“وطني قضى”.. رحمه الله .. والسلام! – حدث كم

“وطني قضى”.. رحمه الله .. والسلام!

“حدث” وان فارقتنا الاقدار الالهية مع “رجلين” انسانيين..فاضلين.. حكيمين.. سياسيين، في شهر واحد، وفي يوم احد!، في مكان واحد!، فالاسباب كانت متعددة ، والموت واحدة!، لكن الصدمة كانت اقوى من قوة “الصاعقة” على المغاربة جمعاء، فلم يكن في الحسبان ان نسمع نبأ “الفاجعة” بالطريقة التي تلقيناها جميعا، لان السبب لم يكن مرضا مفاجئا، او “سكتة قلبية” او غيرها من الاسباب ، بل هو قدر محتوم في مكان “مشؤوم” تعذر عن “الانسان” ان يفهم هذه الصدف في المكان والزمان!، لا يعلمها الا الله الخالق الرحمن!.

لكن.. لله ما اعطى ولله ما اخذ، اخذ عنا في البداية زميلا، مناضلا، سياسيا، خلوقا، انسانا، فشاءت الاقدار والصدف كذلك ، ان يكون يوم تكريمي من طرف النقابة الوطنية للصحافة المغربية، يوم التأبين والتكريم للراحل احمد الزايدي!، فبكيت دما في قلبي ، بعدما جفت الدموع في عيني، وشفتاي ترتعد عاجزة عن نطق رحمك الله يا الزايدي، والتي كانت تصدح في فؤادي.

وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يستعد لاحياء الذكرى الاربعينية ، للراحل شهيد “قنطرة واد الشراط ” الاسبوع المقبل، “شرط” قلبي وقلوب المغاربة، وحزب العدالة والتنمية “برق صاعقة “اخرى، اختطفت منا في رمشة عين، رجلا من طينة “اولاد الناس” الذين قل نظيرهم في زمننا هذا، انه عبد الله باها، الحكيم، الصامت، العالم، والذي لم يسبق له ان فاه بشئ لا يرضي الله والانسان، في نفس اليوم والمكان.! ياله من صدف لم ياتي بها الزمان، الا بما شاء الله الواحد المنان، الذي اخذه منا الى جواره مع الصديقين والشهداء والصالحين.

وفي غمرة هذا المصاب الجلل، اتذكر نزر من حكمه، التي حكاها لي ذات مرة رحمه الله ، حينما قال: “ان المغرب مثل (القط) كيفما رميته يقف على رجليه، لان للمغرب بسواعد المتينة ، وبعرشه الجامع، لا يمكن الا ان يظل واقفا على رجليه”، مضيفا بان “القواعد الحسابية مثلا تقول : “1+1= 2 “،  لكننا في المغرب لدينا قاعدة اخرى مفادها : 1+1= 1” بمعنى ان للمغرب ملك واحد، والمغاربة واحدة، وهذه هي قمة عبقرية رجل وطني ، قيمه “تمغربيت”، فهل ما يزال في المغرب زعماء وسياسيون، ورجال وطنيون مثل بها؟!.

كلام كثير.. ورجال كثر.. وحسابات كثيرة، لكن كلام باها، وحساباته ووطنيته ونضاله (ربما تختلف) عن باقي السياسيين والمناضلين، كما اختلفت اسباب الموت الواحدة. وهذا ما حدث، في انتظار ما سيحدث في دنيا الفناء اقول: رحمهما الله ، وانا لله وانا اليه راجعون ، والسلام.

 

التعليقات مغلقة.