سعد بوزرو: يحتفل العالم يوم غد الثلاثاء باليوم العالمي للمتاحف، تحت شعار “مستقبل المتاحف: التعافي والتجديد”، وذلك في ظل استمرار جائحة كوفيد-19، والقيود الناجمة عنها بمختلف أنواعها.
في هذا الحوار، يجيب مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، عن ثلاثة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء بخصوص التحديات الجديدة للمتاحف المغربية، ومستقبلها وكذلك المهام التي ينبغي أن تستعد لها في مغرب ما بعد الجائحة.
1- ماهي في نظركم التحديات الجديدة التي تواجهها المتاحف المغربية اليوم؟
بداية، لا بد من التأكيد على أن المتاحف المغربية تعد من بين المؤسسات الثقافية النادرة في العالم التي حافظت على نشاطها منذ بداية هذا الوباء. في المؤسسة الوطنية للمتاحف، واصلنا تنظيم معارض في جميع أنحاء المغرب، وكذلك أحداث ثقافية لأنه من الضروري بالنسبة لنا الحفاظ على هذه الصلة القوية للغاية مع جمهورنا. وقد لقيت هذه المبادرة ترحيبا من قبل العديد من المؤسسات الثقافية الدولية. ومع ذلك، يجب الإقرار بأن عدد زوار متاحفنا قد انخفض، على الرغم من الإجراءات الوقائية الصارمة التي نحترمها بدقة. وهو انخفاض يعزى بشكل خاص إلى إغلاق الحدود وغياب السياح وكذلك إلى القيود المفروضة على السفر على المستوى الوطني.
تضطلع المتاحف بدور مهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلد. ويتعين أن يستأنف المغاربة زيارة المتاحف حتى يتمكنوا من النهل من تاريخهم وتراثهم لأن هذه الأماكن تخصهم. واليوم، نحن نبتكر باستمرار لجذب جمهور جديد، وابتكار مداخل جديدة للفن والاستعداد لمواجهة عالم يعيش على وقع الرقمنة أكثر فأكثر.
2- تجد المتاحف نفسها مضطرة للتجديد كل سنة، وهي اليوم بصدد اختيار أو الخضوع لرقمنة المجموعات والمحتويات التي تتوفر عليها من أجل ولوج سهل وعام، لكن على حساب الزيارات الميدانية. هل هو حل في صالح مستقبل المتاحف؟
تبدو الرقمنة في البداية أمرا مخيفا لاسيما عندما لا نكون مستأنسين بها بشكل تام، لكن اتضح أنها أداة رائعة لتوسيع نطاق الفن. صحيح أنها لن تحل أبدا محل الزيارة الفعلية للمتحف، لكنها تجربة جديدة يجب اكتشافها. هناك إمكانية عرض الفن في كل مكان، وتمكين الناس من متابعة جولات افتراضية انطلاقا من منازلهم، سواء كانوا في المغرب أو في أي مكان آخر، وتسليط الضوء على الأشياء المرقمنة من تراثنا. إنها أيضا وسيلة للتقرب من الجمهور بطريقة أخرى وخارج المسارات التقليدية، وأيضا لحثه على القدوم واكتشاف ثراء مجموعاتنا وتنوع معارضنا في عين المكان.
ولذلك، فإن الرقمنة تشكل حلا وليست عائقا. إنها تفتح الطريق أمام ابتكارات جديدة.
3- ما هي “المهام الأساسية” للمتاحف في مغرب ما بعد الجائحة؟
في واقع الأمر، لقد كشف هذا الوباء عن أهمية الثقافة في حياتنا اليومية. فالفن، بجميع أشكاله، يمنحنا مشاعر وإحساسا بالرفاه. في رأيي، من الضروري الارتقاء بالثقافة لتكون من بين الأولويات، لأن المتاحف لا تضم مجموعات وأشياء فحسب، وإنما تضم أيضا جزءا مهما من تاريخنا وذاكرتنا الجماعية. يجب أن نعمل معا، سياسيين وفنانين وفاعلين في القطاع الثقافي ومواطنين، لإبقاء متاحفنا حية، وجعلها أماكن تستجيب للمعايير الدولية من حيث المجموعات والحفاظ على الأعمال الفنية وعرضها.
نحن سعداء لأن “علامة متحف”، ووفقا لإرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ستتيح تنظيم القطاع المتحفي وتمكين المغرب من الانخراط بشكل مستدام في الساحة الفنية المتوسطية والأوروبية من خلال متاحف تستجيب للمعايير.
في المؤسسة الوطنية للمتاحف، نحتفل باليوم العالمي للمتاحف من خلال فتح استثنائي ومجاني لجميع المتاحف التابعة لنا، لأن الثلاثاء هو يوم إغلاق في العادة. نحتفي بالمتاحف تحت شعار التشارك والانفتاح مع الدفاع عن دور الثقافة والفن.
حدث كم. و م ع
التعليقات مغلقة.