“رسالة “.. الى من تنطبق عليهم قول الله سبحانه”” اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ” ! – حدث كم

“رسالة “.. الى من تنطبق عليهم قول الله سبحانه”” اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ” !

“حدث” وان تطرقت الى عدة مواضيع، تهم الوحدة الترابية، وعلاقة المغرب باشقائه الجزائريين، وليس جنرالات ما بعد استقلال بلد المليون شهيد، واشير هنا الى ما عاينته منذ بداية طفولتي في منطقة الريف، من الجوار الذي كان يجمعنا مع ابناء الجزائر الاحرار في قريتنا، حينما كان الشعب الجزائري يناضل من اجل تحرير بلادهم من ربق الاستعمار الفرنسي، وكان المغرب آنذاك يعيش نشوة استقلاله، من الحماية الفرنسية والاسبانية، ووجدت لاجئين جزائرين يعيشون بيننا ، في عز وكرامة وحسن الاستقبال، نتقاسم معهم كل ما كان متوفرا “من وسائل الحياة”.

ومرد الرجوع الى الماضي، هو ما كنت اراه واسمعه عن طريق المذياع، وانا في آخر السنة من التعليم الابتدائي، من جحافيل المغاربة يمتطون الشاحنات تطوعا، للمشاركة في حرب الرمال المفروضة على المغرب سنة 1963،من طرف بن بلة، رئيس الجزائر بعد الاستقلال سنة 1962، ورجوع الاشقاء الجزائريين الذين كانوا بين احضاننا، الى بلدهم الام، ومن هنا  بدأ التنكر للمغرب ، من طرف الجنرالات الذين كانوا يتحكمون في احمد بن بلة ومن معه !، وفي الاخير، انقلبوا عليه، وهذا موضوع آخر، وصدفة وانا اتطرق الى الموضوع، توصلت بوثيقة “رفقته” على الخاص، انشرها قصد التمعن فيها للمهتمين !.

والحدث الثاني، هو الذي واكبته وعشته، اثناء المسيرة الخضراء المظفرة ، التي ابدعها الراحل الحسن الثاني، من اجل تحرير الصحراء المغربية سنة 1975، من الاحتلال الاسباني، حينما كنت اشتغل في جريدة “الانباء” المقبورة بعد وفاة المغفور له بطل تحرير الصحراء المغربية، وبداية الحقد والكراهية من طرف حكام الجزائر وعلى راسهم الهواري بومدين، الذي انقلب على بن بلة، سنة 1965، بجانب الانقلابي الثاني العقيد معمر القذافي على ملك ليبيا إدريس الأول، سنة 1969 ،ليضعا اليد في اليد ، من اجل معاكسة المغرب من خلال “صناعتهما “البوليساريو”، وظلت جنرالات الجزائر على “غيها ” الى يومنا هذا، في تبذير مئات الملايير من الدولارات ، من اجل تمويل الحرب الذي شارك فيه “ميليشيات متنوعة الجنسيات “اغلبها ينتمي الى الشعب الجزائري المضطهد حقوقه ، وصرفت امواله، على” الوهم “، منذ سنة 1976 الى غاية 1991، وبعدها “تاب القذافي”، وساند الحكم الذاتي كما جاء في بلاغ صدر، بمناسبة  استقباله للوفد المغربي،  الذي كان يضم فعاليات سياسية، برلمانية ، نقابية ، ونسائية ، شبابية وإعلامية، (كاتب الموضوع)، من ضمنهم (الصورة)، وذلك في ماي 2010.

 وقبل البلاغ ، صرح القذافي بعفويته وبقهقهته المعهودتين قائلا: ” بعد هذا البلاغ،  وهذا الاستقبال، سيتصل بي بوتفليقة لا محالة،  ليقول لي انت خائن… !“، لكنه لا يستطيع في الحقيقة ، واضاف : “انا متأسف عن المشاكل التي كانت بيننا، وعلى ما هو  قائم الآن بين الجزائر والمغرب، اضافة الى اغلاق الحدود بين البلدين الشقيقين”، مذكرا “بالدور التاريخي الذي قام به المغرب ، في نصرة ودعم الثورة الجزائرية،  وانطلاق القادة الجزائريين من المغرب ، لمواجهة الاستعمار”،مؤكدا على “ضرورة الاعتراف بالدور الذي قامت به المملكة المغربية، إلى جانب الثورة الجزائرية، والذي لا يمكن نسيانه”، مبرزا “ما يلحقه الإبقاء على هذه الحدود مغلقة من أضرار اجتماعية واقتصادية بشعبي البلدين وعرقلة لحرية وسلاسة تنقل الأشخاص والبضائع بين الأقطار المغاربية”، ( البلاغ موجود في الارشيف).

لكن، وبعد” توبة” الراحل القذافي قبل “اعدامه” بقليل من الاشهراثناء فترة ما يسمى “بالربيع العربي” او “الخريف !، فقد بسط جلالة الملك اليد البيضاء لبوتفليقة قبل عزله، لطي الصفحة، والرجوع الى جادة الصواب، بدءا بفتح الحدود، والكف عن هدر مال الشعب الجزائري من اجل “السراب !”  لكن بصيرة بوتفليقة اعمته “عصابة” الجنرالات، وفي الاخير القت به في غياهب الحجر، بعدما فقد القدرة على الاستمرار في الواجهة “صحيا !“،وبعدما جرفه “حراك القرن” للشعب الجزائري، وما زال يقاوم الى حدود الساعة، ضد “بقايا “جنرالات القرن العشرين” ،  رغم المحاولة التي قادها “القايد صالح”، لاسكاته من خلال تنصيب “عبد المجيد تبون”، وبعدها تم “اقباره !” ايضا، ليترك المجال “لشنقريحة “ومن معه !، لكن هذا لن يدوم طويلا لا محالة.

