشبح الإصلاح التقويم الهيكلي، وهي تعيد اجترار نفس الحديث عن جيوب المقاومة وعن ضرورة استكمال تجربة الإصلاح.
كما لن ندهش إذا سمعنا وزراء دبروا قطاعاتهم لسنوات، وهم يجلدون ظهر الحكومة ، ويحاكمون السياسات العمومية مع اقتراب الانتخابات.
كل هذا يبقى عاديا في ضل أحزاب سياسية تحولت إلى مشتل للانتهازية والريع، والنفاق، و تكريس عدم الالتزام السياسي.
ابسط دليل هو ظاهرة الترحال التي وصلت أوجها رغم كل ما قيل عن ميثاق للشرف، وعن عقوبات تم إقرارها لمنع هذا السلوك الذي يكشف أن الأمر في نهاية المطاف عبارة عن صفقات توظف فيها صناديق الاقتراع، وأصوات المواطنين ، كقنطرة ليس إلا .
لن نطرح سؤال الجدوى من الانتخابات أصلا في ضل هذا المشهد المختل، وفي ضل الكثير من الوقائع المقلقة التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، والتي حولت السياسة في هذا البلد إلى لعبة مملة و بدون جمهور.
اليوم يمكن القول بأن جميع الأحزاب بدون استثناء إما وصلت إلى سن “اليأس”، أو صارت بدون عقيدة سياسية لذا تراهن بجوع شديد على جرعة الأعيان والكائنات الانتخابية لانقاد رصيدها الانتخابي وضمان مكان لها ضمن لائحة المدعوين للمناصب والامتيازات.
اليوم نعاين مجددا كيف استعر “الترحال السياسي” أشهرا قبل الانتخابات، وبشكل يقتل أي أمل في إحياء الالتزام السياسي.
واقع يؤكد أن الحديث عن نموذج تنموي جديد هو مجرد مضيعة للوقت في ضل الاستمرار في توسيع هامش و جشع الأعيان، وتغليب منطق الولاء والقبلية والمصالح الشخصية، على حساب النخب الحقيقية التي انسحبت مضطرة، وبعد تردد، بسبب رسائل متتالية و بعناوين صريحة لا تحتمل أكثر من تأويل”.
عن المساء
التعليقات مغلقة.