من الدورة الثامنة لبرنامج الجامعة في السجون: إعادة إدماج السجناء عمل فردي وجماعي يتطلب تعزيز الاقتناع القيمي الإيجابي وتعزيز الشعور بالانتماء | حدث كم

من الدورة الثامنة لبرنامج الجامعة في السجون: إعادة إدماج السجناء عمل فردي وجماعي يتطلب تعزيز الاقتناع القيمي الإيجابي وتعزيز الشعور بالانتماء

24/03/2021

أكد متدخلون في جلسة علمية حول “القيم بين المسؤولية الفردية والمؤسساتية” ، اليوم الأربعاء بسلا ، أن إعادة إدماج السجناء عمل فردي وجماعي يتطلب تعزيز الاقتناع القيمي الإيجابي وتعزيز الشعور بالانتماء.

وأكد المتدخلون في الجلسة العلمية التي نظمت ضمن أشغال الدورة الثامنة لبرنامج الجامعة في السجون، أن تغيير سلوك السجناء ودفعهم باتجاه تبني مواقف إيجابية وتصورات فضلى يتطلب تعزيز وعيهم بذواتهم وبناء شخصياتهم على أسس تمكنهم من إصدار أحكام متوازنة تنسجم مع القيم المشتركة للمجتمع.

وفي هذا الإطار، قال الباحث في الثقافة الأمازيغية أحمد عصيد إن إعادة إدماج السجناء عمل قيمي بامتياز يمر عبر تأطير الوعي المواطن وتعزيز الشعور بالانتماء. وأبرز الباحث الحاجة إلى الاشتغال على القيم باعتبار أن “إشكالية السجين هي في عمقها إشكالية قيمية تتطلب الدفع به نحو إحداث قطيعة مع ماضيه والخروج بوعي جديد مبتي على قيم إنسانية عليا”. وشدد ، في هذا السياق ، على ضرورة تعزيز الشعور بالانتماء للوطن والارتباط به لدى السجناء وتعزيز السلوك المدني والمواطن بما هو سلوك يحيل على الرغبة في اقتسام الخيرات الرمزية والمادية مع الآخرين.

كما نبه إلى ضرورة مواكبة السجناء في البقاء على اتصال مع المتغيرات والتطورات التي تخترق المجتمع بشكل متواصل، لاسيما فئة السجناء المحكومين بمدد عقابية طويلة حتى لا يعجزوا عن الاندماج من جديد في محيطهم الخارجي ما أن يغادروا أسوار السجن. من جانبه، قال الباحث والأكاديمي إبراهيم مشروخ إن الاندماج يبقى في عمقه عملا ذاتيا وفرديا للسجين مؤسسا على قناعة القطع مع التمثلات السلبية لعدد من القيم، وتبني تصورات جديدة لقيم إيجابية.

وزاد موضحا “لا يمكن أن يحصل إدماج ما لم يكن الشخص المندمج مقتنعا بتغيير مواقف وتمثلات سابقة كان يحملها واكتساب مناعة منطقية وقناعتية تجعله يتفادى الإقدام من جديد على أفعاله الجرمية السابقة”. وشدد الباحث مشروح ، في هذا الصدد ، على أهمية تعزيز الروح النقدية لدى السجناء ورفع الوعي بالذات لديهم من أجل استعياب أن العقوبة الرادعة إنما تتعلق بالفعل وليس بالفاعل، داعيا ، بالمقابل ، إلى تعزيز قيم التسامح على صعيد المجتمع ومواكبة السجناء بعد الإفراج عنهم في مسار إعادة الإدماج.

بدوره، أكد الباحث والأكاديمي محسن بنزاكور في مداخلة تناول فيها فعالية القيم في عملية التغيير، أن للقيم قدرة حاسمة في تغيير السلوك إذا ما وقع الاختيار على القيم الصحيحة والمبنية على المنطق والمعارف المتينة. واعتبر أن المعارف في مجموعها تكون صورة القيمة ورصيدها الرمزي، ذاهبا إلى أنه كلما كان الرصيد المنطقي للقيمة صحيحا ومتينا، كانت أقوى أمام محكات النقد والاختبار.

وتابع الأستاذ بنزاكور أن المطلوب في عملية إعادة الإدماج هو الوصول بالسجين إلى إعادة بناء شخصيته على قيم إيجابية عبر تنمية الإحساس بالهوية والمسؤولية والإرادة المستقلة وتنمية المعارف الضرورية لإصدار أحكام متوازنة. وتدخل هذه الندوة العلمية في إطار فعاليات الدورة الثامنة لبرنامج الجامعة في السجون (الدورة الربيعية) التي تنظمها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

حدث/ومع

التعليقات مغلقة.