ألفة الانسان والجمل – حدث كم

ألفة الانسان والجمل

الانسان مخلوق كوني كسائر المخلوقات، ميزه الله عن الخلق بالعقل واللسان المتكلم، ومن ثمة ينسب خلقه الكوني إلى الله، الذي يتواصل معه روحيا من الدين، عن طريق الوحي الإلهي نزولا على الرسل .

ومن وجهة الفكر البشري يمكن القول بالتطور الطارئ على حياة الانسان، وتطور التعريف الشخصي بالانسان من حيوان ناطق: إلى الانسان كائن حي ناطق عاقل متكلم، يقع على رأس المخلوقات الحية التي تعيش من مهد الحياة على سطح كوكب الارض موطنه الأول من الكواكب السيارة بين المدار الشمسي والمدار الفضائي، على محوري القطبين من دورة استوائية من الليل والنهار باليابسة، ودورة سنوية من الشمس والقمر بالمتجمدة . .

والانسان بدأ حياته الأولى من كوكب الارض بالتغذية النباتية، ومن التجمع في ساحة العشب مع الحيوانات العاشبة، نسج منها علاقات ألف مع الحيوان العاشب، ودخلا معا الصراع والحمية ضد الحيوانات المفترسة التي تهدد حياتهما .

ومن الصراع مع الحيوانات المفترسة تحول في معاشه العام من نباتي إلى لاحم، من الأحياء البرية والمائية والبحرية، وشق طريق الحياة من وسط الماء والغاب والحيوان، إلى الحياة المدنية من الوسط البشري، مهتديا من الفضاء بالعقل والطبيعة أمام ضروب الحياة الفارقة بين الأنهار، والبحار، والقارات، والفضاءات .

وأمام تدبر الانسان في الحياة الكونية من مداراتها الضوئية والفضائية، وعطاءات الطبيعة، اهتدى من حياته الأولى، إلى حياته الأخرى التي اتخذ لها دينا من خالقه، من بعد وحي أوحى به إليه، وجعله هديا ورباطا متينا يسري بين الخالق وخلقه من الانسان مسرى الروح من الجسد، به يحيا وبه يموت، وعلى نحو من خلقه تستمر الحياة .

الجمل : 

اسم حيوان أليف الحياة مع الانسان، ذو سنام وأربعة قوائم، صبور يتقاسم الحنان مع بني جنسه والانسان، ابتدأت علاقته مع الانسان من القارة الآسيوية، وهو من فصيلين منفصلين .

الفصيل الصيني : 

هو حيوان متين البنية متأني الخطوات ذو سنامين الأمامي فوق الكتفين، والأصغر حجما على الظهر، عرفه العرب والأوربيون عهد المقايضة من المبادلات التجارية مع الصين التي أوصلت الجمل وحمولته إلى بلاد الشام .

ومن بلاد الشام عرفه الأوربيون من اسم : Chameau، وحين إنزال ظهيرة الحمل من فوق ظهر الجمل، رأى العرب ظهره منقسم على قسيمتين، فضربوا المثل من ثقل الحمولة بالقشة التي قسمت ظهر البعير .

الفصيل العربي :  

حيوان أليف من سنام واحد متكيف مع المناطق الحارة أقل متانة من الفصيل الصيني، يتميز حليبه من الثدييات البرية بالملوحة الطبيعية، التي تحميه من سرعة التحول إلى تغيير الطعم من حليب طري إلى حموضة تنحو به منحى اللبن .

ومن ثمة إن كان حليب المواشي يتغير طعمه بين يوم وليلة، فإن حليب النوق لا يتغير طعمه نحو اللبن إلا بعد مضي خمسة عشر يوما من المدار القمري على حلبه .

والخلاف بين فصيلي الجمل الصيني، والجمل العربي، كالخلاف بين البقر، والجاموس، حيث الجمل العربي يتناسب مع فصيل البقر، والجمل الصيني يتناسب مع فصيل الجواميس .

