شعوب منتدى حقوق الانسان – حدث كم

شعوب منتدى حقوق الانسان

مراكش عاصمة الأحداث في المغرب، بعد انصرام النسخة الرابعة منقمة “ريادةالأعمال”، التي شارك فيها قرابة 4 آلاف من رجال الأعمال ورؤساء المقاولات الكبرى من مختلف دول العالم. كانت العاصمة المرابطية على موعد مع قمة اخرى من نوع خاص ، المنتدى العالمي لحقوق الانسان، اذ حج الالاف من مناضلي حقوق الانسان الى المدينة، للتعرف على تجارب الاخرين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، واخرون لتزود بأخر التقنيات في المجال، والبعض لتسجيل صوته والتعريف بقضيته والبحث عن المؤآزه، ومسؤولين حكوميين ، هدفهم الدفاع عن أراء دولهم وتلميع صورتها امام الراي العام الحقوقي، ومنهم من جاء فقط للاحتجاج ، صحفيون ، قنوات تلفيزيونية، يأتي ذلك في شرع فيه منظموا المهرجان الدولي للسينما لمراكش في نصب منصات لاستقبال المشاركين في دورة 14 ، والتي ستتوج السينما اليابانية.

   اكثر ما جذبني النسخة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الانسان، مداخلات السكان الاصليين في كل قارات العالم، ذلك الهندي الاحمر المعتمر لقبعة الريش التي ألفنها في افلام الكايبوي، وأخر قادم من الارجنتين والبرازيل، وقبائل الماساي في كينيا، بالإضافة الى لباس الطوارق .

الشعوب الاصيلة ترى ان المستعمر سلبها عاداتها وتقاليدها وارضها، بعد ذهاب المستعمر، جاء مستعمر جديد متمثل في الشركات متعددة الجنسية التي لا ترعي اية تقاليد ولا حقوق، وهدفها الاسمى الربح ثم الربح ولا شيء سوى الربح، بالوطيء طبعا مع الحكومات واللوبيات الاقتصادية.

حقوق الانسان بين الخصوصية والكونية، من بين تلك المواضيع التي ستأثر بالاهتمام، وكانت الكثير من التجارب المهمة ، في هذا الاطار تجربة اليابان كبلد متقدم ومحافظ على حضارته الضاربه في القدم، والتجربة التركية ،الاسيواوربية والاسلامية، ونظيرتها الإندونيسية وغيرها، كان الهم الاكبر للمتدخلين في هذه الندوة كيف نحترم مبادئ حقوق الانسان ” الاعلان العالمي لحقوق الانسان” دون ان ننسلخ عن هويتنا وقيمنا، الاسلامية والمسيحية وايضا اليهودية واحيانا البوذية و……

أحقية القوات الدولية في مراقبة احترام حقوق الانسان، حسب المواثيق الدولية، بمشاركة عمر هلال والسفير الموريتاني في الامم المتحدة الشيخ احمد،   وفعاليات حقوقية دولية، وبعض المتعاطفين مع جبهة البوليساريو من المحطات التي عرفت حضورا كبيرا ونقاشا ساخنا.

الشبكة الامازيغية تستضيف الشعوب الاصيلة

في الندوة التي نظمتها الشبكة الامازيغية من اجل المواطنة ، حول التعدد الثقافي، والتي ادارها الاستاذ احمد ارحموش، مرحبا بشعوب الارجنتين وامريكا، والامازيغ حول العالم، قبل ان يستعرض ممثل اليونسكو في المغرب محمد ولد خاطر، اعلان منظمته حول الحق في التعدد الثقافي واللغوي، والمسمى اعلان ميكسيكو، والذي يهدف في الاساس الى المساواة بين الناس وتقوية الوحدة الوطنية. اما ديريك من هنود امريكا فقد عرف بحركة شعبه التي تعمل من اجل الاعتراف بحق الشعب الهندي الاحمر بحقوقه في العيش على ارضه والحفاظ على تقاليده وحقوقه وثرواته الطبيعية.

اما موسى اغ الطاهر من حركة تحرير ازواد، فقد حمل الاستعمار الفرنسي مسؤولية ما وقع ويقع لشعب الطوارق من تذبيح وتهجير واغتصاب للحقوق، واستنكر غياب منظمات الاغاثة الدولية ومنظمات حقوق الانسان عن المنطقة.

