بنسليمان : دار الطالب والطالبة مؤسسة لتسهيل الولوج إلى الخدمات التربوية – حدث كم

بنسليمان : دار الطالب والطالبة مؤسسة لتسهيل الولوج إلى الخدمات التربوية

يمثل مشروع دار الطالب والطالبة ببنسليمان نموذجا لمشروع اجتماعي دامج، وتجسيدا حقيقيا لمقاربة تشاركية تهدف إلى تشجيع تعليم الفتيان والفتيات القرويات وتقليل الهدر المدرس، مما من شأنه أن يرفع من جودة الخدمات المقدمة في مجال التعليم، بالإضافة إلى الحد من ظاهرة الانقطاع عن الدراسة، خصوصا في صفوف الفتيات.

وتأوي دار الطالب والطالبة حوالي 300 مستفيد، من جميع جماعات إقليم بنسليمان، ينتمون إما لأسر معوزة أو أيتام، والذين لا تتوفر لهم مدارس تمكنهم من متابعة دراستهم بمقر سكناهم.

ومند انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005، أصبحت هذه الأخيرة شريكا أساسيا للجمعية الخيرية الإسلامية التي تشرف على تدبير وتسيير الدار، التي أضحت تشكل التجسيد الناجح لمقاربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للمشاريع الاجتماعية ذات القيمة المضافة في القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة ودعم الأشخاص في وضع الهشاشة.

وتضم دار الطالب والطالبة مجموعة من الأجنحة بسعة تفوق 300 تلميذة وتلميذ، وحمامات ومطبخا مجهزا بالكامل، وقاعات دراسية ومساحة خضراء وغرفة للتمريض، بالإضافة الى فضاء رياضي كبير عبارة عن ملعب معد لكل الرياضات.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بهذا الشأن، قال حسن عابدي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم بنسليمان، إن دار الطالب والطالبة هي من ضمن الاهتمامات الأساسية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وخصوصا في مرحلتها الثالثة، وذلك وفق أهداف البرنامج الرابع المتعلق بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.

وقد انخرط إقليم بنسليمان في تحقيق تلك الأهداف من خلال إنجاز عدة مشاريع لتأهيل وتوسيع وتجهيز دار الطالب والطالبة ببنسليمان، والتي تستقطب العديد من التلاميذ والتلميذات من مختلف الجماعات الترابية بالإقليم، والمنتمين إلى أسر في وضعية هشة أو إلى مناطق معزولة، بكلفة تقدر بثلاثة ملايين درهم، متوخيا الرفع من جودة الخدمات المقدمة بهذه الدار، وكذا الرفع من قدرتها الاستيعابية، والمساهمة في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، لاسيما عند الفتيات المنحدرات من العالم القروي.

ومن جهته، أبرز السميهرو السباعي، رئيس الجمعية الخيرية، أن دار الطالب والطالبة مشروع خيري موجه لاستقبال التلاميذ المنحدرين من أوساط فقيرة من مختلف الجماعات الترابية بالإقليم، حيث لا تتوفر مدارس ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية، موضحا أن المستفيدين يتم اختيارهم بعد إجراء دراسة معمقة لملفاتهم.

وأضاف السباعي السميهرو أن عددا مهما من الأطر والموظفين يواكبون باستمرار التلاميذ، ويقدمون لهم دعما يوميا، فيما يتطوع آخرون من أجل تقديم دروس الدعم والتقوية لمساعدتهم على تجاوز أي نقص قد يعيق اندماجهم في مؤسساتهم التعليمية.

وأكد أن هذه المؤسسة توفر خدمات جد هامة للمتعلمات والمتعلمين، من إطعام ومبيت وظروف مشجعة على التحصيل، بفضل توفرها على قاعة خاصة بالمطالعة، وأخرى متعددة الوسائط، علاوة على أن نزلاء ونزيلات هذه الدار يحظون بعناية خاصة، ومواكبة استثنائية، بما يضمن استمرار العطاء والارتقاء بجودة التحصيل والتعلم.

غير أنه أشار إلى أن الدار متوقفة خلال هذا الدخول المدرسي، بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، لافتا إلى أنه خلال فترة الامتحانات حرصت الدار على استقبال التلاميذ لتمكينهم من اجتياز الامتحانات، ووفرت لهم كل الظروف المواتية إلى حين انتهائها، وموضحا أنه سيتم فتحها من جديد أمام النزلاء فور زوال الجائحة.

ح/م

التعليقات مغلقة.