وفقا للطبيب الروسي الشهير ألكسندر مياسنيكوف، يوجد في أمعاء الإنسان 1.5 كلغم من البكتيريا، التي تؤثر في مزاجه ووزنه والعديد من الأمراض، يطلق عليها نبيت الأمعاء أو الميكروبيوم.
ويشير مياسنيكوف، إلى أنه خلال الأربعين عاما الأخيرة، حقق العلماء إنجازات كبيرة.
ويقول، “يمكننا التأثير في المناعة، وتمكنّا من فك شيفرة الجينوم البشري، وكيفية برمجة الخلايا الجذعية وتنمية الأعضاء. ولكن لم ننتبه إلى الميكروبيوم، أحد أهم أعضاء الجسم”.
ويضيف، لقد اتضح أن الميكروبيوم، يؤثر في حالة الإنسان وتفكيره ورغباته، وهذا ما أثبتته نتائج الدراسات التي أجريت على الفئران المخبرية. فقد زرع الباحثون براز الفئران العدوانية في أجسام فئران هادئة، وبعد مضي بضعة أيام تغير سلوك الأخيرة في الاتجاه المعاكس. أي اكتشف الباحثون علاقة مباشرة بين الأمعاء والدماغ. وهذا يعني أن تغير الميكروبيوم يمكن أن يسبب تقلب المزاج وحتى الكآبة.
ويبدو أن المهمة الرئيسية للميكروبيوم هي مسؤوليته عن امتصاص المواد المغذية من الأطعمة، “لذلك نقول: كونوا حذرين من المضادات الحيوية، لأنها تدمر الميكروبيوم”. بحسب مياسنيكوف.
ويؤكد مياسنيكوف على أن تغير الميكروبيوم هو عامل خطر للإصابة بالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة والسرطان. ووفقا له يضطر الأطباء في حالة أمراض معينة، إلى زرع براز شخص سليم في أمعاء شخص مريض، بهدف تغيير تركيب الميكروبيوم. كما أن الصيادلة ابتكروا أدوية يشكل البراز أحد مكوناتها. وهذه هي ثورة حقيقية في عالم الطب.
ويشير مياسنيكوف، إلى أنه بظهور المضادات الحيوية في خمسينيات القرن الماضي، تم التغلب على العديد من الأمراض المعدية. ولكن في هذه الفترة بالذات لاحظ العلماء ارتفاع الإصابات بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، التي هي السبب الرئيسي في العديد من الوفيات في العالم.، “لأننا خرقنا التوازن البيئي الطبيعي بيننا كمضيفين وبين الميكروبيوم”.
ويقول، “الاستنتاج العملي هو كالآتي: يجب التقليل من تناول المضادات الحيوية. لأن تناولها هو ضربة قوية للميكروبيوم، ولا نعرف ماذا سيكون رد الفعل، الذي سيأتي حتما 100%”.
المصدر: فيستي. رو
التعليقات مغلقة.