شعب القبايل .. وتقرير المصير !

مدريد – عبد العلي جدوبي: أزيد من أربعين سنة ، وحكام الجزائر يتحدثون عن “تقرير المصير ” ويطرحونه في كل المحافل الدولية لمعاكسة الحق المغربي المشروع في صحرائه !! ،ومن خلال دبلوماسية هادئة ورزينة يدافع المغرب عن ملفه من خلال حقائق التاريخ والجغرافية وشهادة المغاربة سكان الاقاليم الصحراوية

وعندما أشار عمر هلال الممثل الدائم للمغرب لدى الامم المتحدة في الفقرة الاخيرة من مداخلته خلال المناقشة العامة للجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز عن ” أطول احتلال أجنبي لشعب القبائل ،والذي يستحق التمتع الكامل بحق تقرير المصير “ – كما جاء في كلمته – تارت تائرة الفريق العسكري الحاكم بالجزائر وصحافته الموالية ،وانطلقت هرولة البلاغات ، وانفجر بركان الغضب ، وبدأت أوراق الجنرالات أو “الكابرانات ” تتساقط !!

فالمؤسسة العسكرية الجزائرية كان أحرى بها الا تدير ظهرها للانتفاضات المستمرة لشعب القبائل ،وأن تصغي لدعوات الانفصال عن المحتل وحق تقرير المصير ،وألا تبدر عائدات (سونطراك ) لتأطير شرذمة من مرتزقة البوليساريو ،ودفع رشاوي بملايين الدولارات بهدف معاكسة الحق المغربي المشروع في صحرائه ،فالخطأ والخطيئة الجزائرية جرت البلاد الى مستنقع خطير يصعب الخروج منه في الظروف الراهنة !!..

كل الدلائل والتصورات تتجه الى رسم وضع صعب للسياسة الجزائرية الهوجاء ،بناء على العديد من التقارير الامريكية التي تؤكد عدم قدرة حكام الجزائر الاستمرار في محاولاتهم اليائسة لتطويق المد المغربي ،ويصعب استمرار ذلك في ظل اللحصيلة الاقتصادية المتدهورة ،وإن كان يحز في النفس ان الجغرافية تصبح في بعض الاحيان عائقا امام تعاون افقي متعدد الجوانب والاطراف ،فإنها في أحيان أخرى تكون مدعاة للعمل المجدي ،وهذا ما يقوم به المغرب تحديدا في سعيه لبلورة تعاون عمودي يكون مقدمة لتعاون أشمل مع جميع الدول الافريقية..

كل ما يهم المغرب الموجود على أرضه والمستند الى الشرعية الدولية ،أنه منشغل بقضايا التنمية المحلية وبالقضايا الافريقية في ابعادها التنموية والديمقراطية .