المخرجة جميلة بنعيسى البرجي عن سلسلة “سالف عذرا” : حافظنا على الهوية التراثية وإشتغلنا على المرجعية التاريخية – حدث كم

المخرجة جميلة بنعيسى البرجي عن سلسلة “سالف عذرا” : حافظنا على الهوية التراثية وإشتغلنا على المرجعية التاريخية

ينتظر كل خميس على الساعة 22:50 على شاشة القناة الأولى بث الدراما الاجتماعية ” سالف عذرا ” و هي سلسلة تلفزية تراثية من أربع حلقات مطولة ، من إخراج جميلة بنعيسى البرجي ، تولّت تنفيذ إنتاجها شركة “كَود نيو كوم” للإنتاج السمعي البصري .. كما جرى تصوير أحداثها بمدينة سطات و ضواحيها ، و هي من تأليف مشترك بين السيناريست أحمد بوعروة و الأستاذ عبد الهادي السيكي و المخرجة جميلة البرجي ، السلسلة التي عرفت مشاركة ألمع نجوم الساحة الفنية من فنانين متميزين مثل هدى صدقي ، ربيع القاطي ، عبد الحق بلمجاهد ، أمال الثمار ، هاجر الشركي ، سعيد قيلش ، إدريس رمسيس ، جواد السايح و نخبة من ألمع نجوم الدراما المغربية ..

“سالف عذرا” أو ” حين يصبح الفن معركة و رسالة ضد الظلم ” ، هو عمل متميز يناقش قصة درامية ، اجتماعية رومانسية جميلة من التراث المغربي تتحدث عن “عذرا” وهي امرأة ذات شخصية قوية تصطدم بحرمانها من حقها في الإرث من قبل أشقائها ، لتحترف الغناء الشعبي وتتخذ منه وسيلة للتعبير عما عاشته من ظلم وتنتقد كل المتسلطين الذين يسطون على أملاك الغير، بمن فيهم “المعطي” قائد القبيلة المتسلط الذي يتنكر في زي الورع لطمس جرائمه، فهو لا يؤمن بتصرف المرأة في حقها في الأرض، فاستباح لنفسه السطو على كل الأراضي بالترهيب و التزوير ، لكنه سيصطدم بصلابة “عذرا” المغنية الشعبية، التي ستقلب موازين القوى بأغانيها التي جعلته يترنح حتى وقع في الخطأ حينما حرض على قتلها. ولم تجد “عذرا” نفسها وحيدة، بل استمدت القوة أيضا من علاقة عاطفية جمعتها بابن القائد المتسلط، والذي كان مخالفا لوالده في توجهاته، خاصة أنه مقتنع بأن أسلوبه لا يخلو من بطش وترام على أملاك الغير، لتكون علاقته ب”عذرا” عنوانا للتمرد ..

و تؤكد المخرجة جميلة بنعيسى البرجي أن ” الاشتغال على التراث هو اشتغال على ما هو مغربي .. لأن الفرجة لا تتحقق إلا بما هو محلّي ..  فقد اشتغلنا على التراث ببصمة مغربية ذات مرجعيّات تاريخية مهمة .. حيث لا يوجد شيء أجمل من الرجوع إلى تاريخنا الأصيل .. ”

و أضافت مخرجة السلسلة ” إذا سألتني على توابل الفرجة ، فسأقول لك أنها تتواجد بقوة في السلسلة ، لكونها تدور أحداثها حول قصة درامية تتخللها قصة حب ، كما أن السلسلة تزخر بأنواع أخرى من الفرجة كالفرجة الغنائية و الفرجة الكوميدية .. مما سيجعل العمل متميزا و متجددا .. ”

و أوردت البرجي : ” أتمنى أن يكون لمثل هذه الأعمال استمرارية و حضور .. كما أتمنى أن نكون عند حسن ظن الجمهور و أن يكون الجمهور المغربي راض على هذا العمل الذي اشتغلنا فيه بكل صدق لإعطاء فرجة متكاملة .. و أخيراً نشكر القناة الأولى على تجديد ثقتها بنا ، كما نشكرها على دعمها المتواصل لمثل هذه الأعمال التلفزيونية .. ”

و عن ظروف التصوير في ظل الجائحة ، صرّحت المخرجة جميلة البرجي ” تم تصوير السلسلة تبعا للإجراءات الاحترازية المتخذة لمواجهة الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي فيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19 ) على المستوى الوطني و التي فرضتها وزارة الداخلية و المركز السينمائي المغربي .. فكانت شركة كود نيو كوم للإنتاج السمعي البصري حريصة على ضمان التباعد و الحفاظ على مسافة الأمان ما أمكن بين الطاقم الفني و التقني للعمل ، و الذي تم تقليصه و عدم تجاوز عدد معيّن من الناس في بلاطو التصوير ، بالإضافة إلى المداومة على ارتداء الكمامات ، و تزويد البلاطوبأجهزة التعقيم ،  ناهيك عن التعقيم اليومي لبلاطو التصوير من طرف لجنة خاصة .. ”

و يشار إلى أن المخرجة المتألقة جميلة بنعيسى البرجي تعتبر من الأسماء اللامعة في مجال الدراما التلفزيونية المغربية ، حيث استطاعت بحبكة و حرفية عالية أن تنقل إلى شاشة التلفزيون صورا بليغة وعوالم فنية و جمالية متفردة من واقعنا المجتمعي الذي يحبل بالمشاكل المختلفة (معاناة المرأة و رغبتها في إثبات ذاتها ، الهجرة ، الحب ، مشاكل الإرث والتبني ، الشطط في استعمال السلطة … ) ، و تتسم تلك المواضيع التي تتبناها جميلة البرجي بكونها مواضيعاً تلامس في جوهرها الواقع الاجتماعي وتناغم العمق الإنساني في أدق تجلياته بالواقع ؛ الشيء الذي خلف صدى طيبا في أوساط النقاد والمتتبعين ، وجعل جل أعمالها تحظى بالقبول والنجاح الجماهيري الكاسح ، بنيلها لإعجاب الجميع حيث يصفق لها الصغير و الكبير ، مما يجعل الكل متشوقاً دوماً لجديدها لكونها أسهمت بقوة في تطوير الدراما المغربية و وضع بصمتها الخاصة فيها ، إذ أن القاسم المشترك بين أعمالها هو اختيار مواضيع هادفة و مناقشتها و تقديمها بشكل مغرٍ و جمالي من الكاستينغ إلى إدارة الممثل إلى الصورة ..

جلول.ت

التعليقات مغلقة.