مدريد -عبد العلي جدوبي: مايجب معرفته والتأكيد عليه ،هو أن قرار محكمة “العدل ” الاروبية ،قرار لا يهم المغرب بشيئ ، بحكم بند قانوني في الاتفاقية البروتوكولية للشراكة الموقعة بين المغرب والاتحاد الاروبي ،البند الذي يفند أي قرار صادر عن أية جهة ،أو يخالف بنود الاتفاقية ..!
فقرار هذه المحكمة ليس الاول من نوعه الصادر عنها ،ونحن نعلم انه بطلب جزائري ونعلم أيضا ان هناك لوبيات مرتزقة داخل اروقة الاتحاد الاروبي تكن العداء للمغرب .ونعلم كذلك بأن بالمحكمة بعض الموظفين المسخرين من طرف النظام الجزائري ،يقتاتون من رشاوي الكابرانات من عائدات مبيعات الغاز الجزائري ،بهدف تعطيل او بالاحرى التشويش على المبادرات المغربية التنموية بالاقاليم الجنوبية للمغرب ..
قرار المحكمة اذن هو شأن اروبي صرف لايسري على المغرب وهو ماتجاوزه البيان المشترك للمغرب والاتحاد الاروبي ،والذي أكد فيه كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الاروبي (جوزيب بويل ) ووزير الخارجية المغربي والتعاون (ناصر بوريطة ) “على مواصلة التعاون الثنائي الكامل والموحد للدفاع عن السلامة القانونية للشراكة القائمة بين المغرب والاتحاد الاروبي ” .. إذا فهناك سلامة قانونية !
هذا وقد سبق للمغرب أن خاض حربا طويلة لتوقيع اتفاق الصيد البحري مع الاتحاد الاروبي ،وفي مقدمتهم الاسبان ،وكان في كل مرة – وهذا هو الاهم – في كل مفاوضاته يصر ويؤكد انه لن يقبل أي اتفاق دولي يمس السيادة الوطنية للمغرب ،أو يستثني اقاليمنا الجنوبية من كامل الثراب الوطني ،بما في ذلك الصيد البحري والمنتجات الفلاحية مع الاتحاد الاروبي ..
تخوف اسباني !
عددمن المحللين السياسيين الاسبان اعتبرو -عبر وسائل الاعلام الاسبانية – أن قرار المحكمة هو قرار مسيس تحوم حوله عدة شكوك ! كما أشار احد المحللين السياسيين في مداخلته بالقناة الاسبانية الثالثة (انتينا تريس ) الى أن مثل هذا القرار من شأنه ان يضر بالمصالح التجارية والاقتصادية للاتحاد الاروبي مع المغرب ،وبالخصوص مع الجانب الاسباني فيما يتعلق باتفاقية الصيد البحري (فهناك 128 سفينة اروبية صيد بالمياة الاقليمية المغربية منها 92 اسبانية .
استقلالية القرار الاروبي
لقد تيقن أعضاء في الاتحاد الاروبي أن الاعتماد على قرارات مؤسسات تباع فيها الذمم وتشترى لاتزيد وضع الاتحاد الا تأزما وتضر بمصالحه وبتعاونه مع المغرب بالخصوص ،ويتعين ايضا على الاتحاد الاروبي أن يدرك أن الاستقرار بالمنطقة ،رهين باستقلالية قراراته السياسية ،من أجل خلق تقاليد واستمرارية في الحوار والتعاون البنائين ، مع الاشارة الى أن منطقة البحر الابيض ا لمتوسط أهم سوق ثالث للمجموعة ،مقابل ذلك فإن المجموعة الاروبية هي في أمس الحاجة الى بعض منتجات المنطقة ،إضافة الى إيجاد مداخيل التجارة مع أروبا .
ويبدو الان واكثر من أي وقت مضى أن العد التنازلي قد بدأ لإندحار اعداء وحدتنا الترابية ،وأعاء مصالحنا التجارية والاقتصادية مع الاتحاد الاروبي ،فلم يعد لديهم هامش للمناورة .
التعليقات مغلقة.