مانويل كونزالوس من الارجنتين استعرض مسيرة شعوب امريكا اللاتينية في سبيل التخلص من الديكتاتورية، حيث جاء التغيير باعتراف الدولة بالحق في الهوية، واتخاذ اجراءات من ترسيخ هذا الاعتراف على ارض الواقع، لكن ذلك لا يعني ان النضال انتهى، لا زال هناك الكثير الذي يجب تحقيقه، حسب كونزالوس.

لوناس بلقاسم الرئيس السابق للكونغرس العالمي الامازيغي، قدم لمحة عن حالة الامازيغ في شمال افريقيا، معتبرا بأن الوضعية متقاربة، وقال بأن الامازيغ ” لا يطالبون بالاستثناء بل بالمساواة”   واعتبر ان الاعتراف الدستوري في المغرب بالامازيغية ينقصه التطبيق.

المحامية زهرة الجسر من لبنان، تناولت تجربة بلدها في الاعتراف بالتعددية اللسنية والطائفية ودور احترام هذا الاعتراف في الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية، من خلال احترام مؤسسات الدولة لهذا التنوع، لكن الجسر تنتقد التدخل الاقليمي في شؤون لبنان واستغلال الطائفية من اجل زعزت استقرار الدولة.

   “الامازيغ في ليبيا ضحوا من اجل التغيير في ليبيا” تقول الاعلامية سناء المنصوري، بعد الثورة كانت امام الامازيغ فرصة لتحقيق مراميهم ، لكنهم ضلوا الطريق بسبب جهلهم وعدم مواكبتهم للعالم ،تضيف المنصوري.

الامازيغ اليوم مدعون للاستثمار في انفسهم وفي اعلامهم ومواكبة العالم، تلك كانت نصيحة سناء، التي اضطرت للاستقالة من قناة ليبيا الاحرار بعد ان سيطر عليها تيار الاخوان فجر ليبيا.

الاستاذ جلول من تونس، يرى بأن وضعية التهميش التي تعرفها قرى الامازيغ في الحنوب التونسي، ظلت على ما هي عليه رغم توالي الانظمة، “هناك تمييز واضح ضد الامازيغ في تونس” حسب رئيس جمعية امازيغ تونس، من جهته يرى حسين عزيم من الجزائر بأن من حق القبائل التمتع بحك ذاتي لمنظقتهم، لانهم قومية خاصة ولهم وضع خاص، معتبرا “منطقة القبائل منطقة محتلة بالفعل”.

لعلها اكثر عروض اللقاء متعة وتأثيرا ، شاب قادم من منطقة سيوا في غرب مصر، يتحدث الامازيغية بطلاقة، لكنه اعتذر وقال بأنه سيقدم مداخلته بالهجة المصرية، التي يؤكد ان الكثيرون يعرفونها، سيوا واحة في صحراء الغربية لمصر، الكثير من المصريين لا يعرفون مكانها، اقرب مجتمع حضري لها واحة جعبوب في ليبيا، تبعد عن مرسى مطروح 650 كلم، وهي اقرب مدينة مصرية، لم ترتبط بهذه المدينة الا في سنة 1986، قبلها ” لم نكن نعرف احد ولا يعرفنا احد” يقول الشاب السيواي

يقول بأنه في طفولته سأل والده عن معنى امازيغ المتداول بين السكان، فقال له والده هو الرجل الحر الذي لا يعترف بالسلطان.

خليلو الحبيب من شباب الطوارق في النيجر، يرفض ان ينسب الى النيجر ويقول بأنه ” امازيغي ” و”شمال افريقيا موطنه”. ويستغرب من كون مدن شمال النيجر والتي تسكنها قبائل الطوارق، ممثلة في البرلمان النيجري بنواب عرب.

التيجاني حمزاوي من الشبكة الامازيغية، اختصر واقع الامازيغية في المغرب، بحظها في المنتدى العالمي لحقوق الانسان، وقال بأن 12″ مرسوم صدرت بعد ترسيم الامازيغية كلها ضد الامازيغية” .

اختتمت اشغال المنتدى بإصدار العديد من النداءات المطالبة بتحسين اوضاع حقوق الانسان في العالم، على وقع فيضانات عرفتها العديد من الجهات في المغرب، راح ضحيتها عدد من المواطنين المغاربة، وممتلكات عدد أخر، التدخل كان متأخر، الامطار عرت البنية التحتية والتهميش الممنهج لهذه المناطق، مما يؤكد ضرورة مراجعة السياسيات التنموية، والمساءلة عن اية معايير يتم بها تحديد مناطق تدخل الاستثمارات السنوية للدولة، فهناك مواطنون تتعامل معهم الدولة كمحسن ليس الا.

التعليقات مغلقة.