 ورغم ما حصل، وما سيحصل، تذكرت قول لله سبحانة وتعالى في سورة البقرة والتي تتناسب وافعال حكام الجزائر: ” اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ”، وهذه الاية تنطبق بالفعل على “جنرالات آخر ساعة”، والذين تجبروا وطغواعلى الشعب الحزائري الاعزل، بتماديهم على  استنزاف ثرواته على “جمهورية الوهم !“، بدون ان ينتبهوا ، او يسمعوا الى ما جرى ويجري !، في القارة الافريقية التي تجمعنا، والتحولات الدولية، وما يشهده المغرب في عهد الملك محمد السادس، الذي تربع على عرش اجداده الميامين  منذ عقدين، وسيحتفل الشعب المغربي في اواخر هذا الشهر،  بالذكرى 21 على قيادة الحكم في المغرب بسياسة حكيمة صامته، واستراتيجية ذات بعد قاري،  واقليمي ، وما الانتصارات المتتالية على المستوى الدولي،  لانهاء مسلسل اعداء الوحدة الترابية، وتبني الامم المتحدة،الحكم الذاتي المتوافق عليه منذ 2007،  واعتراف اقوى دولة في العالم بمغربية الصحراء في دجنبر الماضي، اضافة الى ما تشهده القارة الافريقية من استثمارات مغربية، بتوجيهات ملكية سامية، بل بحضوره شخصيا لتدشين البعض منها،  والانجازات  التي حققها المغرب منذ اعتلائه العرش، في جميع المجالات، السياسية ،الديبلوماسية، الاقتصادية ، الاجتماعية، الرياضية ،والثقافية.. الخ، مونها كنماذج فقط: انجاز ثلاثة موانئ تعد الاولى من نوعها قاريا، وانطلاق الخط السكيي البراق” TGV” ، من  عاصمة البوغاز طنجة ،الى العاصمة الاقتصادية، الدار البيضاء، وبعدها الى جهات اخرى، وشبكة الطرق السيارة من الشرق ، والشمال ، الى الجنوبي المغربي، ومشاريع الطاقة الشمسية بدءا من نور 1 الى 4، باقليم ورزات، وانطلاق اكبر نفق للسير والجولات للسيارات على المستوى الافريقي بالبيضاء، وتشييد اعلى برج قاري على ضفاف نهر ابي رقراق بالعاصمة المغربية “برج محمد السادس”، الذي هو على  وشك الانتهاء من الاشغال ، مرورا يتشييد خط  دولي لانبوب الغاز ، المتفق عليه بين المغرب ونيجيريا ، لربط دول غرب أفريقيا مرورا بالمغرب في اتجاه أوروبا، وغيرها من المشاريع الكبرى لا يمكن اختزالها في موضوع، اما السياسة الاجتماعية المتعلقة بالشعب المغربي، وخاصة منها الشروع في التغطية الصحية الشاملة لجميع افراد الشعب المغربي، والذين لا يتوفرون عليها، وغيرها من المبادرات الملكية السامية المتعددة تجاه  شعبه الوفي.

وكل هذا ، لا تراه “كمشة من الجنرالات المتبقية من مخلفات القرن الماضي !“، بل همهما الوحيد هو معاكسة المغرب، والاستمرار في تبذير اموال الشعب الجزائري لتجويعه من اجل “التطويع !“، ليتمادوا في تراكم ملايير الدولارات في نهب مداخيل البترول والغاز، وتحويلها الى حساباتهم الخاصة في البنوك الدولية، من قبل “الجنرالات” بوجه “تبون” كرئيس !، والباقي صرفها على تحقيق حلمهم “المهلوس” بفكرة مضايقة المغرب في وحدته الترابية !، وليظل الشعب الجزائري يقاوم، و منذ سنتين ونصف من خلال الحراك “للتغيير “!، لانه اصبح محروم من ابسط الحقوق، و في جميع المجالات، وهذا ليس تشفي،  بل استنكار لسياسة “العسكر” اتجاه شعب المليون شهيد.

 وهذا ما ادى بي الى الادلاء برأيي في هذا الموضوع، وبدافع دم “تمغربيت”، وما عايشته منذ ان اصبحت اتابع الوضع في الجزائر، وصنيعته “البوليساريو”، وسبق لي ان اشرت اليه  في موضوع سابق ، بمناسبة مرور عقدين من الزمن على قضية “اشبيليا” باسبانيا، في نفس الخانة من الموقع.

وفي انتظار ما سيحدث؟ !، اذكر مرة اخرى، واستدل ، بقول الله سبحانه وتعالي في سورة البقرة “لمخلفات الجنرالات القرن الماضي” في الجزائر، وما اشرت اليه ، واكرره :ان ” اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ” ، صدق الله العظيم.

وللاشارة، فسأعود بحول الله ، الى عنوان ركن “حدث ويحدث” شوافة 2021 .

التعليقات مغلقة.