..وأضيف إلى ما كتبته سابقا حول صراعنا مع الجزاير فأقول : إنه لا يضيرنا أن يظل حكام الجزاير ينكرون علينا واقع إنجازنا لوحدتنا الترابية ، ولن يفت في عضدنا محاربتهم لنا عن طريق فلول من الانفصاليين ، ولا يخيفنا ، فبالأحرى أن يرهبنا ما يطمنطقون به من سلاح وما يلوحون به في مناورات يحسبونها مرهبة سيتعقبهم الخسران في أي نزال أو معركة يفتحونها ضد المغرب سواء كانت سياسية أو دبلوماسية أو استراتيجية أو حتى عسكرية ، وعلى من يرتاب في ذلك أن يستعرض الأحداث منذ أن فتح العقيد هواري بومدين ورجاله المعركة ضد المغرب منذ سنة 1975 ، مستعينا بما كان العقيد الآخر معمر القذافي يغدق عليه من خزينة الدولة الليبية ومن خزائن اسلحته.
يا رجال الدولة الجزائرية، ويا أفراد نخبتها المنحازين الى مناصرة الظلم الموجه ضد المغرب، أقول لكم لقد حسبتم أن في استطاعتكم بما عبأتموه وما جندتموه أنكم ستنالون من المغرب فأصبتم بالخسران المبين ، افتحوا بصركم وبصيرتكم وراجعوا حسابكم وستجدون أنه بقدر ما من الله علينا بالتوفيق في معارك تكريس وحدتنا الوطنية والترابية ، بقدر ما منيتم به من نكسات ضيعيتم فيها جهودكم وبذرتم أموال شعبكم في الرمال
إن في استطاعتكم بنقرة بسيطة في غوغل أن تروا وتتأكدوا بأننا لا نلهو ولا نضيع وقتنا في انتظار الذي يأتي والذي لا يأتي كما تفعلون ، أننا نبني ونشيد ، نبني الأنسان المغربي الصحراوي الذي أختارأن يعيش على أرضه في صحرائنا المسترجعة ويتقاسم مع إخوانه المغاربة العيش أينما شاء من طنجة الى الكويرة ويتمتع معه بما يضمنه له وطنه من حرية الكسب وطمأنينة النفس والعلو بشأنه وضمان أمنه وسلامته ، ومثلما نبني الانسان نشيدالعمران ، ويشهد لنا العالم بأننا حققنا في أقاليمنا الصحراوية ما يشبه المعجزة ، ولدينا من المشاريع التي نعتزم إنجازها ما جعل كثيرا من الدول تسعى لمشاركتنا في مجهوداتنا في البناء والتشييد.
اننا مثلا نشيد حاليا طريقا بما يتجاوز طولها أكثر من ألف كيلومتر من تيزنيت ألى الداخلة ستغدو جزء من الطريق الرابطة بين إفريقيا وأروبا وبدأنا في ترتيبات تشييد ميناء سيكون من أكبر الموانئ الافريقية أنه ميناء الداخلة الأطلسي ، وأننا بصدد تشييد منشآت المركب الكيماوي لتصنيع الفوسفاط الذي جاد الله به على أرضنا في الصحراء، ليكون ظهيرا لها في نهضتها الاقتصادية والاجتماعية.
حاسبوا أيها الرجال الذين تحكمون الجزائر أنفسكم وراجعوا ماذا صنعتم خلال العقود التي واجهتمونا خلالها وحاربتمنا بكل ما تملكون وتحرمون شعبكم الاستفادة منه لتوفير العيش الرغيد ، وستجدون أنكم لم توفروا لبلادكم الأكتفاء الذاتي في كثير من المواد الأساسية للحياة ، فما زلتم تستوردون ما يقرب من تسعين في المأئةمن الحليب وما زلتم تستوردون اللحوم الحمراء وما يزال الناس يقفون في الصفوف الطويلة ليحصلوا على نصيبهم من بعض المواد أو يحاولون سحب رواتبهـم وتعويضات تقاعدهم من مكاتب البريد .
وبما أنكم يارجال الجزائر ويا أفراد نخبتها المجندين لمحاربة المغرب تتجهون بأنظارهم إلى صحرائنا طمعا فيها وفي خيراتها ، بما أنكم كذلك ألتفتوا الى صحرائكم المتاخمة لجمهوريةمالي فقد سمعنا أن سكانها يتوقفون أحيانا إلى مساعدة إخونهم وأبناء عشيرتهم في الجانب الآخر من الحدو د الجزائرية، مع صحرائكم تدر من العائدات ما يغني البشر
يؤسفني أن أكتب هذا الذي سطرته وأنا من الجيل الذي عاش الثورة الجزائرية وساهم إعلاميا في نصرتها ، وكنت من الذين ينظرون بكل أمل لمستقبل الجزائر ولعلاقاتها مع المغرب الذي كان ظهيرا لها في معركة التحرير ، لن أحمل أي حقد أو ضغينة لأنني متشبث بالأمل في مستقبل مزدهر للعلاقات المغربية الجزا ئرية ، والأمل معلق على المواطنين الجزايريين المنتمين للشعب الذي كنّا نفتخر بثورته المجيدة والتي تعرضت للتحريف عن الطريق المستقيم على يد من أعمت الأطماع بصيرتهم وأغوتهم القوة لمحاولة فرض هيمنتهم
عبد السلام البوسرغيني
التعليقات مغلقة.