مدريد .. عبد العلي جدوبي: أخطر ما يمكن أن تنجر اليه الصحافة الجزائرية ، المعروفة بكونها ناطقة بإسم الفريق العسكري الحاكم بالجزائر ،هو أن تتحول الى وسيلة لترويج طروحات مغرضة ،وتنخرط في عملية تحويل الانظار حول تطور الوضع في الجزائر الذي مازالت فيه ذكرى (العقد الاسود ) تخيم على ذاكرة المواطنين الجزائريين الذين تغيب حلول انشغالاتهم اليومية ،ومشاكلهم المعيشية على صفحات الصحف الجزائرية التي تبحث كعادتها دائما عن منفد لتحويل الاهتمامات الداخلية الى خلق ذرائع ،والصاق اتهامات بالجار المغربي ،الوجهة المفضلة للقيام بمثل تلك العمليات التي أقل ما يقال عنها أنها لا أخلاقية ،وتتحين كل فرصة للتعليق عن اي حادث كيفما كان نوعه حول الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالمغرب ،إلى درجة ان تلك الصحف تخصص حيزا مهما لاضراب عمال النظافة في جماعة قروية نائية بالمغرب
وما يثير الاستغراب أن الصحافة الجزائرية لم تكتب سطرا واحدا عن الحراك الشعبي في عدة مناطق ومدن جزائرية ،ولم تكلف نفسها عناء الحديث او حتى الاشارة الى تمرد الشباب الصحراوي بمخيمات تندوف ،وعن الاوضاع المأساوية للرعايا المحتجزين قسرا بمخيمات العار ولم تستخدم تقليعة حقوق الانسان لشجب واستنكار الظروف اللإنسانية لأوضاع النساء والشيوخ والاطفال ،علما أن العديد من المنظمات الحقوقية الدولية كشفت النقاب عبر تقاريرها عن الخروقات التي تعرفها تلك المخيمات.
ما لم تستوعبه بعد ،الصحافة الجزائرية هو أن الوضع الذي كانت توجد فيه جبهة البوليساريو قد أعيد الى حجمه الطبيعي ؛ حركة ذات بعد انفصالي ارهابي ترتبط بجهات خارجية وبدعم ورعاية من السلطات الحاكمة بالجزائر ،وانكشفت اللعبة القذرة ، حيث كشفت الجزائر صراحة عن نواياها قصد الهيمنة ،ذلك أن الرهان على حساباتها القديمة لم يعد يجدي في شيئ ،وان سياسة المحاور التي تلعبها ،أكدت فشلها في العديد من المحافل الدولية ، وأن الاستثمار في الرهان على معاكسة الحق المغربي المشروع ،ماهو الا مضيعة للوقت ويكلف غاليا..
التعليقات مغلقة.