وترجع علاقة الانسان بالجمل إلى العهود الدينية من القارة الآسيوية عهد أخذها بالتقويم القمري، وعهد التقويم الشمسي بعد اكتشاف القارة الامريكية، ووصول المكتشفين إلى المدار الشمسي من القارة الأسترالية، وجدوا بالقارة الوفرة من الخيول والابل الاسترالية .

وهكذا كما عرفت الابل من آسيا موطنها الأول، عرفت أيضا من موطن آخر بالقارة الأسترالية، عهد الأخذ بالتوقيت العالمي .

ومن الوجهة الافريقية، وصل الجمل العربي إلى منطقة الشمال الغربي الافريقي، من بلاد مصر عن طريق السودان الافريقي، عبر الصحراء الكبرى وجهة الشمال الغربي من الساحل المتوسطي، والأطلسي.

والجمل كما تقول العرب هو سفينة الصحراء، يتحمل الحرارة والمسافات البعيدة والصبر على قلة الماء، وقد عرف العرب بالكرم من حليب الابل وتمور الواحة، حتى قيل عن كرم العرب أنهم أناس التمر والحليب .

أسماء الجمل عند العرب :  

ينتمي العرب إلى المجموعة الأفروآسيوية، من موقعهم البري بين افريقية وآسيا، يقتربون من أوروبا من روابط دينية، وسياسية واقتصادية، ومبادلات معرفية .

والأوربيون أهل حضارة وسيادة ومجموعة دولية، ومكانة علمية من أبحاث واستكشاف الفضاء .

وإن لم يدخل العرب إبلهم إلى أوربا يوم دخولهم اليها لعوامل مناخية قاسية على الجمل، فإن الاوربيين لا يركبون الإبل إلا حين يكونون بالعالم العربي .

وفي الحضارات القديمة استخدم الكنعانيون الإبل في جر الأحجار الضخمة من المقالع لبناء الأهرامات، واستخدمها البابليون في بناء حضارتهم من بلاد ما بين النهرين .

وينطق اللسان العربي اسم الجمل بأسماء متجانسة من اللغة، فالعرب يسمون الجمل بعير نسبة إلى صوته الصارخ عهد استخدامه من قبل بابل، وهم البابليون الذين سموه إبل، ومرادفها من العربية جمل، واسم المؤنث ناقة، كما عند عرب صالح .

والبابليون من اللغة هم الألباب، وهم العقلاء من عرب معقل وهم أهل البعير . 

خدمات الجمل : يستخدم الجمل في البلاد العربية مطية للركوب من السفريات عهد ما قبل استخدام الآليات البرية المشغلة بالطاقة الحرارية، فقد ركب الإبل الأنبياء والرسل، والصحابة، والخلفاء، ومن بعدهم من التابعين .

كما كان الجمل حاملا للهودج الخاص بحجاب ركوب المرأة الجمل يوم قدومها إلى بيت الزوجية، وهو حرم المرأة حين امتطائها ، من تنقلها عبر السفر من مكان أدني إلى مكان أقصى .

وعصر الحقب السلطانية بالمغرب كان السلاطين المغاربة يتخذون لمواكبهم فرق خفر من الإبل، إلى بداية الحقبة الاستعمارية حيث تم تعويض فرق الخفر من الإبل، بفرق الخيالة .

كما كانت فرق الإبل من الحرس الوطني تقوم على حراسة الحدود من التخوم بإبل الحراسة من المعابر البرية .

وتستخدم الإبل لدى العموم في حمل الأثقال من السلع الفلاحية وأيضا عهد المقايضة التجارية، بين الحواضر والمراسي البحرية .

وعهد استخدام الآلة الميكانيكية في الأشغال اليومية والموسمية والنقل البري بدل الحيوان، تراجع الاهتمام بالجمل، وانمحى وجوده من عدة مناطق برية، لتحول دورة الانتاج وطبيعة الأراضي الرعوية، التي تحولت إلى أراضي زراعية، وأوساط مباني حضرية غير ملائمة لفضاء الحيوان .

 

التعليقات مغلقة.